رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم المجدلية في الكتب الأبوكريفية وعلى عكس الفكر الذي قال أن مريم هي نفسها المرأة الخاطئة، والذي تبرأ منه الفاتيكان مؤخرًا، فقد كانت المجدلية بالنسبة للفكر الأرثوذكسي، كما وصفها العلامة هيبوليتوس "رسولة للرسل"، في اللاتينية "Apostola Apostolorum"، لأن الرب يسوع المسيح طلب منها، بعد قيامته، أن تخبر تلاميذ المسيح ورسله بهذا الخبر السار وهو قيامته، كما بينّا أعلاه، فقد كانت هي أول شاهد عيان للقيامة. هذا الوصف الذي وصفت به المجدلية تضخم في الفكر الغنوسي فتحولت من مبشرة بقيامة المخلص في وسط دائرة محلية هي التلاميذ والرسل إلى مبشرة ورسولة بهذا الخبر السار للعالم بمعناه الواسع. وبناء على ذلك كتب الغنوسيين كتبًا، فيما بين 150 و450 م.، أسموها أناجيل ورؤى وأعمال نسبوها للرسل، من ضمنها ما سمي بالإنجيل بحسب مريم المجدلية، وتحولت من مبشرة إلى رائية للرؤى الإلهية ومحاورة للمخلص وحافظة لأسراره الروحية، بل ويقول هذا الكتاب الأبوكريفي؛ أنه كان يكشف لها ما لم يكشفه لغيرها من التلاميذ والرسل. وفيما يلي بعض ما جاء عنها في الكتب الأبوكريفية الغنوسية: (1) الإنجيل حسب رواية مريمالمجدلية: هذا الكتاب، الذي كتب فيما بين نهاية القرن الثاني وبداية الثالث، يصور المجدلية في صورة التلميذة المحبوبة من المخلص أكثر من غيرها، بل الأكثر شجاعة من التلاميذ والرسل جميعًا! والأكثر إدراكًا وحفظًا لكلامه، والتي سمعت منه ما لم يسمعه تلاميذه الآخرون من أسرار ملكوت الله، والرائية التي رأت المخلص في عالم النور والروحيات والسماويات، بل والأكثر ثقة وشجاعة من كل التلاميذ والرسل! ويزعم أنه بعد أن أمر المخلص تلاميذه بالكرازة في العالم أجمع حزنوا وبكوا!! فشجعتهم وطمأنتهم وشرحت لهم ما لم يشرحه المخلص لغيرها: " (1) لكنهم حزنوا. وبكوا بكاءً شديدا, قائلين كيف نذهب لغير اليهود ونبشر بإنجيل الملكوت بابن الإنسان؟ فإن لم يحفظوه كيف سيحفظوننا؟ (2) ثم وقفت مريم, وحيتهم جميعا. وقالت لإخوتها, لا تبكوا ولا تحزنوا ولا تتحيروا, لأن نعمته ستكون معكم بالكامل وستحميكم. (3) لكن بالحري, دعونا نمجد عظمته, لأنه أعدنا وجعلنا للناس. (4) وحين قالت مريم هذا. شعروا بالطمأنينة في قلوبهم, وبدأوا بمناقشة كلمات المخلص.(5) قال بطرس لمريم, أختاه نعلم أن المخلص احبك أكثر من أي امرأة أخرى. (6) قولي لنا كلمات المخلص التي تذكرينها وتعرفينها, ولم نسمعهامن قبل. (7) أجابت مريم وقالت, ما هو مخفي عليكم سأطالب به منأجلكم. (8) وبدأت تقول لهم هذه الكلمات: أنا, رأيت الرب في رؤيا وقلت له، يا رب لقد رأيتك اليوم في رؤيا, فرد قائلا لي، (9) مباركة أنت لأنك لمترتعشي لرؤيتي. لأنه حيث يكون العقل يكون الكنز.(10) قلت له, يا رب, كيف يرى الرؤيا من يراها, من خلال الروح أم من خلال النفس؟ (11) أجاب المخلص وقال، لا ترى من خلال الروح أو النفس, ولكن العقل الذي بين الاثنين هو الذي يرى الرؤيا وهي [000]. وفي فقرة أخرى يقول:".. هو.(10) والرغبة قالت, لم أراك تهبط, لكن الآن أراك تصعد. لماذا تكذب طالما أنت ملكي؟(11) أجابت الروح وقالت. أنا رأيتك ولم تريني ولا تعرفني علي. كنت كثوبك ولم تعرفيني.(12) حين قالت هذا, ذهبت " الروح " بعيدا بابتهاج شديد.(13) وثانية جاءت للقوة الثالثة, المسماة الجهل.(14) وسألت القوة الروح, قائلة, إلى أين أنت ذاهبة؟ بالشر مقيدة. ولكنك مقيدة لا تحكمي. (15) وقالت الروح. لماذا تحاكمينني, مع أني لم أحاكم؟ (16) كنت مقيدة, رغم أني لم أكن مقيدة. (17) لم يتم التعرف علي، ولكن عرفت أن الكل سيتلاشى. الأرضيات والسماويات معًا. (18) حين قهرت الروح القوة الثالثة، ذهبت للأعلى ورأت القوة الأربعة، التي أخذت سبعة أشكال. (19) الشكل الأول هو الظلام، الثاني هو الرغبة، الثالث هو الجهل، الرابع هو إثارة الموت، الخامس هو مملكة الجسد، السادس هي حماقة حكمة مملكة الجسد، السابع هي الحكمة الرعناء. هذه هي القوى السبع للغيظ." ويركز الكاتب في هذه الفقرة على سبع خطايا مميتة، من الوجهة الغنوسية، هي؛ (1) " الجهل" و (2) " الظلام " و (3) " الرغبة " و (4) " إثارة الموت" و (5) " مملكة الجسد " و (6) " حماقة مملكة الجسد " و (7) " الحكمة الرعناء". وهو تعليم غنوسي صوفي يعلي من قيمة المعرفة والتعفف وقهر الجسد. كما يبدو أن الكاتب قصد بالأشكال السبعة للخطايا الإشارة إلى الشياطين السبعة التي أخرجها منها الرب يسوع كما ذكرت الأناجيل القانونية الموحى بها. ثم يتحول الكتاب لتصوير أندراوس وبطرس، وبصفة خاصة بطرس، وكأنه لم يصدق إمكانية أن يكشف المخلص مثل هذه الأمور والأسرار الروحية لامرأة، فيتصدى له لاوي، والذي بحسب الإنجيل للقديس مرقس هو القديس متى الإنجيلي (مر2 :14)، مؤكدًا أن تمييز المخلص وحبه لها جاء نتيجة معرفته لها، باعتباره المخلص السمائي، كاشف الأسرار، كما يبدو في نصوص هذا الكتاب الأبوكريفي، وإذا كان المخلص أراد ذلك فمن يعرف أكثر منه أو يرده: (1) حين قالت مريم هذا، صمتت، لأن الكلام كان حتى هذه اللحظة كلام المخلص معها. (2) لكن (أندراوس) أجاب قائلًا للأخوة، قولوا ما تودون قوله عما قالته. فأنا أولًا وأخرًا لا أصدق أن المخلص قال هذا. ومن المؤكد أن هذه التعاليم أفكار غريبة. (3) أجاب بطرس متحدثًا بخصوص هذه الأمور. (4) وسألهم عن المخلص: هل حقًا تحدث مع امرأة وحيدين وليس علنًا أمامنا؟ هل سنستمع لها جميعًا؟ هل فضلها علينا؟ (5) فبكت مريم وقالت لبطرس، أخي بطرس ماذا تظن؟ هل تظن أنني ابتدعت هذا من تلقاء نفسي ومن قلبي، أو أنني أكذب فيما يختص بالمخلص؟ (6) أجاب لاوي قائلًا لبطرس: " بطرس أنت دائمًا سريع الغضب". (7) الآن أراك تنافس المرأة كعدو. (8) لكن إذا كان المخلص قد جعلها ذات قيمة، فمن أنت إذا حتى ترفضها؟ بالطبع فأن المخلص يعرفها بشكل جيد.(9) ولهذا أحبها أكثر منا. فبالحري يجب أن نخجل ونختار الرجل المناسب، ونفترق كما أمرنا وأن نبشر بالإنجيل، دون أن نضع شروطًا لم يضعها المخلص.(10) وحين سمعوا هذا بدأوا بالابتعاد للكرازة والتبشير". وهنا نص قاطع وهو ما نسب لبطرس أنه قال: "هل حقًا تحدث مع امرأة وحيدين وليس علنًا أمامنا؟"!! وهذا القول يؤكد بشكل قاطع أن المجدلية كانت بالنسبة لبطرس واليهود، في عصر كتابة هذا الكتاب الأبوكريفي، أجنبية، وبحسب الفكر اليهودي، كانت محرمة بالنسبة لهم، فهو ليس من محارمها، فهو ليس أبيها ولا أخاها ولا زوجها، بل أجنبية بالنسبة له!! وهذا له ما يشبهه في الإنجيل للقديس يوحنا، عندما رأي التلاميذ أن الرب يتكلم مع المرأة السامرية على البئر وحدهما، يقول الكتاب: " وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة. ولكن لم يقل احد ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها" (يو4 :27). وهذا يكذب فكر الكاتب ومن تبعه في ذلك بشكل مطلق، لأنها لو كانت زوجته كما زعمت الأساطير والأفكار الملفقة، لما أستغرب أحد لحديثه معها وهما وحدهما دون أن يكون معهما مِحِرم، أو أي إنسان آخر؟!! (2) إنجيل توما: وفي هذا الكتاب يرد النص التالي والذي يؤكد الفكر الغنوسي الذي يعتقد بالخلاص عن طريق المعرفة، معرفة الإنسان لنفسه، في جوهرها الروحي، ومعرفة الإله السامي عن طريق المسيح المنبثق منه، المولود منه، كنور من نور، والذي