تشير عبارة "جَميعُ سَامِعيهِ مُعجَبينَ أَشَدَّ الإِعجابِ" إلى أسئلة يسوع وأجوبته التي تُثير الدَّهشة لسَامعيه، لا لصِغر سنِّه، بل لعُمق فهمه وقوة عقله وصحة عِلمه التي لم يشاهدوا نظيرها من الأولاد الذين في مثل سِنِّه؛ وهذا ما حدث له خلال حياته العَلنيَّة، الأمر الذي أدَّى إلى حيرة السَّامعين ودَهشتهم (متى 13: 54). وإذا "كانَ يسوعُ يَتسامى في الحِكمَةِ والقامَةِ والحُظْوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس"(لوقا 2: 52) نفهم أنه كان يتعلم مثل باقي من كانوا في سِنِّه. ولكن علاقته بالآب والرُّوح القدس أعطته أن يتفوق بشكل عجيب عمَّن كانوا في سِنِّه، وهذا ما جعل عُلماء الشَّريعة يتعجَّبون بِذَكائِه وجَواباتِه (لوقا 2: 42)، وجعل الشَّعب يتعجَّب أنه لم يتلقى تعليمًا عند كبار المُعَلِّمين كما تعلم شاول "عِندَ قَدَمَي جِمْلائيلَ تَربِيةً مُوافِقَةً كُلَّ المُوافَقةِ لِشَريعةِ الآباء"(أعمال الرُّسل 22: 3) "فَتَعجَّبَ اليَهودُ وقالوا: ((كَيفَ يَعرِفُ هذا الكُتُبَ ولَم يَتَعَلِّمْ؟ " (يوحنا 7: 15).