شرع يسوع في ذلك الوقت يُعدَّ التلاميذ لقبول تعاليم يصعب عليهم التسليم بها، كيف لا، وهو من أعسر التعاليم فهما وابعدها منالآ. وهو أنه ينبغي ان يتألم ويموت لتتميم عمل الفداء، ومن هذا المنطلق، افتتح يسوع كلامه بسؤال طرحه على تلاميذه "مَنِ ابنُ الإِنسانِ في قَولِ النَّاس؟ " (متى 16: 13)، وبهذا السؤال أبرز جانبًا هامًا في إيماننا به يسوع "ابن الإنسان" تأكيدًا لتأنُّسه. ويطلق يسوع على نفسه عادة في الاناجيل لقب ابن الانسان. ومن المحتمل ان يكون قد اختار هذا اللقب بسبب التباسه. وقد وردت هذه العبارة في الاناجيل سبعين مرة. ولقب "ابن الانسان" في الأصل اليوناني τὸν υἱὸν τοῦ ἀνθρώπου هي ترجمة للفظة العبرية والآرامية בַר אֱנָשׁ، أي ابن البشر، وتظهر في معظم الأحيان كمرادفة للإنسان كما جاء في المزامير " لِتَكُن يَدُكَ على رَجُلِ يَمينكَ على ابن الإِنسانِ (בֶּן־אָדָם) الَّذي أَيَّدتَه لَكَ" (مزمور 80: 18). انه " ابن آدم"، عضو من أعضاء الجنس البشري.