يدعو للنسك والتعفف عن العلاقات الزواجية، ويرى خلاص المجدلية في أن تكون روحًا حيًا يشبه الذكور، فيقول: " قال سمعان بطرس لهم: " لترحل مريم عنا لان النساء لا تستحق الحياة". فقال يسوع: " أنا سوف أقودها لأجعلها ذكرا حتى تصبح هي أيضا روحا حيا يشبهكم أيها الذكور، لأن كل امرأة تجعل نفسها ذكرا ستدخل ملكوت السموات". (3) الإنجيل بحسب فيليب: وفي هذا الكتاب الأبوكريفي وردت الفقرة التالية التي تقترب كثيرا مما جاء في الإنجيل القانوني الموحى به، والتي تصور مريم العذراء ومريم أم يعقوب ومريم المجدلية في مصاحبة الرب باستمرار، فيقول: " (1) كان هناك ثلاثة يسيرون دائما مع الرب: مريم، أمه وأختها والمجدلية والتي كانت تدعى مرافقته. (2) أمه وأختها ومرافقته كن يدعون مريم". وهذا يشبه ما جاء في الإنجيل للقديس يوحنا: " وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية" (يو19 :25). وقد شرحنا كلمة مرافقته أو رفيقته في الفصل السابق. وفي القفرة التالية والتي استعان بها دان بروان، وبعض الذين تعلقوا بفكره لأنه يناسب فكرهم وعقيدتهم من جهة شخص المسيح، والذين حذفوا الفقرة الأولى منها لأنها تقلب الموضوع رأسا على عقب، ففضلا عما أوضحناه في الفصل السابق نضيف هنا، أنه يصف المجدلية، إذا لم نضع في الاعتبار الفراغ [.. ] الناتج من تلف المخطوطة المنقول عنها، بأنها الحكمة العاقر أو العقيمة، والتي يصفها بشكل صوفي كأم الملائكة، ويقول أنها رفيقته، ثم يليها فراغ [.. ]، ثم يذكر مريم المجدلية، يليها فراغ [.. ]، ثم يتكلم عن حب المسيح لها، وحبه لمن كانت بهذه الصفات الروحية، وهو نفسه، حسب أوصاف نفس الكتاب الأبوكريفي، إنجيل فيليب، روح ونور، لابد وأن يكون حبًا روحانيًا، وقبلاته فيه لها مغزاها الروحي: " أما عن الحكمة والتي تدعى " العاقر " فهي أم الملائكة ورفيقة الـ[.. ] مريم المجدلية [.. ] أحبها أكثر من كل التلاميذ واعتاد أن يقبلها في معظم الأحيان في [.. ]. بقية التلاميذ [.. ] وقالوا له،" لماذا تحبها أكثر منا؟ فأجاب المخلص وقال لهم: لماذا أنا لا أحبكم مثلها؟ عندما يكون رجل أعمى وآخر مبصر كليهما معًا في الظلمة، فلا يختلف أحدهما عن الآخر، وعندما يأتي النور فالمبصر يرى النور والأعمى يظل في الظلمة". وهو يصفها، هنا، بالمبصر الذي يرى في النور. والأجزاء التي بين الأقواس هي أجزاء تالفة في المخطوطة ولا تظهر الكلمات التي كانت مكتوبة فيها تُركت عملية تكملتها لاجتهاد العلماء. (4) حكمة الإيمان (Pistis Sophia): وفي هذا الكتاب نجد تقارب كبير بين المجدلية والقديسة مريم العذراء من جهة البركة ووصف كليهما بالمباركة بركة تفوق الجميع، كما يتكون نص الكتاب كله من حوارات بين المخلص ومريم العذراء ومريم المجدلية يتعذر علينا، في أغلب الأحيان، أن نميز أن كانت المتكلمة أو المستمعة للمخلص هي مريم العذراء أم المجدلية. والكتاب كله حوارات وأحاديث روحية صوفية تتركز على عالم النور والروحيات، هذا العالم الذي يركز على الروح وعالم الروح وخلاصه من الجسد. ونختار الفقرة التالية التي يمكن أن نميز فيها اسم المجدلية بسهولة: " وصية السر الأول، أنا نظرت ثانية إلى عالم الجنس البشري، ووجدت مريم، تقدمت وأعطيت تفسيراتهم. " مريم، أم يسوع، جاءت متقدمة، أجابت هي، بل يسوع وقال: " أنت أيضا مريم، أنت تسلمت من الذين هم متقدين وأعطيتي تفسيراتهم". فتقدمت مريم أم يسوع، وأجابت هي، بل يسوع: " أنت أيضًا مريم، أنت تسلمت من التي هي عذراء النور بحسب النور، أنت ومريم الأخرى [ المجدلية ] المباركة". (5) إنجيل بطرس: أما هذا الكتاب، الذي كتب في القرن الثاني، كما يبدو واضحا أنه