رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد23 (2) في الليل علي فراشينش3:1(2) السبت 01 يونيو 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة الله.أما الجسدانيون,فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية.. +في الليل علي فراشي طلبت من تحبه نفسي. لو كان الذين يطلبونك يارب هم القديسون وحدهم لضعنا جميعا ولكن الخطاة أيضا يطلبونك وهذا يعطينا رجاء. جميل جدا ومعز للغاية أن يشعر الواحد منا أن الله في وسط الليل أوجد نجوما وكواكب تنير ظلمة الليل.. كذلك وأنت في ظلمة الخطية هناك أضواء تحيط بك يكفي أنك مازلت تحب الله وتطلبه. أنا يارب أريد أن أكون معك حتي وأنا في الخطية!!إن الخطية تحطم النقاوة في حياتي ولكنها لاتحطم عواطفي نحوك مثل ابن يخالف أباه لتحقيق شهوة ما,ولكنه لايزال يحب أباه في الليل علي فراشي طلبت من تحبه نفسيطلبته وأنا علي فراشي ليس في الكنيسة ولا في أماكن العبادة ولا في اجتماع روحي...لذلك لاتحتقروا الذين لايحضرون الكنيسة..ربما يطلبون الله علي فراشهم. +++ ربما كلمةالليلتعني الليل بمعناه الحرفي. فقد لا أجد فرصة ألتقي فيها مع الله خلال ضوضاء النهار وزحمة الناس وكثرة اللقاءات وكثرة المشغوليات وما يقدمه النهار من مشاكل وأحداث وأخبار,أكون في وسطها مثل التائه.. ولكنني في الليل في هدوئه وسكونه أجد فرصة للانفراد بك وهكذافي الليل علي فراشي طلبت من تحبه نفسيحسب قول المزمور: في الليالي ارفعوا أيديكم أيها القديسون وباركوا الربمز134. نعم في الليل علي فراشي ولذلك حسنا قال الرب عن الصلاة:ادخل إلي مخدعكمت6:6كذلك قول المرتل في المزمورالذي تقولونه في قلوبكم اندموا عليه في مضاجعكممز4 . إذن ما معني:طلبته في الليل فما وجدته؟ أنا أتيت في الليل وفكري مشغول بأحاديث وأحداث النهار فلما طلبتك لم أطلبك بفكر مركز فيك,بل وأنا مهتم ومضطرب لأجل أمور كثيرة بينما الحاجة إلي واحدلو10-42,41لهذا ما وجدتك! أو ربما أجدك لأن هناك حواجز بيني وبينك. لهذا أنا أدعو وأنت لاتستجيب وأشعر أنه تقف أمامي عبارتك التي تقول فيها:حين تبسطون أيديكم أستر وجهي عنكم وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع أيديكم ملآنة دماأش1:15. توجد حواجز بيني وبينك لأنني تركت محبتي الأولي وفقدت الدالة التي كانت تربطني بك وخنت عشرتك ..وأشعر في مذلة نفسي أن كلماتي لاتدخل إليك وكأنني لست ابنك!! أريد أن أصطلح معك وأسترجع المحبة القديمة التي كانت بيننا أريد أن أعتذر إليك وأطيب قلبك من جهتي نعم أريد. عذراء النشيد,كانت أحكم من أبينا آدم حينما أخطأ. أبونا آدم أخطأ فهرب من الله واختبأ خلف الشجرةتك3:8.أما عروس النشيد فإنها تسعي إلي الله لكي تجده,حتي لو كانت في حالة سيئة!لكي يوجد حديث وسعي وبحث في الشوارع والأسواق عنه. حقا يارب إنني في مرحلة تخلي ولكني سأسعي وراءك بكل قوة لكي أرجع علاقتي بك.سأبحث عنك وأسأل الناس عنك حتي أجدك.. احترس يا أخي إذن من جهة علاقتك بالله لاتقل قد تخلي الرب عني سأتخلي أنا أيضا!!لاصلاة ولا كنيسة ولا اعتراف.. قل له:أنت لو تخليت عني فلن تخسر شيئا,أما أنا فسوف أفقد كل شيء إن تخليت عني سأضيع.لأن فيك وجودي وحياتي ومصيري. لو تخليت عني سأجري وراءك في الشوارع والأسواق,وأقوم وأطوف في المدينة أطلب من تحبه نفسينش3:2سأفتش عليك في كل موضع لأنني بدونك لا أستطيع شيئايو15:5وإن كنت غاضبا مني,أو غاضبا,علي سأحاول أن أصالحك وأعتذر إليك.لن أهرب منك كما فعل جدي آدم,إذ بك نحيا ونوجد ونتحركأع17:28. وكما قال عبدك الرسول بولس لي الحياة هي المسيحفي1:21. + نفسي علي فراشها ولكنها فترة مؤقتة,ستزول بعد حين. مجرد كسل عارض فلا تحسبه صفة العمر كله.. حقا إنني تركتك يارب بعض الوقت وجريت وراء شهوات العالم ولكنها مجرد شهوات وليست حبا فالحب بحقيقته هو لك وحدك والحب كله في عمقه. أما ما يربطني بالعالم فهو مشاعر طارئة زائلة,مجرد ملاذ وقتية لايمكن أن ترتقي إلي مستوي الحب لأن الحب هو عاطفة عميقة عميقة في عمق أعماق القلب الذي هو لك وأنت لي. العالم بالنسبة لي كان عرضا لا جوهرا أما الحب فهو لك والقلب هو لك أنت الذي تحبه نفسي حتي إن اشتهيت غيرك أحيانا. +++ تقول عروس النشيد:طلبته فما وجدته ولكن ليس معني هذا أنني سوف لا أجده طول العمر!فإن لم أجده اليوم سأجده غدا! ذلك لأن نفسي لاتستطيع أن تحيا إن لم تجده فهي لاتحيا بدونه كما أنها-فيما أبحث عنه-هو يبحث أيضا عني حتي يجدني ومتي وجدني سوف يضعني علي منكبيه فرحا ,كما فعل مع خروفه الضال حينما وجده لو15:5,4. إن هذه العروس تعطينا مثالا للنفس التي لاتيأس مهما فقدت الرب! وكما يقول الرببصبركم تقتنون أنفسكملو21:19 +++ هذا التخلي من الله كانت له فائدته لأن النائمة قامت. تركت فراشها وظلت تبحث عنه تحركت وتقدمت وطلبت نش3:2. وهكذا بتخلي الله الجزئي يجعلنا نتحرك إذ لايصح أن نستلقي علي ظهورنا وننام ونطلب من النعمة أن تعمل كل شيء!! إن كان روح الله يعمل فيها فيجب علينا أن نشترك مع روحه في العمل فهذه هيشركة الروح القدسكما يذكرها الكتاب 2كو13:14. إنك قد قلت ياربمن يحبني يحفظ وصاياي ..وأنا أحبك ولكنني لم أحفظ وصاياك بعد!!إذ لم أصل حتي الآن إلي هذه الدرجة ومع ذلك فإنني أطلبك لكي تعطيني القوة التي أحفظ بها وصاياك فأحبك حينئذ بالعمل وليس بمشاعر القلب فقط. |
|