قد أدرك القديس يوحنا الإنجيلي قيمة وأهمية هذه الوصية ـ وصية المحبة ـ في حياتنا، بشكل منقطع النظير، وتيقن انها المفتاح الوحيد للشركة مع الآب والإبن، بل وأكثر من ذلك، فقد أعلن لنا بجلاء ان من ليست له المحبة ليست له شركة أو إتحاد مع الله: ” وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع إبنه يسوع المسيح” (1يو3:1). ” مَنْ لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة” (1يو8:4)، ” ولنا هذه الوصية منه ان من يحب الله يحب أخاه أيضًا” (1يو21:4).
والحقيقة أن الرب يسوع قد وضع لنا منهجًا يضيء أمامنا الطريق نحو تحقيق الهدف المنشود بالإتحاد مع الله، أو الشركة مع الآب والإبن، حسب تعبير الرب نفسه، وتلميذه يوحنا، وهذا الهدف هو ذاته اشتياق السيد المسيح والذي كرره في صلاته الشفاعية الأخيرة إلى الآب في (يو17): ” ليكون الجميع واحدًا كما انك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك. ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني” (يو21:17)، ” وعرَّفتهم إسمك وسأعرِّفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم” (يو26:17).