مكون من الأناجيل القانونية الأربعة الموحى بها، فهو أكثر مماثلة بها ولكنه يقدم الحدث بصورة غنوسية دوسيتية خيالية ويضيف تفاصيل كثيرة، ويعلن صراحة أن مريم كانت تلميذة للرب، ويصور ذهابها للقبر للبكاء وسكب الطيب على قبره: " وباكرًا في صباح يوم الرب ذهبت مريم المجدلية وهى تلميذه للرب. خوفًا من اليهود لأنهم كانوا متقدين بالغضب، ولأنها لم تفعل عند قبر الرب ما كانت النساء تريد أن يعملنه للموتى الذين يحبونهم وأخذت معها صديقاتها وجئن إلى القبر حيث وضع، 52 وخفن أن يراهن اليهود وقلن: على الرغم من أننا لم نستطع أن نبكى وننوح في اليوم الذي صلب فيه، فلنفعل ذلك الآن على قبره. 53 ولكن من سيدحرج لنا الحجر الذي وُضع على باب القبر، إذ يجب أن ندخل ونجلس بجانبه ونفعل ما يجب ؟ 54 لأن الحجر كان عظيمًا. ونخشى أن يرانا أحد. وإذا لم نستطع أن نفعل ذلك، دعونا على الأقل أن نضع على بابه ما أحضرناه لذكراه ولنبك وننوح حتى نعود إلى البيت ثانيه". ولا يوجد في النص ما يشير إلا إلى تلميذه حزينة على فقدان معلمها ومخلصها وشافي أمراضها. 5 – إنجيل مركيون (إنجيل الرب) : كان مركيون يعتقد بوجود إلهين الإله السامي غير المدرك وغير المعروف وإله اليهود الذي خلق العالم، وأن يسوع المسيح هو ابن الإله السامي وقد نزل من السماء ليخلص العالم من أعمال إله اليهود، الخالق، ويكشف للعالم عن حقيقة الإله السامي، الآب، ومن ثم فقد رفض العهد القديم وقبل 10 من رسائل القديس بولس، وحذف منها كل ما يختص بالعهد القديم، كما قبل الإنجيل للقديس لوقا فقط، ولكنه عدله بحسب فكره وحذف منه كل ما يختص بميلاد المسيح، وكل ما يشير للعهد القديم، وقال بنزول المسيح من السماء مباشرة في جسد شبحي، شبه جسد، ولذلك جاء كتابه، إنجيل مركيون، عبارة عن نسخة معدلة ومبتورة من الإنجيل للقديس لوقا. وفيما يلي نقتبس الفقرة التالية عن مريم المجدلية، والتي يضيف فيها شفاءها من ضعفات وأرواح شريرة: " وكان يسير في كل مدينة وقرية يكرز ويعلن ملكوت الله كالأخبار السارة، وكان الاثنا عشر معه وامرأة شفاها من أرواح شريرة وضعفات، مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين". والخلاصة التي نصل إليها هنا هي، أن ما جاء بالكتب الأبوكريفية يتفق مع بعض ما جاء في أسفار العهد الجديد القانونية، الموحى بها، ويختلف عنها في تصويره للمجدلية كرسولة للعالم ورائية ترى رؤى سماوية، وقريبة من فكر المسيح الروحاني النوراني، ومثيلة للعذراء القديسة مريم في القداسة، وأن المخلص جعلها كالذكر روحيًا لكي تدخل الملكوت. وهذا لا يفيد دان براون ولا غيره في أثبات أن المسيح قد تزوج وأنجب نسلًا، لأن ثمر الروح هو روح، وثمر الجسد هو جسد. وهذه الكتب تتكلم عن كائن روحاني نوراني من عالم النور والأرواح والكائنات النورانية الذي فيه " لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء" (مت22: 30) ونختم هذا الفصل بما قاله الروح بفم القديس بولس: " لأن من من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه. هكذا أيضا أمور الله لا يعرفها احد إلا روح الله. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله التي نتكلم بها أيضا لا بأقوال تعلّمها حكمة إنسانية بل بما يعلّمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات. ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة. ولا يقدر أن يعرفه لأنه أنما يحكم فيه روحيا. وأما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يحكم فيه من احد. لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه. وأما نحن فلنا فكر المسيح" (1كو2: 11-16). |
|