رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد تم لقاءٌ بين امرأة ويسوع. هي زانية وتستحقّ الرجم حسب الشريعة؛ وهو - من خلال بشارته وبذل ذاته الكامل الذي سيقوده حتى الصليب - قد أعاد شريعة موسى إلى هدفها الأول والأصيل. ليست الشريعة والعدالة القانونيّة التي هي في المحور، وإنما محبّة الله الذي يعرف أن يقرأ في قلب كلّ شخص ليفهم رغبته الخفيّة، والذي ينبغي أن تكون له الأولوية على كل شيء. مع ذلك، ففي هذه الرواية الإنجيليّة، لا تلتقي الخطيئةُ بالحكم المجرّد، وإنما تلتقي خاطئةٌ بالمخلِّص. لقد نظر يسوع في عيني تلك المرأة وقرأ في قلبها: فوجد الرغبة في أن تُفهَم ويُغفَر لها وتُحَرَّر. لقد لبس بؤسُ الخطيئة رحمةَ المحبّة. ما من حكم من قِبَل يسوع لم تطبعه الشفقة والرأفة لحالة الخاطئة. والأشخاص الذين أرادوا أن يدينوها ويحكموا عليها بالموت، أجابهم يسوع بصمت طويل ليدع صوت الله يُسمع في الضمائر؛ في ضمير المرأة وضمائر مُتَّهميها، الذين تركوا الحجارة تسقط من أيديهم وانصَرَفوا الواحد تلو الآخر (را. يو ٨،٩). وبعد ذلك الصمت قال يسوع: "أَينَ هُم، أَيَّتُها المَرأَة؟ أَلَم يَحكُمْ عَليكِ أحَد؟... وأَنا لا أَحكُمُ علَيكِ. اِذهَبي ولا تَعودي بَعدَ الآنَ إِلى الخَطيئة" (آيات ١٠-١١). وقد ساعدها هكذا كي تنظر إلى المستقبل برجاء وتكون مستعدّة للانطلاق مجدّدًا في حياتها؛ فبإمكانها من الآن وصاعدًا، إن أرادت، أن "تسير في المحبّة" (را. أف 5، 2). فبعد أن لبست الرحمة، حتى وإن بقيَت حالة الضعف الناجمة عن الخطيئة، تبقى وكأنها لابسة المحبّة التي تسمح بالنظر إلى الأبعد والعيش بشكل مختلف. |
|