بقي الطوفان مستمرًا أربعين يومًا وأربعين ليلة، وهي ذات المدة التي قضاها السيد المسيح صائمًا وأيضا موسى وإيليا. وفي دراستنا للإنجيل بحسب متى البشير رأينا رقم 40 يشير إلى حياتنا الزمنية على الأرض، وكأنه ما دمنا على الأرض يلزمنا أن نختفي في الفلك من مياه الطوفان حتى نبقى محفوظين في كنيسة المسيح خلال الإيمان فلا نهلك. إن كان الطوفان يشير إلى المعمودية لهلك الإنسان القديم والتمتع بالإنسان الجديد، فإن بقاء الطوفان أربعين يومًا إنما يشير إلى التزام المؤمن أن يبقى كل أيامه على الأرض متفاعلًا مع بركات المعمودية خلال التوبة المستمرة حتى يمارس الحياة المجددة ليس دفعة واحدة إلى لحظات بل حياة مستمرة بلا انقطاع؛ إنسانه الخارجي يفنى كل يوم والداخلي يتجدد منطلقًا من قوة إلى قوة، ومن مجد إلى مجد!