|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القمص ميخائيل إبراهيم موظف بسيط أمين.. يبنى الكنيسة إن معرفتي بالراحل الكريم ترجع إلى سنة 1927، حينما كنت زميلًا له في مركز بلبيس، موظفين تابعين لوزارة الداخلية، متلاصقين في المكاتب، ومتجاورين في السكن. وأمضيت معه حقبة طويلة حتى سنة 1935. وكان أنموذجًا للموظف الكفء الأمين. ومع شدة تمسكه بالدين وتعاليم الكنيسة المقدسة وطقوسها، كان يولى عمله المصلحة كل إتقان ورعاية. إذ يندر أن عثر له مفتش أو رئيس على الخطأ. ومعلوم أن مدينة بلبيس الحالية مدينة قديمة في التاريخ، وكان بها كرسي أسقفية كما يخبر بهذا سنكسار الكنيسة. والزائر لها في ذلك الوقت، كان يرى في شوارعها وأزقتها بقايا الأديرة، وأعمدة الكنيسة القديمة ملقاة في الطرقات. وكانت بها قلة من المسيحيين رقيقي الحال. فلما وفد إليها ميخائيل أفندي، نقلًا من كفر الشيخ، اختمرت لديه فكرة إقامة كنيسة بها، ولكن لم يكن فيها سوى الإرسالية الإنجليزية. وكنا نعارض في هذا، لأن البلدة قليلة الموارد، لا تنهض بتكاليف البناء ولا بمعيشة خدام الكنيسة. وكنا نحن نتكلم بلغة الحساب والنفقة، وكان كلامه هو بلغة الإيمان الذي انتصر أخيرًا. وأقيمت الكنيسة، وهى تؤدى رسالتها الآن. وبهذه المناسبة لا يفوتني أن أذكر فضل الرجل العادل كريم العنصر، المرحوم حسنين بك شرف الدين مأمور مركز بلبيس وقتئذ، ومحافظ دمياط بعد ذلك، ووالد الأستاذ مجدي حسنين من رجال الثورة، الذي عضد المشروع ومهد كل السبل في إقامته، غير آبه بأقوال المعارضين من أهل البلدة ومما يجب التنويه به، أنه في حالة حفر أساس هذه الكنيسة، عثر على تمثال نحاسي بطول 25 سم. إنه آية في الروعة والجمال، يمثل السيد المسيح مصلوبًا على الصليب خشبي، وبمرور الزمن تآكل الخشب، وبقى التمثال النحاسي. وقد يكون مودعًا حاليًا في كنيسة بلبيس التي عثر عليه في أساسها. عوض الله حنا منصور |
|