منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 05 - 2012, 07:31 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

حنان المسيح وشعبيته
بقلم‏:‏ البابا شنودة الثالث

حنان المسيح وشعبيته
أولا‏,‏ أحب أن أهنئكم ياإخوتي وأبنائي بعيد الميلاد المجيد وببدء عام جديد‏,‏ راجيا فيه للعالم كله سلاما واطمئنانا‏,‏ وبخاصة لبلادنا مصر‏,‏ وللشرق الأوسط‏,‏ عسي الله أن يبسط رحمته علي هذه الأراضي المقدسة‏,‏ ويمنح عزاء من عنده لعائلات ضحايا زلزال إيران‏,‏ وضحايا الطائرة في كل من لبنان وشرم الشيخ‏.‏ ويحل مشاكل بلادنا الاقتصادية‏,‏ ويوقف القتال في كل من فلسطين والعراق‏.‏ ويسود الحب والسلام في العالم أجمع‏.‏ ويعم الفرح بعيد ميلاد السيد المسيح له المجد‏..‏

كان السيد المسيح مصدرا للحب في كل مكان‏,‏ ومع كل أحد‏..‏

وماأجمل ماقيل عنه إنه كان يجول يصنع خيرا‏(‏ أ ع‏10:38).‏ وأنه كان يطوف كل الجليل‏,‏ يعلم في مجامعهم‏,‏ ويكرز ببشارة الملكوت‏,‏ ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب‏.‏ فذاع خبره في جميع سورية‏,‏ فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع متنوعة‏,‏ والمجانين والمصروعين والمفلوجين‏,‏ فشفاهم‏.‏ فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن وأورشليم واليهودية ومن عبر الأردن‏(‏ مت‏4:23‏ ـ‏25).‏
هكذا كانت شعبيته‏:‏ هو يذهب الي الناس‏,‏ والجموع تأتي إليه

كان يدخل بيوت الناس ويختلط‏:‏ دخل بيت سمعان بطرس‏,‏ وبيت متي‏,‏ وبيت سمعان الفريسي‏,‏ وبيت زكا العشار‏,‏ وبيت مريم ومرثا‏,‏ وبيت مار مرقس‏,‏ وبيوت أخري‏.‏ وتحدث وحاور‏..‏
وكان يقابل الناس ويكلمهم‏:‏ في الطريق‏,‏ وعلي شاطيء البحيرة‏,‏ ومن سفينة في البحر‏,‏ وفي الزروع‏,‏ وفي مواضع خلاء‏,‏ وعلي الجبل‏,‏ وعند بئر يعقوب‏..‏ ومجامع اليهود أيضا دخلها وعلم الناس فيها‏..‏ كان للكل‏.‏ لقد جاء من أجل الجميع‏,‏ ليخلص من قد هلك‏..‏

وكان الجماهير تتبعه بالآلاف‏,‏ وكانت تزحمه أحيانا‏,‏ حتي أنه في معجزة شفائه للمفلوج‏,‏ لم يستطع حاملو المفلوج أن يدخلوا البيت ـ من شدة الزحام ـ ليقدموه إليه ليشفيه‏,‏ فنقبوا سقف البيت ودلوه‏(‏ من‏2).‏
وفي معجزة اشباع الجموع من الخمس خبزات والسمكتين‏,‏ كان عدد الرجال الذين يستمعون لوعظه خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال‏(‏ مت‏14:21)‏ أي نحو عشرة آلاف‏,‏ علي الرغم من أنهم كانوا في موضع خلاء‏.‏

وفي غطته علي الجبل‏,‏ كانت التي تسمعه جموع من الناس‏..(‏ مت‏5:1)‏
وبعد معجزة إقامة لعازر من الموت‏,‏ تشاور ضده الفريسيون ورؤساء الكهنة‏,‏ حانقين وقائلين هوذا العالم قد ذهب وراءه‏(‏ يو‏12:19)‏

