رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبوة الله الحانية تَحْتَفِل الكِنِيسَة بِفَصْل مِنْ أرْوَع فِصُولْهَا لِكَي يَكُون فِي فِتْرِة الصُوْم الكِبِير المُقَدَّس لِتَحِث وَتُشَجِّع أوْلاَدْهَا عَلَى التَوْبَة وَالرِجُوع إِلَى الله لاَ يُوْجَد أسْهَل وَلاَ أجْمَل وَلاَ أوْضَح مِنْ هذَا الفَصْل( لو 15 ) لِذلِك تُسَمِّيه الكِنِيسَة الإِبْن الشَّاطِر وَلَيْسَ الضَّال لِكَوْنِهِ ضَلَّ لأِنَّ هذَا لاَ يَهِمْ وَإِنَّمَا المُهِمْ أنَّهُ شَاطِر وَرِجِعْ وَالكِنِيسَة تُرِيد أنْ تُعَلِّمنَا رُجُوعه لِذلِك أحِب أنْ أرَكِّز عَلَى نُقْطَة مُعَيَنَة وَهيَ " أُبُّوِة الله " مِنْ أكْثَر الأُمُور الَّتِي تُسَاعِد الإِنْسَان عَلَى تُوْبته شُعُوره أنَّ الله أبُوه وَحِينَمَا يَفْقِد هذَا الإِحْسَاس تَصِير التُوْبَة صَعْبَة وَالتُوْبَة يِيجِي مَعَاهَا أحَاسِيس كِتِيرَة إِحْسَاس زَي إِحْسَاس عَدَم القَبُول إِحْسَاس إِنِّي أزَّعَل رَبِّنَا مَا تِفْرِقش مَعَايَا كِتِيرهُوَ بِالنِسْبَة لِيَّ وَاحِدٌ غَرِيب لكِنْ لَوْ وُجِدَ إِحْسَاس الأُبُّوَة وَأكُون شَبْعَان بِه ( مِنْ رَبِّنَا ) هُنَا سَأخُذْ قَرَار الرُجُوع وَأنَا فَرْحَان يِقُول الكِتَاب { وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ } ( لو 15 : 20 ) بِمُجَرَّد إِنَّه سِمِع مِنَّه كِلْمَة مُشْتَاق أنْ يَسْمَعَهَا وَهيَ { يَا أبَتَاه } ( مَا يُقَال فِي القِطْعَة الثَّانِيَة مِنْ صَلاَة الغُرُوب )إِذَنْ مَشَاعِر الأُبُّوَة مَوْجُودَة وَالمَحَبَّة وَالقَبُول مَوْجُود وَكُلَّ شِئ مَوْجُود طَالَمَا المَشَاعِر مَازَالِت مَوْجُودَة فِي القَلْب الإِنْسَان لَوْ عَايِز يِتُوب مَفِيش حَاجَة تِسَاعده عَلَى التُوْبَة غِير كِلْمِة " يَا أبَانَا "غِير كِلْمِة أنَّ الله أب لِيَّ فَالتُوْبَة بِإِحْسَاس البُنُّوَة تِغْفِر جَمِيع الخَطَايَا مَهْمَا تَعَاظَمَت مَهْمَا كَثُرَت مَهْمَا تَفَاقَمَت جِدّاً إِلَى أقْصَى حُدُودْهَا إِحْسَاس البُنُّوَة يِغْفِر تَخَيَّل لَوْ الوَلَد دَه مَعَنْدُوش إِحْسَاس البُنُّوَة أوْ تَخَيَّل إِنْ دَه عَبْد غِلِطْ فِي سَيِّده وَقَالُّه " عَاوِز حِسَابِي عَشَان مِش عَاوِز أقْعُد وَحَصَل مَعَاه نَفْس الَّلِي حَصَل مَعَ الوَلَد دَه تِخْتِلِف إِحْسَاسه إِنَّه عَاوِز يِرْجَع عَنْ إِنْ هُوَ إِبْن وَتِخْتِلِف أيْضاً فِي إِسْتِقْبَال السَيِّد لَهُ مُمْكِنْ يِقُول دَه عَبْد بَدَل عَمَل كِدَه مَا يِلْزَمْنِيش لكِنْ لَمَّا يِكُون إِبْنه يِكُون نِفْسه يِيجِي إِحْسَاس البُنُّوَة هُوَ أسَاس التُوْبَة يِقُولَّك { وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ } ( لو 15 : 20 ) كَلاَم مَلِئ بِالمَشَاعِر أعْلَى مِنْ أي عِلاَقَة مُمْكِنْ تُرْبُط بَيْنَ إِثْنَيْن وَنَحْنُ أيْضاً حِينَمَا نَشْعُر بِالأُبُّوَة وَالبُنُّوَة الَّتِي لله نَشْعُر بَكَمْ العَطَايَا الَّتِي يُرِيد الله أنْ يُعْطِيهَا لَنَا رَبِّنَا يِحِب عِلاَقِتنَا بِه تِكُون مَبْنِيَّة عَلَى البُنُّوَة القُدَّاس الإِلهِي رِحْلِة عِبَادَة طَوِيلَة تُهَيِّأك قَبْل التَنَاوُل تُعَمِّق فِيك شُعُور الأُبُّوَة حَتَّى صَلاَة