رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أخنوخ الذي أرضى الله أَخْنُوخُ ... لَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ. إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ ( عبرانيين 11: 5 ) الآية 4 من عبرانيين 11 تُخبرنا أن هابيل “شُهِدَ له أنه بار قبل قتلهِ”. بينما الآية 5 تُقرر أن أخنوخ “شُهِدَ له بأنه قد أرضى الله قبل نقلهِ”. فأحدهما كان بارًا أمام الله وعرفه، والآخر كان موافقًا لله وعرفه. كلاهما تمتع بالمصادقة الإلهية أنه قد أرضى الله. وماذا يمكن أن يُقال بعد هذا؟ فالحياة التي يمكن تلخيصها في هذه الكلمات الثلاث هي الحياة التي تستحق أن تُعاش، رغم كونها – كما في حالة أخنوخ – حياة لا تُرضي العالم على الإطلاق. إذن نحن هنا أمام صورة متكاملة – منذ فجر التاريخ – للعالم من جهة، ولسبيل المؤمن خلال العالم باتجاه المجد، من جهة أخرى. خمسون قرنًا قد مرت، وتقدَّم العالم تقدُّمًا هائلاً. والنبتة الصغيرة التي كانت في أيام أخنوخ صارت شجرة عملاقة، وفروعها الثلاثة الرئيسية التي ظهرت في لامك: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظُّم المعيشة، نَمَت وامتدت، وأصبحت أغصانًا تحمل أثمارًا بلا حصر ( تك 4: 17 -24). ولكن اعترى الشجرة العظيمة علامات الضعف. هل أُطلعكم على السر؟ لقد نخر السوس داخلها، وقوَّض جذورها. لقد دِينت الشجرة، وكُتبت عليها هذه العبارة: «العالم يمضي وشهوَتُهُ» ( 1يو 2: 17 ). هل نرثيها؟ في الحقيقة كلا! لتكن كيفما تكون، ولكن زوال نظام هذا العالم مدعَاة للفرح. والعبارة المُقتبسة سابقًا لا تُختَم دون أن تلحق بالقول: «وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبُت إلى الأبد» ( 1يو 2: 17 ). وأخنوخ مثال واضح لنا. فكما أن نوحًا يمثل بقية تقية من إسرائيل، تُحْمَل بأمان لتجتاز طوفان الدينونة، وصولاً إلى الأرض الجديدة. هكذا أخنوخ يمثل مسَار الطاعة والشهادة من جانب الكنيسة إلى أن تُختَطف قُبيل انصباب الدينونة. ألا يليق بنا نحن الذين نعيش في نور إعلان أروع كثيرًا مما كان لأخنوخ، أن نقتدي بإيمانه؟ بِناءً عليه، فإن شغلنا الشاغل ينبغي أن يكون السير مع الله، لا أن نسبقه فنجري أمامه، أو نسير مُتمَّهلين خلفه. بل أن نرافقه خطوة بخطوة، فرحين به، كما أعلن لنا ذاته في المسيح، متجاوبين مع كل ما أعلنه لنا بقوة الروح القدس المُعطى لنا. والأمر كله رهنْ بالتدريب والإيمان الشخصيين. فما أن نسير مع الله، حتى نشهد له، ونُرضيه. والعاقبة مؤكدة ومضمونة – شكرًا لله! سنذهب لنكون مع الله، وننتقل إلى ذات محضره. |
|