|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هُنَاكَ خَافُوا خَوْفًا، وَلَمْ يَكُنْ خَوْفٌ، لأَنَّ اللهَ قَدْ بَدَّدَ عِظَامَ مُحَاصِرِكَ. أَخْزَيْتَهُمْ، لأَنَّ اللهَ قَدْ رَفَضَهُمْ [ع5]. "أخزيتهم" إن كان الله يسمح للأشرار أن يضايقوا شعبه ومؤمنيه فإلى حين، لكن "الساكن في السماوات يضحك. الرب يستهزئ بهم. حينئذ يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيظه" (مز 2: 4-5). وكما قال الرب على لسان إشعياء بخصوص سنحاريب ملك أشور: "من عيَّرت وجدَّفت؟ وعلى من هلَّيت صوتًا؟ وقد رفعت إلى العلاء عينيك؟ على قدوس إسرائيل؟ على يد رُسلك عيرت السيد، وقلت بكثرة مركباتي قد صعدن إلى علو الجبال... ولكني عالم بجلوسك وخروجك ودخولك وهيجانك عليَّ. لأن هيجانك عليَّ وعجرفتك قد صعدا إلى أذني. أضع خزامتي في أنفك، الطريق الذي جئت منه" (2 مل 19: 22-23، 27-28). كان الأشوريون مطمئنين وفي أمان، وإذا بالرعب يحلّ عليهم، ويَهلك منهم مئة وخمس وثمانون ألف جنديًا (2 مل 19: 35). لم يكن هناك ما يثير الخوف من السيد المسيح الذي جاء لكي يخلص العالم، لا ليقيم لنفسه مملكه زمنية، ومع ذلك ارتعب من هيرودس وخطط لقتله، وارتعبت منه القيادات اليهودية وطلبوا صلبه. يرى القديس أغسطينوس أن الذي يدعو الله لا يسقط في الرعب، حيث لا يوجد ما يسبب رعبًا حقيقيًا، إذ يقول: [هل يوجد خوف إن فقد إنسان الغنى؟ لا يوجد خوف، ومع ذلك يخاف البشر في هذه الحالة. ولكن إن فقد إنسان الحكمة، فبالأولى يوجد خوف، ومع هذا فهم لا يخافون... إنك تخاف لئلا ترد المال (الذي وهبك الله إياه)، وتريد أن تفقد الخلاص.] |
|