رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ي بعض الأحيان قد نعتقد أنّ النبرة الّتي يتحاور بها الآخر العظيم وهو الله أم الآخرين، معنا تجعلنا نتألم بل ونُعاند بسبب الكلمات الموجهة إلينا لأن النبرة قد تحمل قسّوة وليس بها أي تجميل إغراء! هذا هو مضمون هذا المقال كما سنرى لاحقًا سواء حال بني إسرائيل أمام حزم يسوع القائد بحسب العهد الأوّل (24: 1-18)؛ حينما توجه بكلمات في الصميم ليجعل الشّعب يتخذ موقف أمام أعمال الله. وسنناقش أيضًا ردّ فعل التلاميذ الّذين عانوا أمام تعلّيم يسوع بحسب العهد الثاني (يو 6: 60-69) وعبّروا عن صعوبتهم بأنّ هناك نبرة تحمل القسّوة في كلمات يسوع. على ضوء هذين النصييّن، نهدف أنّ ينمو إيماننا من خلال التوقف لما نستمع إليه من تعاليم إلهيّة توجه حياتنا وتقودنا إلى عمق العلاقة مع الله والآخرين وفي ذات الوقت مدعويّن لعدم الإنسياق أمام الكلمات الّتي بها إغراءات مزيفة. 1. إلقاء نظرة للماضي (يش 24: 1-17) في أوّل سفر بالكتب التاريخيّة، وهو سفر يشوع، نسمع صوت يشوع القائد لبني إسرائيل بعد الخروج من مصر وهو في نهاية حياته (يش 24: 1- 17) حينما حمل كلمات الرّبّ، والّتي تحمل نبرة قاسيّة في آخر حوار له مع الشعب. وتميّز صوت يشوع بالقسّوة في خطابه الأخير إذّ في الآيات (1-13) يروي كيف عمل الله في حياة شعبه ولصالحهم منذ إختياره إبراهيم وإسحق ويعقوب. وكيف أتمّ تحرير الشعب بخروجه من مصر وحتّى يتمتع بحريّة كاملة دافع عنه أمام باقي الشعوب دون أنّ يحمل سلاحًا حتى إنّه بدأ يأكل من مزروعات لم يتعب في زرعها، يسكن في مُدن لم يفكر في سكناها ولم تبنيها يديه، ... إلخ. فكل هذا ما أتمه الرّبّ الأمين لكلمته والّذي يشير لأمانته للعهد الّذي قطعه مع إبراهيم (راج تك 15: 1ت). مدعوين أن نعود بنظرتنا للوراء ليس لتأنيب النفس بل لإدراك أعمال الله الّتي تغمرنا بماضينا وحاضرنا. أمّا بالآيات اللاحقة للنص المختار (24: 14- 17)، يحفز يشوع همّة الشعب ليتخذ قراره بالإنتماء للرّبّ أم لا، وفي ذات الوقت يعلن أمام الشّعب إتحاده بالرّبّ هو وأهل بيته. إقترح يشوع بهذا النص وفور دخوله أرض الموعد، على الشعب تجديد العهد مع الرّبّ مقدمًا. وهذا الأمر ليس سهلاً، لكنه يؤكد خطورة إختيار الشعب لخدمة الرّبّ بحرية أم لا. ويبدو أنّ يشوع يحفز الشعب على تواصل العهد. فهو، لا يحاول تجميّل ما ينطوي عليه إختيار الرّبّ مقارنة بأصنام الشعوب المجاورة الزائفة. إنّ الإلتزام بالله وبكلمته لهو أمر ضروري وله مسئولية ولكنه خطير للغاية وحاسم. مدعويّن للتفكير جيداً قبل أنّ نقول إننا نريد أنّ نتبع الرّبّ وليس الأصنام. نبرة صوت يشوع الّذي قاد بني إسرائيل لإتمام وعد الله الأخير لإبراهيم، وهو تملّك الأرض له من الأهميّة سواء إسمه أم دوره لإتمام مخطط الله لما فيه خير الشعب لذا بعد خبرته الحقّة بالرّبّ يعلن أمام الشعب قائلاً: «الآنَ اتَقوا الرَّبَّ واعبُدوه بِكمَالٍ ووَفاء [...] أَمَّا أَنا وبَيتي فنَعبُدُ الرَّبّ". فأَجابَ الشَّعْبُ وقال: "حاشَ لَنا أَن نَترُكَ الرَّبَّ ونَعبدَ آِلهَةً أُخْرى، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَنا هو الَّذي أَصعَدَنا، نَحنُ وآباءَنا، مِن أَرضِ مِصْر، مِن دارِ العُبودِيَّة، والَّذي صَنعَ أَمامَ عُيوننا تِلكَ الآياتِ العَظيمة، وحَفِظَنا في كُلِّ الطَّريقِ الَّذي سَلَكْناه» (يش 24: 14- 17). بهذه الكلمات الّتي بدت في المقدمة ذات نبرة قاسيّة وتهديديّة إلّا إنها دفعت الشعب للإعتراف بألوهيّة الرّبّ والتمسك به والسبب هو إدراك الشعب الدور الإلهي الجوهريّ في حياة الشعب الّذي إختار الرّبّ الإنتماء له. لذا يلي هذا النص تجديد العهد بشكيم وهو ذات المكان الّذي قطع فيه العهد يعقوب مع الرّبّ بالماضي. نحن اليّوم هذا الشعب، مدعوين لإدراك أهميّة الطّريق الّذي سلكه الرّبّ معنا. |
|