رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا ذهبي الفم لا يرتعب القديس من النفي أو التعذيب أو الموت أو الفقر... 1. النفي: لم يرتعب القديس من النفي، إذ يرى في النفي "زيارة بلاد ومدن كثيرة"، كما يقول أيضًا: "إن أردت أن تفكر فيه فأنك كمسيحي ترى الأرض كلها إنما هي غربة". منظار جديد خلاله لا ترى النفي علة ألم جسدي أو نفسي، بل مجرد تغيير للموضع، أما تمتع بزيارة مناطق جديدة أو امتداد لحياة الغربة التي نعيشها أينما وجدنا، النفي في عينيه هو خروج من غربة إلى غربة. 2. اغتصاب الممتلكات: في نظر القديس الأمر يحتاج إلى رثاء من فقد ماله بل الذي اغتصب، لأنه يفقد صلاحه، في رأيه أن فاقد المال أن تقبل الحدث بشكر بغير تذمر ولا قلق يكون كمن قدم ماله المغتصب صدقة لله، بل وأعظم من ذلك، لأن حياة الشكر أفضل من تقديم الصدقة. ففي حديثه عن أيوب البار يقول : "إن تقديمه للفقراء من خيراته لم يكن له ثماره مثل تقديمه كلمة شكر أثناء بلاياه". 3. الفقر: يقول "ليس الفقر شرًا إنما هو هدم للشر أن صحبه تدقيق مع حكمة ". 4. المرض: يتحدث عن المرض قائلًا: "أي ضرر أصاب لعازر بسبب مرضه وقروحه وفقره وعدم وجود من بقية؟ المسيح تضفر له هذه الأمور إكليلًا من زهور النضرة؟". 5. الموت: يسميه "نومًا عميقًا"، ورقادًا ورحيلًا إلى الميناء وعبورًا من وطن إلى آخر . يقول: "ماذا يخيفني؟ الموت؟ لا، لأنه ليس بمرعب لي دائمًا به نصل إلى الميناء الأمين". مرة أخري يقول: "أي ضرر أصاب هابيل بموته، مع أنه مات موتًا عنيفًا في غير أوانه وبيد أخيه؟ أليس علي حساب هذا صارت سمعه هابيل تجوب الأرض كلها؟". وفي رسالته إلى الشابة الأرملة يعزيها في زوجها يقول: "حقًا لو أنه هلك كلية أو انتهي أمره تمامًا... لكان ذلك كارثة عظمي وكأن الأمر محزنًا، لكن أن كأن كل ما في الأمر أنه أبحر إلى ميناء هادئ، وقام برحلة إلى الله الذي حقًا ملكه، لذا يلزمنا إلا ننوح بل نفرح! هذا الموت ليس موتًا، إنما هو نوع من الهجرة والانتقال من سيئ إلى حال أفضل، من الأرض إلى السماء، من وسط البشر إلى الملائكة ورؤساء الملائكة، بل ليكون مع الله الذي هو رب الملائكة ورؤساء الملائكة... ربما تشتاقين إلى سماع صوت زوجك والتمتع بحبه... حسنًا! أن الحب الذي كأن يمن به عليك أن تحتفظي به معك كما كأن قبلًا. لأن هذا هو قوة الحب أنه يحتضن الحاضرين معنا، القريبين في المكان، المنظورين، كما يحتضن البعدين لمسافات شاسعة ويكون قائمًا بينهم ويربطهم معًا، فلا يمكن لبعد الزمان أو المكان أو لشيء من هذا القبيل أن يكسر محبة الروح ويبددها". الموت ليس موضوع حزن مادام الله يدعونا إليه لنرجع ونكون معه: "أعماق المسيحية هي انتظار الحياة بعد الموت وترجي الرجوع بعد الرحيل". أما سر نصرتنا علي الموت فهو السيد المسيح الذي غلب الموت وحطم الخوف منه" "أنه كراع شجاع أسر الأسد الذي كأن يرعب القطعان ويخرب الحظيرة، فكسر أنيابه وخلع مخالبه وحلق ذؤبته وتركه كلعبة مضحكة يلعب بها أولاده. هكذا أنتصر المسيح على الموت الذي كأن يثير ذعر البشرية، وسلب منه صفته المرعبة، حتى صارت البنات الصغيرات تلهون به". |
|