كتاب اللاهوت النظري - الأنبا بيشوي
مقدمة
في العلوم اللاهوتية هناك نوعان من البراهين: براهين عقلية وبراهين نقلية، البراهين العقلية تستخدم المنطق، أما البراهين النقلية فتستخدم آيات الكتاب المقدس وشروحات الآباء القديسين. وعندما نستند إلى الكتاب المقدس في شيء فإننا في هذه الحالة نستخدم البراهين النقلية، لكن حينما لا نستخدم الكتاب المقدس لابد أن نستخدم براهين عقلية.
إن فائدة البراهين العقلية هي أننا أحياناً نتعامل مع أشخاص لا يؤمنون بالكتاب المقدس سواء كانوا ملحدين أو غير مسيحيين،فمثلاً في اللاهوت النظري إذا أردنا إثبات وجود خالق لإنسان مؤمن بوجود الله نقول له مكتوب "في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك 1: 1). أما إن كان الشخص لا يؤمن بوجود الله فإن قلنا له ذلك يقول لكن ما هو الدليل، لأنه لا يعتبر أن الكتاب المقدس هو الدليل الذي يمكن الاستناد إليه.
سوف نتكلم قليلاً في اللاهوت النظري، لكن ليس معنى ذلك أننا نتجاهل الكتاب المقدس وأهميته بالنسبة إلينا كمسيحيين، إنما لأن الحوار مع الملحدين وغير المسيحيين أحياناً يلزمه شيء من الأدلة النظرية مبدئياً، ثم بعد ذلك، يكون المتوقع هو أن ينفتح ذهن الشخص فنبدأ في مخاطبته بما ورد في الكتاب المقدس. لأن الكتاب المقدس بلا شك هو أساس حياتنا المسيحية.