|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وأَنا أَقولُ لَكم: اِتَّخِذوا لكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام، حتَّى إِذا فُقِدَ قَبِلوكُم في المَساكِنِ الأَبَدِيَّة "المَساكِنِ الأَبَدِيَّة" في الأصل اليوناني αἰωνίους σκηνάς. (معناها المظال الأبدية) فتشير إلى السماء أي دار الخلود حيث الأفراح الحقيقية، وهي ابديه مقابلة بالمساكن الأرضية الزائلة؛ يُعلق القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ " فكّر إذًا بالمكافأة الرائعة الموعودة مقابل كرمك: المنازل الأبديّة. ما أجمل هذه التجارة! يا لها من صفقة مدهشة! نشتري الخلود مقابل المال؛ نستبدل خيرات هذا العالم الزائلة بمنزل أبدي في السماء! "(عظة «أيّ غنيّ يمكنه أن يُخَلص؟). وكان عيد المظال، عيد الفرح عند اليهود، رمزًا لأفراح السماء، وهي صورة مستوحاة من صورة عيد الأكواخ الذي كانوا يرون فيه صورة مسبقة لزمن الخلاص (زكريا 14: 16-21)، وقد أطلق على السماء "مظالًا أبديَّة"، لأن اليهود كانوا يهتمون جدّا بعيد المظال، ويحسبونه عيد الفرح الحقيقي، فيه يسكنون في مظالٍ من أغصان الشجر لمدة أسبوع. وهكذا تهيئ لنا الصدقة نصيبًا لعيدٍ أبديٍ مفرحٍ، فنقيم في السماء مع مصاف القدِّيسين. وهذه الآية هي دعوة إلى أن نكنز لنا كنزاً في السماء "اجعَلوا لَكُم أَكْياساً لا تَبْلى، وكَنزاً في السَّمواتِ " (لوقا 12: 33) وذلك عن طريق الصدقة والإحسان (لوقا 11: 41). ومن يُقدّم إحساناً إلى بائس، فإنّ ملائكة الله تستقبله في "المظال الأبديّة" أي في "دار الخلود". ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " الصدقة هي أكثر الفنون مهارة؛ لا تبني لنا بيوتًا من الطين بل تخّزن لنا حياة أبديَّة". كما اتخذ الوَكيل بفطنته وحكمته أصدقاء قبلوه في بيوتهم الأرضية، فيجب على أبناء النور (المسيحيين) أن يتخذوا بتصرفهم في الأموال بحكمة وعدل أصدقاء (الفقراء) الذين يقبلونهم في الموطن السماوي. وهنا نسأل نفوسنا هل مستقبلنا مبني على الإيمان بالله أم على المال كضمان للخير الأسمى لحياتنا؟ |
|