ما المراد بقولنا أن المسيح يقدر أن يشعر مع شعبه ؟
هو قول الرسول أن المسيح هو رئيس كهنة رحيم وأمين وبالنتيجة أنه نفس المخلص الذي نحتاج إليه. فإنه باعتبار كونه الله والكلمة الأزلي لا يمكنه أن يكون ولا يعمل حسب ما تقتضي احتياجاتنا فكيف يمكنه ذلك لو كان إنساناً فقط مهما كان حكيماً ومقدساً ومحسناً فالذي نحتاج إليه نبتغيه إنما هو مخلص يكون إلهاً وإنساناً معاً. فينبغي أن يكون إلهاً ليقدر أن يكون دائماً حاضراً في كل مكان وقادراً علي كل شئ وغير محدود في وسائطه ليخلص ويبارك وينبغي أن يكون إنساناً ليمكنه أن يحس بضعفاتنا ويتجرب مثلنا ويخضع للناموس الذي تعديناه ويحتمل القصاص الذي استوجبناه. وأما المسيح ففيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً وقد وجد في الهيئة كإنسان لكي يمكننا الوصول إليه والامتلاء من ملئه. ولذلك نحن كاملون فيه لا يعوزنا شئ بعد.