رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بسبب خطيئة الأبوين كانت خصومة بين السماء والأرض . لم يستطيع الأنسان أن يصعد الى الخالق لكي يصالحه ، فنزل الخالق الى الأرض ليصالح الأنسان . لا وبل لكي يبحث عن كل القلوب ليقرع أبوابها ، لعله يفتح له فيدخل ويزرع نور الحب والمصالحة . المتجسد هو ملك الملوك ورب الأرباب صاحب أعظم عرش في السماء تحيط به أجنحة الكاروبيم وأجواق الملائكة . تنازل وأخذ شكل العبد ، وصار في الهيئة كأنسان " في 2: 7-8" . لم ينزل كملك سماوي فيرهبنا بلاهوته . انما جذبنا اليه بتواضعه ومحبته . تجسد فقيراً بعيداً عن الأنظار والشهرة . أنه درساً لنا في البعد عن المظاهر الزائلة الزائفة . . رغم ذلك كان الفقير مهدداً بالقتل من قبل الملك هيرودس . وبسببه عاش الطفل الفقير طفولته مغترباً بعيداً عن بلده الى يوم موت الملك . أنه اله عجيب في تجسده ، ولد في جو هادىء فرض عليه الصمت والتكتيم بعيداً عن كل مظاهر الترحيب . ولد من أمرأة فقيرة يتيمة يعيلها شيخاً خطبت له ليعيشا معاً في قرية صغيرة بين القرى " مت 6:2" . هكذا تعظمت الفقيرة المتضعة المنذورة الصبية فصارت أعظم نساء العالمين ، وطوبتها جميع الأجيال . أما بيت لحم الصغيرة بين القرى والمدن ، فصارت مهد الأله المتجسد وتحولت الى أقدس بقعة على الأرض . ومذود البقر الذي ولد فيه الأله بين الحيوانات فهو المكان الذي أختاره الرب لكي يولد فيه ، فعلمنا هذا المعلم الصغير العظيم درساً في التواضع ونكران الذات . حقاً ميلاد الطفل الألهي حافل بالتأملات والدروس الروحية العميقة جداً . أنه دواءً فيه التأثير والفاعلية في نفوسنا وأيماننا . لم يستقبله أحداً في بيته فلجأ الى المذود لكي يكون بعيداً عن الأنظار والتكريم . لم يدرك زمن ميلاده رؤساء الكهنة والكتبة وعلماء الشريعة رغم طلب هيرودس الملك للتحري عن زمان ومكان مولد المسيح بسبب زيارة المجوس له . ميلاد الرب الغني فقيراً هو لكي نستغني نحن بفقره كما قال الرسول ( كيف افتقرلأجلكم وهو الغني لتغتوا بفقره ) " 2 قو 9:8 " . وهكذا عاش فقيراً على الأرض لهذا قال عن فقره ( للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار وأما أبن الأنسان فليس له أين يسند رأسه ) " مت 20:8" . أستأمن الرب المولود أنفاس الحيوانات في المذود لكي يكسب لجسده الضعيف الحرارة . هذا الملك الصغير هو الذي سيملك على بيت يعقوب الى الأبد ولا يكون لملكه نهاية . " لو 33:1" . جاء لكي يبشر المساكين ويعصب منكسري القلوب وينادي للمسبيين بالعتق ، وللمأسورين بالأطلاق" أش 1:61" . الرب المولود فقيراً رأوه الفقراء المتضعين بعيونهم فكان مقمطاً مضجعاً في مذود لكن رؤيتهم تلك كانت بعين الرجاء ، فرأوه مخلصاً للعالم كله لذلك فرحوا . لم يأتي لخلاص الفقراء فقط بل حتى للملوك الأغنياء . فزاروه الملوك المجوس بعين الرجاء أيضاً فرأوه ملكاً سمائياً لذلك سجدوا له وقدموا له هدايا فيها رموز لآلوهيته . أما ملائكة السماء فرأوا في الطفل الألهي في مجده السمائي وهو على الأرض ، لذلك سبحوا له قائلين ( المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ) . أما هيرودس فكان رجاءه متعلقاً في هذا العالم الفاني ، فلما سمع عن ميلاده اضطرب واضطربت معه أورشليم كلها " مت 3:2" . أما نحن فنفرح بميلاده لأننا بالرجاء خلصنا كما قال الرسول بولس ( لأننا نلنا الخلاص ، ولكن في الرجاء ، فاذا شوهدَ ما يرجى بَطَلَ الرَّجاء ، وكيف يرجو المرء ما يشاهده ؟ ولكن اذا كُنا نَرجو ما لا نشاهده فبالصبر ننتظره . ) " رو 8: 24-25" المولود أذاً هو رجاؤنا ومصدر فرحنا ، رغم كل ما يحيط بنا من الظلم والضعفات والآلام . ولربنا الملك المتجسد التسبيح والسجود والمجد الى أبد الداهرين . |
22 - 07 - 2014, 02:29 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: كان سبب خلاصنا بتجسد الملك الغني الفقير
|
|||
|