منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 07 - 2014, 08:10 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,736

قال الرب (أغفروا يُغفر لكم) فإذا كان الأنسان بسبب الرحمة التي فيه يغفر للخاطئين اليه، فكم بالأحرى تكون قوة محبة الخالق ربنا يسوع نحونا في المغفرة ! ؟ ليس أحد صالح مثل الله ، ورغم ذلك فهو لا يغفر لمن لا يتوب . الله رحيم ورؤوف .. بطيء الغضب ووافر الرحمة .. لا يسخط الى الأبد ولا يحقد الى الدهر . كما أنه لا يسر بموت الخاطىء ، بل بخلاص الجميع ، لهذا كتب لنا الوحي (إني لا أسرُّ بموت الخاطىء بل بأن يرجع ويحيا) “حز 11:33”.

عندما نقرأ بعض الآيات يقوم عدو الخير بزرع الزوان في أفكارنا لكي لا نفهم تلك الآيات جيداً، فتختلط علينا الحقائق فنشك ويكبر فينا الشك فنقتنع بالخطأ ، وهكذا ندخل في التجربة ونسقط . كل أنسان يجب أن يمر بتجارب كثيرة ومتنوعة في حياته الزمنية. وقوة بعض تلك التجارب قد تؤدي الى أسقاطه في خطايا مميتة بسبب الضعف والجهالة فتبعده عن الله . الله يسمح بالتجارب ، لكن لا لأجل الشر . أي غاية الله من أدخال الأنسان في التجربة ليس للنيل منه ولأجل هلاكه ، بل لصلاحه ومحبته لكي يسبكه وينقيه كالذهب المصفى بحرارة النار المحرقة ، فينتفع الأنسان في حياته الباقية من تلك التجارب أو السقطات . فالمطلوب هو أن لا يعود ويفكر بارتكاب نفس الأخطاء في حياته ، بل أن يتعلم منها التواضع أمام الله والتوكل عليه ، فيصبح مستعداً لأجتياز كل التجارب بسهولة فينال بسببها أكاليل النصر . قال الرسول يوحنا (فلا تعد تخطىء لئلا يكون لك أشر) “يو 14:5”. هكذا يصبح قلب التائب وفكره مستعدان للخوض في تجارب مختلفة. ويثبت في طريق الله شاكراً له وقت التجربة وبعدها ، ويتقوى في الفضيلة فينزع من قلبه الأفكار الرديئة والضعف أثناء التجربة . أما إذا سقط الأنسان في الخطيئة وتاب بقدر خطيته فيحظى بالغفران ، على أن يقر بالخطية بدون خجل ، لأن الذي يخجل أن يقر أمام كرسي الأعتراف لا يشفى من خطيته .

كل الخطايا تغفر بالمعمودية ، أما التي بعدها فتغفر بالأعتراف بها أمام الكاهن وتناول الأسرار المقدسة . لماذا نعترف أمام الكاهن ؟ لأنه المخول في مغفرة الخطايا والمفوض من قبل الرب وحسب الآية ( إقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له . ومن أمسكتم خطاياه اُمسكت ) " يو 20 : 22،23" . أي أن المسيح أعطى تلاميذه وخلفائهم سلطان الحل والربط أو اعلان غفران الخطايا أو مسكها . لكن لا يستطيعون حلها أو ربطها إلا بعد الأقرار والأعتراف بها علناً . وهكذا كانوا يعملون المؤمنين منذ عهد الرسل ( طالع أع 18:19) . أي مارست الكنيسة سر الأعتراف منذ العهد الرسولي . وقد أستعمل الرسول بولس هذا السلطان مع خاطىء كورنتوس ، فحرمه وفرزه من الكنيسة الى أن عاد وتاب فحَلهُ من قصاصه وأعاده الى الكنيسة ( 1 قو 5: 3-5) . هناك من يعيش كل حياته في الخطيئة ، فمثل هذا الأنسان يعتقد بأن الله لا يغفر له . فهل خطاياه هي أكبر حجماً من رحمة الله اللامتناهية ؟ مثل هذه الأفكار هي تجديف لقوة وقدرة الثالوث الأقدس ، لأنه يظن بأن تلك القوة العظيمة لا تستطيع أن تغفر له كل الخطايا . وهكذا يعطي للمجرب مساحة أخرى من الحرية لكي يسيطر عليه فيبقى ذلك الأنسان أسيراً لأفكاره وبعيداً عن الرجاء .

كل الخطايا تغفر بسبب التوبة والعودة الى رحمة الله الواسعة بما فيها خطية التجديف على الروح القدس . فالملحدون يجدفون الى الله بكل أقانيمه ، لكنهم عندما يتوبوا ويؤمنوا يُغفر لهم . أما خطية التجديف الدائم على الروح القدس العامل في الأنسان والذي يستمرعمله مدى الحياة ، فهو الرفض الدائم لعمل هذا الروح القدوس في الأنسان ، فإذا مات في خطاياه لا تغفر له لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة بسبب عدم توبته ، لهذا قال الرب ( أن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) “لو 5:13”.