كان المسيح قلبا كبيرا عطوفا‏,‏ يعطي من حنانه للكل‏..‏
كان قلبا مفتوحا للجميع‏.‏ كل شخص يجد له نصيبا فيه‏,‏ مهما كانت نوعية من يقابله‏,‏ ومهما كان سنه‏,‏ ومهما كانت حالته الاجتماعية أو ثقافته أو جهله‏..‏ إنه للكل‏,‏ قلبا محبا محبوبا‏,‏ يفيض حنانا وتعليما علي من يتصل به‏,‏ حتي لمعارضيه‏,‏ كما فعل مع سمعان الفريسي لما زاره في بيته‏(‏ لو‏7),‏ وكما قابل بكل عطف المرأة الخاطئة لو غسلت قدميه بدموعها في بيت ذلك الفريسي‏.‏ وكما صلي من أجل صالبيه قائلا اغفر لهم ياأبتاه‏,‏ لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون‏(‏ لو‏23:34)‏

كان رجاء لمن ليس له رجاء‏,‏ ومعينا لمن ليس له معين
أصحاب الأمراض المستعصية كانوا يجدون فيه أملهم في الشفاء‏.‏ مثال ذلك العميان‏,‏ وذلك الرجل المولود أعمي‏,‏ فشفاه‏(‏ يو‏9).‏ وكذلك الأبرص والمفلوج‏.‏ ومريض بيت حسدا الذي قضي في مرضه ثمانية وثلاثين سنة لايجد من يساعده علي الشفاء‏.‏ هذا جاء إليه السيد المسيح بنفسه‏,‏ بقلبه وحنانه‏,‏ وبإدراكه لاحتياجات الإنسان‏..‏ وشفاه وجعله يحمل سريره ويمشي‏(‏ يوه‏:1‏ ـ‏9).‏ يضاف إلي أولئك الخرس والصم‏.‏

وماأكثر حالات شفائه للمصدوعين من الشياطين‏.‏ ولعل من أشهرهم لجينون إذ كانت فيه فرقة من الشياطين مسيطرة عليه‏(‏ لو‏8:26‏ ـ‏33).‏ وكذلك مريم المجدلية التي كان عليها سبعة شياطين فأخرجهم منها‏,‏ فتبعته كتلميذة‏(‏ لو‏8:3).‏
بل كان قلبا عطوفا علي الخطاة أيضا يعتبرهم كمرضي يحتاجون الي علاج

فكان يترفق عليهم ليقتادهم الي التوبة‏.‏ وقد قال في ذلك لا يحتاج الأصحاء الي طبيب بل المرضي‏..‏ إني لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلي التوبة‏(‏ مت‏9:13,12).‏ وقال أيضا إنه يكون فرح في السماء بخاطيء واحد يتوب‏,‏ أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون إلي توبة‏(‏ لو‏15:7).‏
وهكذا غفر للخاطئة التائبة الباكية في بيت سمعان الفريسي‏(‏ لو‏7).‏ وأنقذ من الرجم الخاطئة التي ضبطت في ذات الفعل‏.‏ ولما سأله الكتبة والفريسيون في أمر رجمها‏,‏ قال لهم عبارته المشهورة من كان منكم بلا خطية‏,‏ فليرمها أولا بحجر‏(‏ يو‏8:7).‏ ولما أنقذها منهم وذهبوا‏,‏ قال لها‏..‏ وأنا أيضا لا أدينك‏.‏ اذهبي ولا تخطيء أيضا‏..‏

وبنفس القلب الشفوق‏,‏ قاد المرأة السامرية الي التوبة‏,‏ دون أن يجرح شعورها‏,‏ فآمنت وذهبت تبشر به أهل السامرة‏(‏ يق‏4)‏
وقص علي الناس قصة الابن الضال‏,‏ وفرح الأب بعودته وتوبته‏,‏ وقوله‏:‏ ينبغي أن نفرح ونسر‏,‏ لأن ابني هذا كان ميتا فعاش‏,‏ وكان ضالا فوجد‏(‏ لو‏32,24,15)‏

الخطاة الذين لم يحتملهم أحد‏,‏ احتملهم السيد المسيح‏..‏
وفي حنوه أيضا أشفق علي النساء والأطفال الذين لم ينالوا تقديرا كافيا في المجتمع اليهودي‏..‏

