منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 08 - 2021, 05:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

“ثم خرجوا به ليصلبوه” (مر15: 20)



“ثم خرجوا به ليصلبوه” (مر15: 20)


“وبعدما استهزأوا به. نزعوا عنه الأرجوان، وألبسوه ثيابه، ثم خرجوا به ليصلبوه” (مر20:15).

“فخرج وهو حامل صليبه” (يو19: 17).

خرج السيد المسيح من أورشليم وهو حامل أداة موته وهو الصليب، حاملاً عار خطايانا..

لهذا قال معلمنا بولس الرسول: “فإن الحيوانات التى يُدخل بدمها عن الخطية إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة، تُحرق أجسامها خارج المحلة. لذلك يسوع أيضاً لكى يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب. فلنخرج إذاً إليه خارج المحلة حاملين عاره” (عب13: 11-13).

وحينما ظهر موسى وإيليا يتكلمان مع السيد المسيح على جبل التجلى “تكلما عن خروجه الذى كان عتيداً أن يكمله فى أورشليم” (لو9: 31).

وحينما طرد الإنسان من الفردوس بسبب الخطية، ومُنع من الأكل من شجرة الحياة. فإنه قد واجه الموت، والمصير المظلم فى الجحيم. وبقى منتظراً الفداء والخلاص من الخطية ومن الموت.. وحينما جاء السيد المسيح، وحمل خطايانا فى جسده. فإنه قد تألم خارج الباب.. خارج المحلة.. كما خرج آدم من الفردوس “لأنه جعل الذى لم يعرف خطية- خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه” (2كو5: 21). أى أن الرب قد “وضع عليه إثم جميعنا” (إش53: 6).. فكما خرج آدم من الفردوس لسبب الخطية، هكذا خرج السيد المسيح من مدينة الله أورشليم حاملاً صليب خطايانا..

بعد خروج آدم أقام الرب شرقى الفردوس “الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة” (تك3: 24).

كان لهب هذا السيف المتقلب رمزاً للعدل الإلهى الذى ينبغى أن يوفيه الإنسان، قبل أن يصل إلى شجرة الحياة ويأكل منها. وهيهات أن يوفى الإنسان العدل الإلهى حقه بدون موت القدوس البار الذى بلا خطية وحده، الذى تجسد وتأنس لأجل خلاصنا. مقدماً فداءً غير محدود بذبيحته المقدسة على الصليب..

هكذا اجتاز السيد المسيح نار العدل الإلهى، واحتمل آلام الصليب، لكى يصل بنا إلى أفراح القيامة، وإلى شجرة الحياة الأبدية التى حرمنا منها بسبب خطايانا.

وكما خرج السيد المسيح من أورشليم حاملاً الصليب، هكذا عاد ودخلها بعد القيامة بمجد، وظهر لتلاميذه فى العلية حيث كانوا مجتمعين. وكان ذلك بعد أن صنع الخلاص، ورد آدم وبنيه إلى الفردوس.

كانت أورشليم – مدينه الله، ترمز إلى كورة الأحياء.. ترمز إلى الفردوس، وترمز إلى أورشليم السمائية.. وترمز إلى حياة الشركة مع الله.

فى أسبوع الآلام تترك الكنيسة (كجماعة) الهيكل، والخورس الأول الخاص بالمتناولين، وتجتمع خارج الباب (أى خارج الخورس الأول)، فى صحن مبنى الكنيسة. لكى نتذكر مع آلام السيد المسيح، أن الخطية قد أخرجتنا من الفردوس وحياة الشركة مع الله، اللذين تعيشهما الكنيسة على الأرض فى الهيكل المقدس، والخورس الأول.

وبعد صلاة الساعة الحادية عشر من يوم الجمعة العظيمة، تدخل الكنيسة إلى الهيكل، لنتذكر أن الفداء قد تم على الصليب بموت السيد المسيح، وأن العداوة القديمة قد زالت بذلك بين الله والإنسان.

وحتى القديسون الذين كانوا قد رقدوا، وكانت أجسامهم تُدفن خارج المحلة، أى خارج أورشليم، قاموا ودخلوا إلى المدينة احتفالاً بعودتهم إلى الفردوس، واحتفالاً بقيامة السيد المسيح.

وقد سجّل القديس متى الإنجيلى هذه الواقعة الفريدة فى إنجيله فقال: “قام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين” (مت27: 52، 53).

وقد أجمل القديس يوحنا فى رؤياه كثيراً من معانى الخلاص والفداء التى ذكرناها، وطبيعة مُلك السيد المسيح الفادى المنتصر فقال: “ثم رأيت السماء مفتوحة، وإذا فرس أبيض، والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً، وبالعدل يحكم ويحارب. وعيناه كلهيب نار، وعلى رأسه تيجان كثيرة، وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو. وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويُدعى اسمه كلمة الله. والأجناد الذين فى السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزاً أبيض ونقياً. ومن فمه يخرج سيف ماضٍ لكى يضرب به الأمم. وهو سيرعاهم بعصاً من حديد. وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شئ. وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب” (رؤ19: 11-16).

فى ليلة السبت الكبير تعيش الكنيسة مع أحداث الخلاص العظيم، حينما كان السيد المسيح بجسده المقدس فى القبر، وكانت روحه تعمل عملاً هائلاً بقدرته الإلهية فى تخليص أرواح الذين رقدوا على الرجاء ونقلها من الجحيم إلى الفردوس، وذلك بعد أن فتح الفردوس باستحقاقات دمه الذى سفك على الصليب.

وحسناً تقرأ الكنيسة المقدسة سفر الرؤيا بكامله فى هذه الليلة.. وهو السفر الذى يتحدث عن الأبدية والعالم الآخر، أو عن علم الآخرة (إسخاطولوجى).. الكنيسة كعروس للمسيح؛ تتأمل فى عمله الخلاصى وتنتظر مجيئه من السماء.. تحتفل بموته وتحتفل بقيامته.. تحتفل بصعوده وتنتظر مجيئه.. تعيش بالإيمان وتعيش بالرجاء.. تعيش العبور وتنطلق بقوته المتجددة نحو أمجاد الأبدية.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الطريق إلى الصليب (مت27: 33؛ مر15: 21؛ يو19: 17)
“حقاً كان هذا الإنسان ابن الله” (مر15: 39).
نهر درينا
ثم خرجوا به ليصلبوه
من الذي أعدوا له صليباً ليصلبوه وهو بار فنجاه الله؟


الساعة الآن 09:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024