رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هنا لا نفهم كلمة "أندم" بمعنى أن الله يغير رأيه كأنه غير عارفٍ بما سيحدث في المستقبل، إنما إذ يتحدث الله معنا نحن البشر يكلمنا بلغتنا، مؤكدًا لنا أنه في محبته للإنسان يعطيه حرية الإرادة. فإن كان الله يريد تأديب شخصٍ أو جماعةٍ بسبب الخطية ويقدم الشخص أو الجماعة توبة صادقة قلبية، يرفع عنه أو عنهم التأديب. وإذا ما كان إنسان ما (أو جماعة) يستحق بركات كثيرة لكنه انحرف، يمد الله يده للتأديب. المتغير ليس الله، بل الإنسان الذي تارة يغتصب مراحم الله بالتوبة، وتارة يجلب لنفسه تأديبًا بانحرافه. هنا يؤكد دور الإنسان وحرية إرادته، فإن الله لا يُلزمنا أن نقبل عمل الخلاص، إنما يحثنا عليه. * لا يغصبنا الله، ولا تُلزِم نعمة الروح إرادتنا، لكن الله ينادينا، وينتظر أن نتقدم إليه بكامل حريتنا، فإذا اقتربنا يهبنا كل عونه . * الله لا يُلزم الذين لا يريدونه، لكنه يجتذب الذين يريدون . * نحن سادة، في إمكاننا أن نجعل كل عضو فينا آلة للشر، أو آلة للبر . القديس يوحنا الذهبي الفم هنا يُحمِّل الله مملكة يهوذا، على المستوى الجماعي كما على المستوى الشخصي، المسؤولية. لقد أظهرت نفسها أنها غير طيِّعة، بل عنيدة ومقاومة لله.يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على العبارات السابقة [7-10]، قائلًا: [هذا القانون بحقٍ وضعه الله من البداية ونشره على كل البشر بالنبي لكي يطبق بدقة... بمراعاة هذا القانون خلص الذين تحولوا عن غضبه وتحرروا، بتركهم شرورهم ]. ربما يتساءل أحد: هل يصنع الله شرًا [8]؟ يجيب العلامة ترتليان لا يُقصد هنا بالشر الخطايا وإنما التأديب: [لا تعني الخطايا الشريرة بل العقاب... فاليونان يستخدمون أحيانًا كلمة "شرور" على الأتعاب والأضرار ]. |
|