لم يبدا يسوع رسالته العلنية معلنًا انه المسيح المنتظر الذي جاء لهزيمة الشر بقوته، ولكنه جاء وضعًا نفسه بجانب الإنسان ويتضامن مع الناس الخاطئين، لانَّ الحب يُلغي المسافة بين الله والخاطئ. جاء يسوع واعتمد ليس من أجل نفسه، بل من أجلنا نحن البشر. غطس المسيح في مياه الأُردُنّ، لكي نستطيع الغطس معه والخروج منها، أحياء، مولودين من جديد من الماء والروح. لم يحتاج يسوع إلى توبة، ولم تكن لديه خطايا للاعتراف بها، لأنَّه لم يخطئ قط، ومع ذلك أخذ بخضوعه للمعمودية مكان الخاطئ، واعترف بخطيئة الشعب مثلما فعل وموسى ودانيال ونحميا وعزرا. وهكذا تعمّد يسوع ليتضامن مع الخاطئين، فوحّد نفسه مع عامة الشعب، كما تنبأ عنه أشعيا "أُحصِيَ مع العُصاة وهو حَمَلَ خَطايا الكثيرين وشَفَعَ في مَعاصيهم" (أشعيا 53: 12). فقد جعل نفسه واحداً معنا في بشريتنا، وحمل على نفسه خطايانا، كما ورد في الكتاب المقدس " لِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه "(لوقا 19: 10).