لقد رفع من معنويات المرأة بدرجة لم تعرفها من قبل‏.‏ وبعد أن شفي مريم المجدلية‏,‏ جعلها كواحدة من تلاميذه‏.‏ وأقام الفصح في بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس التي صار بيتها فيما بعد أول كنيسة‏(‏ أ ع‏12:12).‏ وكان يذهب أحيانا الي بيت مريم ومرثا‏(‏ لو‏10:28).‏ ولما مات أخوهما لعازر‏,‏ ذهب الي قبره وأقامه‏,‏ بل بكي أيضا حتي قالوا انظروا كيف كان يحبه‏(‏ يو‏36,35,11).‏
ومن رفعه لقيمة النساء‏,‏ كانت نساء كثيرات يتبعنه وكن يخدمنه من أموالهن‏(‏ لو‏8:3)‏

أما الأطفال فكان المسيح يحبهم ويدافع عنهم‏.‏ ويعلق إعجابه بنقاوة قلوبهم‏.‏ ولكي يعطي درسا لتلاميذه‏,‏ دعا طفلا وأقامه في وسطهم‏,‏ وقال لهم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد‏,‏ فلن تدخلوا ملكوت السموات‏(‏ مت‏18:3).‏
وقال‏:‏ من أعثر أحد هؤلاء الصغار‏.‏ فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحي ويغرق في لجة البحر‏(‏ مت‏18:6).‏

وفي احدي المرات‏,‏ انتهر تلاميذه بعض الأطفال عن أن يأتوا إليه‏.‏ فوبخهم علي ذلك بقوله دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم‏.‏ لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات‏(‏ مت‏19:14)‏
وفي حنو المسيح علي الكل‏,‏ دافع عن الأمميين‏(‏ غير اليهود‏)‏ وامتدحهم

فلما رأي إيمان قائد المائة الأممي في شفاء غلامه بكلمة من المسيح‏,‏ قال للذين يتبعونه الحق أقول لكم اني لم أجد ولا في اسرائيل إيمانا بمقدار هذا‏.‏ وأقول لكم إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب‏,‏ ويتكئون مع ابراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السموات‏,‏ وأما بنو الملكوت فيطرحون في الظلمة الخارجية‏(‏ مت‏8:10‏ ـ‏12)‏
كذلك امتدح المرأة الكنعانية في اتضاعها‏.‏ وقال لها‏:‏ ياامرأة‏,‏ عظيم هو إيمانك‏(‏ مت‏15:28)‏ وشفي لها ابنتها‏..‏

كان السيد المسيح يحب الشعب‏,‏ وهم يحبونه‏.‏ لكن رؤساء الشعب كانوا يحسدونه ويتآمرون عليه
وكانوا لا يهتمون برعاية الشعب وقيادته‏.‏ وإن قادوه يقودونه في ضلالة‏!‏ ولذلك قيل عن السيد المسيح ولما رأي الجموع تحنن عليهم‏,‏ إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها‏(‏ مت‏9:36)‏

وكان في حنوه مستعدا أن يحمل أثقال هؤلاء الناس ويعينهم‏.‏ لذلك فإنه قال لهم تعالوا الي ياجميع المتعبين والثقيلي الأحمال‏,‏ وأنا أريحكم‏(‏ مت‏11:28).‏
إن السيد المسيح درس عملي في حنانه وشعبيته‏,‏ وفي سعيه وراء كل إنسان في ضيقة‏,‏ لكي يريحه من ضيقته‏..‏

وفيما نحن نحتفل بميلاده‏,‏ نسأله البركة لبلادنا وشعبنا ونصلي أن يحفظ الله مصر‏,‏ ورئيسها الذي يتعب كثيرا لأجلها مع كل العاملين معه‏.‏
وكل عام وجميعكم بخير

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ركز بصرك و فكرك فى حنان المسيح
حنان الإنسان يسوع المسيح
حنان المسيح
عيد ميلاد حنان بنت المسيح !
«الببلاوي»: «السيسي» أكثر الوزراء انضباطًا وشعبيته سند الحكومة


الساعة الآن 12:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024