لماذا يتألم المسيحي؟
لأن المسيحي كائن سماوي يعيش على الأرض
تُعلّمنا كلمة الله أن المسيح الذي مات وقام، قد صار بعد قيامته رأسًا لجنس جديد. فحَبَّة الحنطة التي وقعت في الأرض وماتت قد أتت بالثمر الكثير (يو12: 24). ولقد كان هذا الثمر الكثير من ذات صنف وشبه وخصائص ونوعية حياة حبة الحنطة، الذي هو المسيح المُمات والمُقام من بين الأموات (تك1: 11). فامتلاك المؤمن للحياة الجديدة قد أتْحَده بالمسيح، وفصله عن العالم. والنتيجة الطبيعية لذلك هي شعور المؤمن بالغربة في العالم، فلم يَعُد العالم يُبهجه، ولم يعُد بريق العالم يخطف عينيه، ولم تعُد مبادئ العالم تحكم تصرفاته، ولم تعُد آباره تروي عطش المؤمن الذي يجوع ويعطش دومًا إلى البر؛ بل إن العالم كله، الموضوع في الشرير، أصبح غابة من الشوك تُحيط بسوسنة الرب في أودية الأرض (نش2: 2). فكم من الألم الذي يتجرعه المؤمن في كل يوم نتيجة سكناه في بيئة ليست بيئته!