كان فيلبس يحمل سمة المبشر العظيم الذى لا يخدم بجزء من كيانه ، أو بعض قلبه ، بل الذى يحيا الخدمة بكل قدراته ومشاعره ، فهو الذى يصب ثقله الكامل فيها ، إذا جاز التعبير ، إن الخدمة عند بعض الخدام نوع من الواجب ، يقومون به، كمهنة لابد منها ، أو كعمل يحتمه ما ألف الناس من تقاليد أو منفعة ، دون أن تكون عصير قلوبهم ، وسكيب حبهم لسيدهم وربهم ، لكنها لم تكن كذلك عند فيلبس ، إنك إذ تلاحظ خدمته فى السامرة : " وكان الجموع يصغون بنفس واحدة إلى ما يقوله فيلبس عند استماعهم ونظرهم الآيات التى صنعها . لأن كثيرين من الذين بهم أرواح نجسة كانت تخرج صارخة بصوت عظيم . وكثيرون من المفلوجين والعرج شفـــوا " ... وفى البرية : " فبادر إليه فيلبس " وتعنى فى الأصل ركض ليقترب من مركبة الوزير ، ... إنه الرجل الراكض الملتهب فى الخدمة المقدسة !! .. كانت الخدمة من جانب فيلبس تحمل ذات الإحساس الذى ملأ يوحنا نوكس وهو يصرخ إلى اللّه قائلا : هبنى اسكتلندا وإلا فأنا أموت !! .. وعندما يشعر الخادم بأن الخدمة التى يقدمها تعنى تماماً الحياة أو الموت بالنسبة له ، فنحن بصدد الخادم الذى لابد أن يجد ثمراً متكاثراً فى الخدمة !!..