رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في صلاتها كشفت أستير عن حياتها الداخلية، فقد عاشت كملكة عظيمة صاحبة مجد وكرامة أما قلبها فكان بسيطًا للغاية لم يدخله شيء من كرامة هذا العالم وملذاته. وكما قالت: "أنت عالم بضرورتي وأنيّ أكره سمة أُبهتي ومجدي التي أحملها على رأسي أيام بروزي وأمقتها كفرصة الطامث ولا أحملها في أيام قراري، وأنيّ لم آكل على مائدة هامان ولا لذذت بوليمة الملك ولم أشرب خمر السكب، ولم أفرح أنا أمتك منذ نقلت إلى ههنا إلى اليوم إلاَّ بك أيها الرب إله إبراهيم" (14: 16- 18). هكذا عاشت في القصر كملكة لكنها تدرك أنها امرأة أسيرة، إكليلها في عينها كخرقة الطامث لا تشتهيه بل تثتثقله، لم تأكل مع هامان الرجل الثاني بعد الملك ولا وجدت لذه في مائدة الملك، ولا اشتركت في شرب الخمر المقدم كسكيب للآلهة، ولم يفرحها أحد سوى إله إبراهيم! وهذا يفسر لنا كيف أنها حين دخلت إلى الملك قبل اختيارها "لم تطلب شيئًا إلاَّ ما قال عنه هيجاي خصي الملك" (2: 15)، إذ لم يتعلق قلبها بشيء حتى تاج المُلك! لقد قدم لنا القديس أغسطينوسأستير مثلًا للذين هم في منصب ولهم مراكز سامية وكبرى ومنهمكون في الأعمال العامة لكن قلبهم منفتح على السماء، إذ يقول: [من هذا النوع السيدة القديسة أستير التي مع كونها زوجة الملك لكنها عرضت حياتها للخطر مستشفعة عن شعبها، إذ صلت قالت بأن الزينة الملوكية بالنسبة لها كخرقة الطامث]. وحين امتدح القديس جيرومإحدى المكرسات الحديثات للرب، قال: [صارت تبغض كل لباس بهي، وصرخت للرب مثل أستير: "أنت عالم بضرورتي وأنيّ أكره سمة أُبهتي ومجدي -أي الإكليل الذي لبسته كملكة- وأمقتها كفرصة الطامث"]. |
|