بالرغم من قوة حجة إرميا وأمانته الشخصية التي كشفتها الأحداث الماضية إلا أنهم اتهموه بالكذب، لأنه أخبرهم بما لم يحبوا أن يسمعوا؛ ونسبوا كلماته إلى باروخ كاتبه، قائلين عنه إنه سيطر على مشاعر إرميا لكي يقدم رسالة تخالف إرادة الله.
من المؤلم أن يتهموا إرميا أن نبوته كاذبة، لا ينطق بكلمة الرب بل يتكلم بالكذب. قالوا نحن سألناك أن تقول لنا كلمة الرب لكنك أخبرتنا بأقوال باروخ لكي يدفعنا في يد الكلدانيين فيقتلوننا ويقومون بسبينا. لم يتهموا إرميا مباشرة لكنهم جعلوا باروخ كبش الفداء وألقوا باللوم عليه. حقًا عمل باروخ بأمانة مع إرميا وعرَّض حياته للخطر في تنفيذ ما أوكل إليه، لكن الادعاء بأن النبي يتمم إرادة باروخ إدعاء غاية في الغباء يدل على عدم الإيمان والعناد.
لم يهتم إرميا بالرد على هذا الاتهام؛ كما لم ييأس منهم، بل استمر في خدمته لهم حتى النهاية.