خائف الرب تطيب آخرته، وفي يوم موته يُطَوَّب [11].
إذ نتحدَّث عن سلّم يعقوب الذي به تمتَّع يعقوب بالسماء المفتوحة، والشركة مع السمائيّين، فإننا نذكر أن يعقوب قد عانى من الخوف. لقد كان في عزلةٍ تامةٍ، ليس من أبٍ أو أمٍ أو أخٍ أو صديقٍ يُرافِقه ويسنده. كان في طريقه هاربًا من عنف أخيه يعاني من مخاطرٍ جمّةٍ ومن مستقبلٍ مجهولٍ. اتكأ يعقوب على الحجر رمز السيّد المسيح لينام، فتمتَّع بالرؤيا السماويّة، وتلامس مع مخافة الرب، إذ قال: "ما أرهب هذا المكان؟! ما هذا إلا بيت اللَّه؟!" (تك 28: 17).
حينما نعاني من خوف الجسد أو خوف العالم المُحَطِّم للنفس، نتكئ على مسيحنا حجر الزواية، فيستبدل الخوف المُهلِك بالمخافة المقدّسة. عوض خوفنا من العالم بكل ظروفه القاسية نرى مجد اللَّه وقداسته وحبّه فنترقَّب يوم خروجنا من العالم بفرحٍ، وندرك أننا ونحن على الأرض نقطن في بيت اللَّه، بل صرنا "أهل بيت اللَّه" (أف 2: 19)، فكم بالأكثر يكون يوم موتنا مباركًا.