منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 09 - 2024, 04:02 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,328

عناد القلب الداخلي






الطاعة للوصية وسماع صوت الرب، إذ يقول:
"فأبوا أن يصغوا وأعطوا كتفًا معاندة وثقلوا آذانهم عن السمع
بل جعلوا قلبهم ماسًا لئلا يسمعوا الشريعة والكلام الذي أرسله
رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين،
فجاء غضب عظيم من عند رب الجنود" [11-12]

هذا هو ملخص شرهم كله "عناد القلب الداخلي"، الذي يغلق باب مراحم الله في وجههم ليسقطوا تحت غضبه.
من جهة السماع للشريعة أو الوصية يقول القديس ديديموس الضرير: [أوصى الرب الذي أعطاهم الناموس بهذه العبادة: "اصغ يا شعبي إلى شريعتي" (مز 77: 1)، وأن يتبع هذه الدعوة: "يلهج في ناموس الرب نهارًا وليلًا" (مز 1: 2)... لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك وأكتبها على قوائم أبواب بيتك وأبوابك" (تث 6: 6-8). بطاعتنا للوصايا المعطاة لنا نحسب أوفياء وسامعين للناموس. كيف لا يكون بالحق وافيًا وسامعًا ما دام يحفظ الكلام المقدس في نفسه وقلبه فيتكلم بها في بيته كما في الطريق، في نومه كما في يقظته؟! ففي نومه يقول للعالم بكل شيء، "إذا ذكرتك على فراشي في السهد ألهج بك" (مز 63: 6). وفي يقظنه ينطق ذات الشيء، إذ يذكر في فكره كلام ربنا قائلًا بجسارة: "يا الله، إلهي أنت، إليك أبكر" (مز 63: 1). وبنفس الاشتياق يقول مع النبي إشعياء: "بِنَفْسِي اشْتَهَيْتُكَ فِي اللَّيْلِ" (إش 26: 9)].
من لا يسمع للشريعة تكون له "كتفًا معاندة"، أي يعطي ظهره للشريعة في عناد
وكما يقول القديس ديديموس: [يحدث هذا عندما نكون مغروسين في الشر فنستحق توبيخات المزمور 49: "للشرير قال الله: مالك تحدث بفرائضي وتحمل عهدي على فمك وأنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك؟!" (مز 49: 16-17)... من يعطي ظهره لكلام الرب يتجاهله بدون إحساس حتى أنه يدير ظهره لواهب هذا الكلام. إنهم مجانين ومملوئيين حماقة إذ يشتمون الرب واضع الشريعة بمخالفتهم لناموسه، وكما يقول الرسول: "الذي تفتخر بالناموس أبتعدى الناموس تهين الله؟!" (رو 2: 23)... إنهم يعطون ظهرهم للذي يكلمهم "حولوا نحوي القفا لا الوجه" (أر 2: 27)، مع أنه كان يجب على العكس أن يقدموا الوجه لخالق كل شيء... "إليك رفعت عيني يا ساكنًا في السموات" (مز 123: 21)، وأيضًا: "عيناي دائمًا إلى الرب لأنه هو يخرج رجلي من الشبكة" (مز 25: 15)].
من لا يسمع للشريعة تكون له أيضًا آذان ثقيلة عن السمع، وكما يقول القديس ديديموس: [إن الكتف المعاندة هي ثمرة الأذن الثقيلة عن السمع، وليس أُذن الجسد بل أُذن النفس. لقد قيل: "زاغ الأشرار من الرحم، ضلوا من البطن متكلمين كذبًا، لهم حمة مثل حمة الحية، مثل الصل الأصم يسد أُذنه الذي لا يستمع إلى صوت الحواة الراقين رقي الحكيم" (مز 58: 4-6). "كيف لا يكون عنيدًا وأصم من يثقل أذنه ويسدها، الذي من ولادته هو غريب عن الرب متكلمًا بالكذب وهو في البطن؟! يمكن أن ينطبق هذا أيضًا بطريقة رمزية على الذين صاروا غرباء منذ ولادتهم عن الكنيسة أمهم، ابتعدوا عنها مفضلين الأكاذيب منذ خروجهم من البطن، سدوا آذانهم مثل الحية فصارت طاقتهم في عمل الشر وبث السم].
يرى أيضًا القديس ديديموس أن إشعياء النبي يشهد عن هذه الآذان الثقيلة عن السمع الخاصة بالنفس، فيقول: "غلظ قلب هذا الشعب وثقل أذنيه وأطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأُذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيُشفى" (إش 6: 10). "فإنهم إذ يتلذذون بدوامة الشر والكفر التي اختاروها لأنفسهم فتثقلت آذانهم وإنطمست أعينهم وغلظ قلبهم فلا يسمعون الحديث عن الفضيلة ومعرفة الحق القادرة أن تجعلهم فضلاء وتردهم إلى ذاك الذي ابتعدوا عنه، هذا الذي يستطيع أن يشفيهم من العمي وعدم السمع ..."].
ويلاحظ في الحديث الذي بين أيدينا تأكيد الحرية الإنسانية، فبكامل إرادته أبوا أن يسمعوا، وثقلوا آذانهم إلخ... الأمر الذي يؤكده الكتاب المقدس بعهديه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
التوبة المقبولة | القلب الداخلي
الحاجة إلى إصلاح القلب الداخلي في الكتاب المقدس
آرميا النبي | إصلاح القلب الداخلي
أن الإيمان هو مذبح القلب الداخلي
الحاجة إلى القلب الطاهر الداخلي


الساعة الآن 03:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024