مشعلة أحداث «الكرم» بالمنيا تكشف حقيقة الأزمة

[Mary Naeem]

مشعلة أحداث «الكرم» بالمنيا تكشف حقيقة الأزمة

إجراءات أمنية مشددة تحاصر قرية الكرم التابعة لمركز أبوقرقاص في محافظة المنيا، التي شهدت أحداث عنف بين عائلتين إحداهما مسلمة والأخري مسيحية بسبب شائعات ترددت عن وجود علاقة عاطفية بين زوجة مسلمة وشاب قبطي، وتطورت تلك الأحداث سريعا حتى أسفرت عن احتراق عدة منازل ومحل للأدوات الكهربائية، والأهم أنها خلفت وراءها مأساة خلقية يندى لها الجبين.

وحاولت بعض وسائل الإعلام تصوير الأحداث على أنها فتنة طائفية، على خلاف الواقع، بالرغم من أن الأزمة سببها خلافات عائلية، من الممكن حدوثها في أي قرية، ولكن «أهل الشر» قرروا تحويلها لفتنة تأكل الأخضر واليابس، بل ربما تحرق وطنا بأسره.

ومما يدعو للعجب أن جميع من تحدثوا عن الأزمة، نسوا أو تناسوا «متعمدين» أن يستمعوا لأطراف الأزمة الأصليين، وأهمهم الزوجة المتهمة في شرفها، إذ كان هذا الاتهام هو الشرارة التي أشعلت فتيل الفتنة.

خلافات زوجية
«فيتو» التقت بربة المنزل ن. ر. ف، ٣٢ عاما، التي اتهمها المغرضون بأنها على علاقة بشاب مسيحي من أهل القرية، فقالت في بداية حديثها «حسبنا الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم منه، والله بهدلني أنا وأولادي» قاصدة بذلك زوجها، الذي اتهمته بأنه مطلق تلك الإشاعة المغرضة، بسبب خلافات زوجية، وأوضحت ربة المنزل أن لديها 3 من الأبناء تتراوح أعمارهم ما بين11 و4 أعوام.

وأضافت: «تقدمت ببلاغ إلى قسم الشرطة وطلبت فيه أن يعرضوني على أي لجنة طبية علشان أثبت براءتي، والله شريفة والله عارفة كده »، لافتة إلى أن الأزمة بدأت بخلافات مع زوجها تركت على إثرها المنزل، بسبب إهانة أهل زوجها الدائمة لها، وعندما طلبت الطلاق «اطلقوا على تلك الشائعة».

وأضافت وهي تغالب دموعها: «تلقيت تهديدات كثيرة من أهل زوجي، واحتجزوا ابنتي الكبري وقالوا لها أمك ماتت، حرام اللي بيعملوه معايا فضحوني وأنا بريئة والله اعرضوني على أكبر الأطباء».

وقالت والدة الزوجة «ابنتي كانت بتقف في محل بقالة تمويني خاص بأهل زوجها، وإن أشرف اللي اتهموا بنتي بأنها على علاقة معاه، كان شريكهم في محل أجهزة كهربائية».

اتهام بالسرقة
وأضافت «ابنتي متزوجة منذ ١٢ سنة وسافرت مع زوجها إلى الأردن ثم عادوا إلى القرية من جديد، لكن لما حصلت المشكلة أهل زوجها اتهموها بسرقة أموالهم، وإنها كانت تضع المخدر لزوجها علشان تلتقي بأشرف».

واختتمت الاأ حديثها قائلة «انا مش هيهدالي بال حتى لوبعت كل ما أملك إلا بعد إثبات شرف بنتي»

يذكر أن أزمة قرية الكرم اندلعت بعد تداول شائعات عن وجود علاقة عاطفية بين "أشرف د" 30 سنة، صاحب محل أدوات منزلية، وربة منزل مسلمة،و"ن. ر" 32 سنة، مما أثار حفيظة زوجها وقام بتطليقها وتجمهر عدد من مسلمي القرية أمام منزل الشاب القبطي، وألقوا زجاجات المولوتوف عليه، واحرقوا 3 منازل مجاورة، مما تسبب في امتداد النيران لثلاثة منازل أخرى لمسلمين ومخزن بلاستيك، لتندلع النيران في 7 منازل.

وتجرد عدد من المتجمهرين من إنسانيتهم وجردوا سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام حشد كبير بالشارع، وتدخلت مواطنة مسلمة، لتغطى جسد جارتها من أعين المتعصبين.














هذا الخبر منقول من : موقع فيتو