|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هُناكَ مَواقِف كَثيرة في حَياتنا نَتَمَنَّى لو لم يُشاهِدنا فيها أحَد، وهُناكَ أُمور فَعَلناها في الخَفاء لكِنَّنا لا نَتَجَرَّأ أن نُفصِح عنها في العَلَن. بطرُس بعدَ دَعوَة المسيح لهُ، لم يَغِب عن أنظار المسيح بَل كانَ دائِماً مَعهُ يَتَعَلَّم مِنهُ ويَنهَل من مَعرِفَتهِ، ومن المؤكَّد أنَّ بطرُس كانَ سَعيداً جِدّاً بأنظار يسوع المُوَجَّهة دائِماً نَحوَهُ والتي تَقودهُ وتَرعاهُ وتُراقِبه كيفَ يَنمو بالإيمان ويَتَعَلَّم. لكن بطرُس عندَ القَبض على المسيح، أنكَرَهُ ثَلاث مَرَّات خَوفاً من أن يُقبَض عليه، مع العِلم أنَّ بطرُس كانَ قَد أصَرَّ قبلَ ساعاتٍ قَليلة بأنَّهُ لن يُنكِر المسيح أبَداً وأنَّهُ مُستَعِد لأن يَمضي مَعهُ حتَّى المَوت. لكن نُكران بطرُس للمسيح في ساحَة دار رَئيس الكَهَنة كانَ بِداعي الخَوف دونَ أن يُفَكِّر بنَظَرات المسيح لَهُ حينها، ولا شَكّ بأنَّهُ ظَنَّ في تِلكَ اللَّحظة أنَّهُ غائِب عن أنظار يسوع وأنَّ أحَداً من التَّلاميذ لن يَعلَم بنُكرانِه للرَّب، لكن ما حَدَثَ مَعهُ مُباشَرةً لم يَكُن في الحُسبان، إذ يُدَوِّن لنا لوقا: “…وَفِي الْحَالِ وَهُوَ مَازَالَ يَتَكَلَّمُ، صَاحَ الدِّيكُ. فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ. فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلِمَةَ الرَّبِّ إِذْ قَالَ لَهُ: «قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ«.” (إنجيل لوقا 60:22-61) |
|