رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يونان النبي لمحة تاريخية: ولد يونان بن أمتاي، ومعنى اسمه حمامة، في قرية جت حافر التي تقع عل حدود زبولون ونفتالي (يش ١٩: ١٣)، وهي تبعد حوالي خمسة كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة الناصرة. وتقع مكانها الآن “خربة الزورة” بالقرب من “قرية مشهد” حيث يوجد الآن “قبر النبي يونس” الذي يعتقد أن الني مدفون فيه، ويذكر القديس جيروم (من القرن الرابع)، أنه قام بزيارة هذا القبر. ولا يرد في كتاب العهد القديم أية إشارة عن هذا النبي خارج سفر يونان إلا في سفر الملوك الثاني (٢مل ١٤: ٢٥)، حيث يُذكر أنه تنبا في أيام الملك يربعام بن يواش ملك إسرائيل (793- 753 ق.م). تنبأ يونان النبي في فترة من أصعب الفترات التي مرت على أمَّته. فجميع الملوك المعاصرين الذين حكموا إسرائيل كانوا أشراراً جداً في عيني الرب، وكان عقاب الرب وشيكاً أن يحل بهم. وقد استخدم الله يونان النبي لينذر الشعب لعلهم يتوبون، فيعود الله ويرحمهم ويخلَّصهم من أعدائهم. ويبدو أن تدخل الله ورحمته عل هذا الشعب كأن نتيجة كرازة النبي يونان بينهم: “لأَنَّ الرَّبَّ رَأَى ضِيقَ إِسْرَائِيلَ مُرًّا جِدًّا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَحْجُوزٌ وَلاَ مُطْلَقٌ(حُر) وَلَيْسَ مُعِينٌ لإِسْرَائِيلَ. وَلَمْ يَتَكَلَّمِ الرَّبُّ بِمَحْوِ اسْمِ إِسْرَائِيلَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ، فَخَلَّصَهُمْ بِيَدِ يَرُبْعَامَ ابْنِ يُوآشَ.” (٢ مل ١٤: ٣٦و٢٧). إن سبب الخلاص من الأعداء الذي تم على يد الملك لا يرجع إلى توبة الشعب والملك، بقدر ما يعود إلى مراحم الله على شعبه. لأنه بالرغم من مناداة يونان لهم بالتوبة إلا أن الملك لم يرجع عن شره ولم يقدم توبة للرب: «ملك يريعام بن يوآش ملك إسرائيل في السامرة إحدى وأربعين سنة. وعمل الشر في عيني الرب … هو رد تخم إسرائيل من مدخل حماة إلى بجر العربة، حسب كلام الرب إله إسرائيل الذي تكلم به عن يد عبده يونان بن امتاي التي الذي من جت حافر» (٢ مل ١٤: ٢٣-٢٥). أما ملوك دولة أشور، المعاصرون لهذا الملك، والذين تاب أحدهم بمناداة يونان النبي، فهم أداد نيراري الثالث (٨١٠-٧٨٢ ق.م.)، وشلمناصر الرابع (٧٨٢-٧٧٢ ق.م.)، وأشور دان الثالث (٧٧٢-٧٥٤ ق.م.)، واشور نيراري الخامس (٧٥٤ -٧٤٦ ق.م.). وهناك بعض الشواهد التاريخية التي تثبت أنه في أيام الملك أداد نيراري الثالث حدثت ثورة دينية تبعها نوع من الإيمان بإله واحد، أو على الأقل بإله أكبر، ويربط بعض المؤرخين بين هذه الثورة التوحيدية وبين مناداة يونان النبي لأهل نينوى”. ويبدو أن أهل نينوى كانوا أشراراً جداً في عيني الرب، إذ تنبأ عليهم بالهلاك أكثر من نبي. فيقول ناحوم النبي في نبوءته: «ويل لمدينة الدماء. كها ملآنة كذباً وخطفاً. لا يزول (منها) الإفتراس … ليس جبر لانكسارك. جرحك عديم الشفاء» (نا ٣: ١ و١٩). كما يتنبأ عليها صفنيا النبي قائلاً: «ويجعل نينوى خراباً يابسة كالقفر … هذه هي المدينة المبتهجة الساكتة مطمنئة، القائلة في قلبها: أنا وليس غيري» (صف٢ :١٣ و١٥). |
|