رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان اسمه قبل الرهبنة زاهر، وعمله ترزياً، وعاش (42) سنة راهباً لا يقرأ ولا يكتب ولم يحفظ مزموراً ومع هذا لم يحزن بل كان قلبه مملوء سلاماً. لم يقفل باب أو شبابيك قلايته يوماً لا صيفاً ولا شتاءً! والعجيب أنه لم يُصب ببرد أو تعب! حتى إنه لم يأخذ أي أدوية، ولم يذهب إلى طبيب طوال حياته! عاش معظم أيامه بثوب واحد لم يستبدله ولم يغسله! ولهذا صار ثقيلاً من كثرة التراب عليه! وفي قلايته لم ينم على سرير مطلقاً! بل على كرسي قليلاً! وظل عدة سنوات مسئولاً عن الجرس في الدير ، فكان يدق الجرس الأول لتسبحة نصف الليل ، وينتظر حتى تنتهي التسبحة، فيدق الجرس الثاني لتقديم حمل القداس، وبعد الثاني يذهب إلى منطقة قلالي الرهبان المعرفة باسم المربع، وينام على دكة خشب لمدة ساعة، حتى تُشرق الشمس فتضربه في وجهه فيقوم. لم تكن له قنية أبداً، وعندما كان يجوع يطرق قلاية راهب يعرفه ، ويطلب منه أن يأكل، ومهما قدم له من طعام لا يأخذ منه سوى طبق فيه احتياجه فقط. وقد إعتاد أن يأخذ قربانة يومياً ويأكلها وهى ساخنة، فيحيا عليها ساعات طويلة، وإذا أراد أن يشرب شاياً، كان يطرق قلاية راهب ويأخذ ما يكفي كوب واحد، ويذهب إلى قلايته ويشعل وابور الجاز ويعمل الشاي وإذا دخل عنده عامل يقدم له الكوب، فيخرج ثانية ليبحث عن راهب آخر يأخذ منه ما يكفي عمل كوب شاي..! ورغم أنه لم يتعلم كان عارفاً بطقس الكنيسة، ففي أحد السامرية في الصوم الكبير ، أراد أن يقول شيئاً يعزيه، فوقف في القلاية يداعب السامرية قائلاً: يا سامرية يا سمرمر .. وكان وجهه منيراً كالشمس ، وأحياناً يسمعه يصارع الشياطين من حوله ، وقد سمع من آباء الدير أنه حبس سنة كاملة في كرنك وهو مبني في السور معناه المكان الحصين، وأغلق عليه الباب من الداخل، ولا يعرف أحد كيف كان يصله الطعام! وفي آخر أسبوع من حياته شعر بمغص وانتفخت بطنه ، فذهب إلى قلايته وقدموا له مشروباً ساخناً، فلم يشربه من التعب وظل يئن، ووجهه مضيء حتى تنيح. والعجيب أن جنازة هذا الراهب البسيط لم تتكرر في الدير، فقد تنيح أثناء مولد الدير (22/6/1976م)، فوقف الضباط في أول الصفوف وخلفهم أفراد الأمن ، ومن بعدهم شباب الكشافة، وخلفهم الجسد يحمله الرهبان، ومن ورائهم ثلاثة أساقفة: المتنيح الأنبا أغاثون مطران الإسماعيلية، والأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، والمتنيح الأنبا ساويرس رئيس الدير المحرق ، ثم الرهبان والكهنة والعاملين بالدير، لقد كانت تشريفة يصعب وصفها ولم يخطط أحد لها! وهذه الأحداث تؤكد أن أبانا أيوب كان لغزاً وتنيح ومعه أسرار كثيرة لم يعرفها الرهبان! بركة صلاته تشملنا امين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ابونا الراهب القمص تاوضروس المحرقي |
العاطفـــة ؟ بقلم الراهب كاراس المحرقى |
عيد الغطاس - الراهب القس حنانيا المحرقي |
من خواطر الراهب كاراس المحرقي |
الراهب دوماديوس المحرقى " الراهب الحافى " |