الأنسان في ضعفه يسقط في الخطيئة، وذلك لأنه لم يكن ثابتاً في الرجاء والأيمان الوطيد . لكن الذين لديهم أيمان ، فيقول عنهم الرب (لو كان لكم أيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل، ولا يكون شىء غير ممكن لديكم) “مت 20:17”. فالذي يتوب بسبب أيمانه ومن كل قلبه ويترجى المعونة من الأعالي، من صاحب كنوز الرأفات ، ربنا يسوع المسيح فأنه يغفر له كل الخطايا كما غفر للمصلوب معه ، والذي كان يجذف على المسيح المصلوب والمتحد لاهوتياً مع الروح القدس . أذاً لا حدود لله في المغفرة لهذا قال (من يقبل اليَّ، لا أخرجُهُ خارجاً) “يو 37:6”. فمن يقول لا تغفر كل الخطايا بما فيها التجديف ، فرأيهِ لا يتفق مع رحمة الله اللامتناهية ، بل بقوله يحدد رحمة الله في المغفرة ، وهذا لا يتفق أيضاً مع صفات الله الأدبية . لأن الله هو كُليّ (المحبة – القداسة – الرحمة – البر – الحق – العدل – الحكمة) فإذا كان كلي المحبة والقداسة والقدرة فلماذا نحدد محبته وقدرته في مغفرة كل الخطايا ؟

كل أنسان سيحاسب في اللحظة التي يموت فيها . فإما في الفضيلة أو في الخطية. أي فيما يوجد الأنسان فيه، ففيه يؤخذ أو يحاسب. كما هو مكتوب إن اليوم الذي يرجع فيه البار عن بره ويصنع إثماً فجميع بره الذي صنعه لا يذكر، بل يموت موتاً في خطاياه، وكذلك إن رجع الأثيم عن إثمه وصنع براً فإني (أي الرب) لا أذكر له أثمه بل في البر الذي صنع آخذه (طالع حز 18: 21-24) فعلينا أن نرضي الله كل حين بأعمال التوبة ، وكلما نسقط في خطيةٍ نقوم بحرص لئلا يدركنا الموت في السقوط بغير توبةٍ فنُسَلـّم الى العقوبة الأبدية
في الختام نقول : هل يوجد حقاً غفران لجميع الخطايا ؟ الجواب ، نعم إن تاب الخاطىء بقدر خطيته وأعترف بها ، ينال الغفران الكامل . أما الذي يخجل أو يتكبر ولا يقّر بخطيته ، لا يشفى منها ، لكنه يجب أن يعلم جيداً بأن (ليس أنسان بلا خطية... وليست خطية بلا غفران... وليس غفران بلا توبة) أذأ التوبة مهمة جداً ، لهذا نقول الكتاب المقدس كله يمكن أختزاله بكلمة واحدة هي التوبة.

نعمة الروح القدس الذي هو البارقليط ، تمحي كل خطية وتحرقها بنار ذلك الروح القدوس لكي يتطهر الأنسان ، بعد أعترافه وتوبته بجهالته ، عندما يتقدم بندامة الى عرش النعمة الألهية (كرسي الأعتراف) وهناك يكون المسيح حاضراً خلف الكاهن بصورةٍ غير منظورة ليعطي الحل والغفران على لسان الكاهن. وعلى التائب الأيمان بتلك المغفرة وثم يتمم القوانين التي يفرضها عليه المدبر. (طالع أصحاح التوبة للأبن الضال التائب لو15 : 11-32) . علينا أن لا نزجر تائباً بل نسهل له طريق التوبة لأن ( دم المسيح يطهر من كل خطيئة ) . علينا أن لانحدد قدر مغفرتنا للخاطئين ألينا لكي نعمل بوصية الرب ( 70 مرة في سبع مرات ) وعدد سبعة يرمز الى الكمال ، والكمال لا حدود له ، أي حدنا من المغفرة هو الى مالا نهاية . فأذا كان مستوى مغفرتنا نحن البشر بدون حدود ، فلماذا ‘ إذاً نضع الحدود أمام الله لمغفرة جميع الخطايا ! ؟ . أم هل محبتنا وقدرتنا في المغفرة تفوق قدرة ومحبة الله لنا ؟
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك (المزامير 103،2 –3) آمين
عندما ينجى الله التائب من خطايا كثيرة
الله بمحبته يستر على خطايا التائب
هل تغاضى الله عن جميع خطايا داود
هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك (المزامير 103،2 –3)


الساعة الآن 02:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024