القِسْمَة الَّتِي تَنْتَهِي بِالصَّلاَة الرَّبَانِيَّة { يَا أبَانَا الَّذِي فِي السَّموَات }لأِنَّ هذَا هُوَ الإِحْسَاس الَّذِي يُؤَهِلَك لِلتَنَاوُل لأِنَّهُ بِدُون إِحْسَاس البُنُّوَة لاَ تَسْتَطِيع أنْ تَتَقَدَّم لِلتَنَاوُل لِشُعُورَك أنَّكَ خَاطِئ لأِنَّ هذِهِ النُقْطَة وَهيَ إِحْسَاس البُنُّوَة تُرْجِع لَك كُلَّ الحُقُوق المَسْلُوبَة مِنْكَ وَإِذا حَبِّينَا نِعْمِل مُقَارْنَة بَيْنَ حَال الوَلَد فِي الكُورَة البَعِيدَة وَحَالُه فِي بَيْت أبِيهِ سَنَجِد الآتِي :- 1- الذل حَالُه فِي الكُورَة البعيدة و الكَرَامَة حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 2- الثِيَاب ذَاتَ الرَّائِحَة الكَرِيهَة و الحُلَّة الأُولَى حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 3- إِحْسَاس الهَوَان حَالُه فِي الكُورَة و إِحْسَاس الكَرَامَة حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 4- إِحْسَاس البُعْد وَالقَسْوَة حَالُه فِي الكُورَة و إِحْسَاس إِنَّه إِبْن مَعَ أبِيهِ حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 5- إِنَّهُ عَمَلَ عَمَلاً حَقِير جِدّاً حَالُه فِي الكُورَة و الحُلَّة وَالخَاتِم الَّذِي يَدُل عَلَى السُّلْطَان حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 6- إِنْسَان جَالِس مَعَ الخَنَازِير حَالُه فِي الكُورَة و إِنْسَان مُعَدَّه لَهُ وَلِيمَة عَظِيمَة فِي بَيْت أبِيهِ حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 7- العُبُودِيَّة حَالُه فِي الكُورَة و الحُرِّيَّة حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 8- الهَوَان حَالُه فِي الكُورَة و خَاتِم البُنُّوَة حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. لأِنَّ الخَاتِم كَانَ يَلْبِسَهُ أبْنَاء المُلُوك لأِنَّ الَّذِي يَلْبِسَهُ دَلِيل أنَّهُ سَيَلِي الحَاكِم وَعَلاَمِة إِرْتِبَاط وَسُلْطَان فِي العُصُور الأُولَى وَالخَاتِم يَكُون بِهِ خِتم يُوَقَّع بِهِ الحَاكِم عَلَى كُلَّ القَرَارَات الَّتِي يَتَخِذْهَا وَحِينَمَا أعْطَاهُ الأب لإِبْنه هذِهِ إِشَارَة مِنْهُ أنَّ هذَا الإِبْن قَدْ صَارَ سَيِّد هذَا المَكَان نَحْنُ كُنَّا نَتَوَقَّع أنَّ الأب سَوْفَ يُقَابِلَهُ وَهُوَ غَاضِب وَمِتغَصَّب لِيُؤدِبُه وَيَطْلُب أنْ يَأكُل وَلكِنْ فِي مَكَانٍ بَعِيد عَنْ أبِيهِ وَلاَ يُعْطِيه أي كَرَامَة حَتَّى يُشْعِره بِحَجم خَطَئُه وَلكِنْ العَجِيب أنَّنَا لَمْ نَسْمَع كَلِمَة عِتَاب وَاحِدَة صَدَّقُونِي إِنْ تَمَلَّك عَلَيْنَا هذَا الإِحْسَاس وَقَوَى عَلَى نِفُوسْنَا مَا بَقَى فِينَا حُب لِلخَطِيَّة لَوْ تَأكَّدْنَا مِنْ هذَا الشُعُور القَوِي أنَّ الله يَمْلُك عَلَى قُلُوبْنَا أنَّ الله أب يَغْفِر لِيَّ أنَّ الله لَهُ أُبُّوَة حَانِيَة أنَّ الله يَهْتَمْ بِيَّ أنَّ الله يَنْتَظِر عَوْدَتِي أنَّ الله مُتَأنِّي عَلَيَّ أنَّ الله يُشْفِق عَلَيَّ مَا تَأخَرْت عَنْ التُوْبَة أبَداً وَلاَ تَلَذَذْت بِأي خَطِيَّة وَلاَ تَمَتَعْت بِأي خَطِيَّة بَلْ عَرَفْت إِنَّهَا عُبُودِيَّة وَأنَّهَا سَلْب وَأنَّهَا مَذَلَّة وَمَهَانَة