كان للكهنة واللاويين مكان في أريحا يقضون فيه وقتهم بعد انتهاء نوبة خدمتهم في الهيكل. وهنا أعطاهم الرب فرصة ليصنعوا الإحسان لإنسان يحتاج للمساعدة وهم خدام الناموس والقريبين من مسكنه والذين يقدمون الذبائح عن الشعب. وكيف لا والناموس أوصاهم: «إذا صادفت ثور عدوك أو حماره شاردًا ترده إليه. إذا رأيت حمار مُبغضِك واقعًا تحت حمله وعدلت عن حَلِّه فلا بد أن تَحِل معه» (خروج23: 4، 5).
ولنتخيل ما حدث: يسمع صاحبنا المطروح المجروح صوت وقع أقدام تقترب منه وجاهدًا يتجه ببصره إلى مصدر الصوت وكم فرح عندما أبصر القادم. “إنه كاهن!” هكذا صاح وقال لنفسه: جاءتك الحياة من الموت والشفاء من الداء. ولكن كم كانت صدمته إذ لم يأخذ من الكاهن سوى نظرة تَشَفٍّ واشمئزاز. وكانت الصدمة أقسى عندما تكرر الموقف من اللاوي. صديقي، هذه هي الديانة البشرية الاسمية والتي تخلو من الرحمة والشفقة. وهذا هو الناموس الذي جاء أولاً ولم يكن فيه القوة اللازمة للشفاء أو الإحياء، بل كان هو الأشعة التي أظهرت السرطان في الإنسان انتظارًا لمجيء الطبيب العظيم لعلاجه.