يُظهر يسوع في كل مسلكه عمل الروح فيه "عادَ يسوعُ إلى الجَليلِ بِقُوَّةِ الرُّوح "(لوقا 4: 14). وفي الروح، يتصل يسوع بالآب " في تِلكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ بِدافِعٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُس فقال: ((أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّماءِ والأَرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذِه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وَكَشَفْتَها لِلصِّغار. نَعَم، يا أَبَتِ، هذا ما كانَ رِضاكَ" (لوقا 10: 21). وفي الروح يواجه إبليس "سارَ الرُّوحُ بِيَسوعَ إلى البَرِّيَّةِ لِيُجَرِّبَه إِبليس" (متى 4: 1)، ويُحرِّر ضحاياه من قبضته كما اكَّد يسوع "أَمَّا إِذا كُنتُ أَنا بِروحِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقد وافاكُم مَلكوتُ الله" (لوقا 12: 28)، ويُبشّر الفقراء، معلناً لهم كلمة الله "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لِأَنَّهُ مَسَحَني لِأُبَشِّرَ الفُقَراء"(لوقا 4: 18)، وفي الروح يقف يسوع بجانب الخطأة والمأسورين، العميان والمظلومين "وأَرسَلَني لأُعلِنَ لِلمَأسورينَ تَخلِيَةَ سَبيلِهم ولِلعُميانِ عَودَةَ البصَرِ إِلَيهِم وأُفَرِّجَ عنِ الـمَظلومين" ( لوقا 4: 18)، وينبض قلبه حبًّا وشفقةً على الإنسان المجروح من ظروف الحياة، من أنانيّة الناس، من خطيئته الشخصيّة. لا يهمَّه سبب الجرح والتشويه، فالحبّ يأتي ليداوي لا ليُدين، والحبّ يُريد الشفاء فيفتح مستقبلاً لمن يشكو واقعه ويتحسّر على ماضيه. ألم يقل أنه: “لم يأتِ يسوع للأصحّاء بل للمرضى والخاطئين" (لوقا 5: 31)، ويشفق قلبه على الجموع البائسة والمشتّتة كغنمٍ لا راعي لها (متى 9: 36)، ولا يهدأ له بال إلّا إذا وجد الخروف الضال فيحَمَله على كَتِفَيهِ فَرِحاً" (لوقا 15: 4) كما تحمل الأم رضيعها وتحميه.