|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ويُعلِّـق القديس كيرلس الكبير على هـذا الحَدَث العجيب، قائلاً: [النسوة أتين إلى القبر، ولمَّا لم يجـدن جسـد المسيح، لأنه كان قد قام، فإنهُنَّ تحيَّرنَ كثيراً، ثم مـاذا تبـع ذلك؟ إنهُنَّ لأجـل حُبهنَّ للمسيح، ولأجـل غيرتهـنَّ الحـارة لـه، فقـد حُسِبْنَ مُستحقَّات أن يَريـن الملاكَيْن المُقدَّسَيْن اللذيـن أخـبراهُـنَّ بـالأخبـار السـارة، وصـارا مُبشِّرَيْـن بـالقيامة قـائلَيْن: «لَمَـاذَا تَطْلُـبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ لَيْسَ هُـوَ ههُنَا لكِنَّهُ قَامَ!» (لـو 24: 6،5). إنَّ كلمة الله حيٌّ إلى الأبـد، وبحسب طبيعته هـو الحياة ذاتها، ولكنه عندما أَخلى ذاته (مـن مجـد الأُلوهة)، ووضع نفسه ليصـير مثلنا (بتجسُّـده)، فإنـه ذاق المـوت (بالجسد)، ولكنه برهـن على مـوت المـوت، لأنـه قام من الموت ليصير هـو الطريق الذي به، ليس هو فقط، بل نحـن أيضاً، نعـود إلى عـدم الفساد. ليت لا يبحث أحـدٌ عـن "هـذا الحي إلى الأبد" بين الأموات، لأنه هو ليس ههنا بين الأمـوات وهـو ليس في القـبر. ولكـن أيـن يوجَد بالأَحْرَى؟ ببساطةٍ ووضوح، هـو في السـماء، في مجـد الله... إنَّ الملائكـة هم الذيـن أَتـوا بـالأنباء السـارة للميـلاد إلى الرعـاة في بيت لحم، والآن أيضاً هـم الذيـن يُبلِّغـون أخبار القيامـة. والسماء تُقـدِّم خدمتها لتشهد له (للـرب القائم مـن بين الأمـوات)، والأجناد الروحانية العلويـة تعبد الابـن كـإلهٍ حتى بعد أن صار جسداً](4). |
|