الكِنِيسَة تُرِيد تَحْوِيل الأحْزَان إِلَى مَسَرَّات وَالعُبُودِيَّة إِلَى مَجْد وَالأب طَالِب مِنْ إِبْنه أمر وَاحِد وَهُوَ أنْ يَرَاه رَاجِع نَدْمَان وَيَقُول { لَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً اِجْعَلْنِي كَأحَدِ أَجْرَاكَ } ( لو 15 : 19) يُرِيد أنْ يَرَاك وَأنْتَ عَارِف قِيمِة الحَيَاة مَعَهُ لأِنَّنِي قَدْ أكُون كُنْت مُشْتَاق إِلَى الخَنَازِير قَبْلَمَا أذْهَب إِلَيْهَا لأِنَّهُ أحْيَاناً عَدُو الخِير يُزَيِّن لَنَا الخَطِيَّة وَأنَّ فِيهَا السُرُور وَاللذَّة وَيُظْهِر العَالَم أمَام عَيْنِيَّ وَهُوَ مُتَلألِئ وَلكِنْ حِينَمَا تُجَرِّبه بِنَفْسَك تَجِد الذُّل لِمَاذَا ؟ لأِنَّك فَقَدْت كَرَامَتَك وَصُورَتَك الإِلَهِيَّة وَقَصْد الله مِنْ خِلْقِتَك لأِنَّهُ لاَ يُرِيد أنْ تَعِيش لِغِيره هُوَ غَيُور عَلَى مَجْده وَعَلَى وِلاَده وَأنْتَ هذِهِ الأيَّام صَائِم وَهيَ أيَّام مَلِيئَة بِالبَرَكَة لاَ تُبْقِي لِلخَطِيَّة بَقِيَّة فِي دَاخِلَك لاَ تَسْمَح أنْ تَكُون بَعِيد لأِنَّهُ لاَ تُوْجَدٌ لَذَّة بَعِيدَة عَنْ الله إِجْعَل لَذِّتَك فِيهِ وَاعْلَم أنَّ الخَطِيَّة لاَ تُشْبِع وَأنَّ الله يَنْتَظِر رُجُوعْنَا وَيَشْتَاق لَنَا { وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ } مِش تَحَنَّن وَأدَارَ وَجْهَهُ .. أعَرَّفه قِيمْتِي شِوَيَّة هذَا هُوَ كَلاَم البَشَر وَجَرَى عَلِيه وَلَمْ يَنْتَظِر حَتَّى يَصِل إِبْنه إِلِيه وَأيْضاً الله هُوَ مُنْتَظِر أنْ يَرَاك وَأنْتَ خَجْلاَن وَوَاقِف بِعِيد وَهُوَ يِسْتَقْبِلَك بِالأحْضَان ( الأُبُّوَة الدَّافِئَة ) كُلَّ إِنْسَان يَقْتَرِب مِنْ رَبِّنَا نَجِده فِي قِمِّة مَجْده القِدِيس أُوغُسْطِينُوس يِقُول { نَحْنُ كُنَّا قَبْلاً فِي ظُلْمَة وَالآن فِي نُوركُنَّا غِير مَرْحُومِين وَلكِنْ الآن صِرْنَا مَرْحُومِين } حَنَان الله غِير مَحْدُود غِير بَشَرِي لأِنَّ حَنَان البَشَر لَهُ مَقَايِيس مُعَيَنَة وَلكِنْ حَنَان الله لاَ يُوصَف وَلاَ يَتَأمَّل الآثَام لأِنَّهُ لَوْ تَأمَّلْنَا مَوْقِف هذَا الإِبْن بِفِكْرِنَا البَشَرِي لاَ يَكُون لِهذَا الإِبْن حَقٌّ وَلكِنْ جَمِيل أنْ نَتَمَتَّع بِأحْشَاء إِلهنَا لأِنَّهُ هُوَ يُرِيد أنْ يِمَتَّعْنَا بِهِ لاَ تَجْعَل خَجَل الخَطِيَّة يَمْنَعَك مِنْ الرِجُوع مَهْمَا إِفْتَقَرْت وَمَهْمَا كَانِت رَائِحَة ثِيَابَك كَرِيهَة وَمَهْمَا بِعِدْت الحَل لَيْسَ البَقَاء فِي البُعْد وَلكِنْ الحَل هُوَ الإِقْتِرَاب مِنْ الله التُوْبَة هِيَ الَّتِي تُعْطِي طَعْم لِلحَيَاة كُلَّ يُوْم نِتُوب وَنِرْجَع نُدْخُل فِي الحُضْن الدَّافِئ كُلَّ يُوْم نُعْلِنْ لَهُ { أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ } ( لو 15 : 18 ) مِثْلَمَا تُعَلِّمنَا الكِنِيسَة أنَّنَا كُلَّ يُوْم نَقُول { إِرْحَمْنِي يَا الله كَعَظِيم رَحْمِتَك } ( مز 50 ) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
علن الله عن رعايته الحانية نحونا، ليس فقط في تعزياته |
أبوة الله |
يد الله الحانية، أقوى من أي ضيق |
يد الله الحانية |
أبوة الخادم – الخدمة روح أبوة وأمومة |