رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استجابة الله لأَنِّي أُعَيِّنُ مِيعَادًا. القديس غريغوريوس النزينزيأَنَا بِالمُسْتَقِيمَاتِ أَقْضِي [2]. إذ يسحب المرتل قلوبنا لنمارس الاعتراف والحمد لله، ونلمس حضوره في وسطنا، ونختبر عجائبه في أعماقنا وفيما يدور حولنا، نتساءل: "متى يتحقق هذا؟" نتلهف إلى هذه العطية الإلهية. هنا تأتي الإجابة: يأتي الرب في أعماقنا في ملء الزمان (أف 1: 10؛ غل 4: 4)، إذ لكل شيء زمان معين (جا 3: 1). يقول الرب: "إني أُعين ميعادًا". هذا التعبير "أُعين ميعادًا" له أهميته في العهد القديم بخصوص تدبير الله للعالم، ووضع فصول معينة للسنة بسماتٍ معينة (تك ظ،: ظ،ظ¤)؛ وتحديد الأعياد (لا ظ¢ظ£: ظ¢)، حيث يُحدد نوعًا معينًا من العبادة في كل عيدٍ، كما كان يوجد وقت معين للمجيء الأول للسيد المسيح من أجل خلاصنا، وأخيرًا وجود ميعاد معين تسبقه علامات وردت في الأناجيل المقدسة وفي سفر الرؤيا لمجيئه الأخير[4]. يرى القديس چيروم أن الحديث هنا عن الدينونة الأخيرة [العالم الحاضر ليس وقتًا للدينونة بل للصراع .] ويرى القديس أغسطينوس أن الآن وقت للكرازة للتمتع بالخلاص، ولم يحن بعد موعد الدينونة. فمن مراحم الله وطول أناته أن يتركنا للتمتع بالخلاص حتى متى جاء موعد الدينونة نتبرر أمامه. يرى القديس غريغوريوس النزينزي أنه يليق أن يكون لكل شيء الميعاد اللائق به، ضاربًا المثل حتى بالدخول مع المتكلمين في حوارٍ، هذا له وقته اللائق به. يرى الأب أنثيموس الأورشليمي أن المرتل في العبارة السابقة يتحدث في صيغة الجمع، وهنا في صيغة الفرد. فالجماعة المقدسة كلها تشترك في الحمد لله، بل وكل الخليقة، وفي نفس الوقت يشعر كل مؤمن بالعلاقة الشخصية مع الله، ومعاملات الله معه فيتحدث عن عجائب الله معه. يرى القديس أثناسيوس أن الذي يتحدث بعجائب الرب بصيغة المفرد هم في الحقيقة الحرس الذين يتحدثون باسم الأمم أو كنيسة الأمم التي رأت عجبًا في محبة الله دون محاباة. * ما هو الوقت المناسب لهذه المناقشة؟ إنه الوقت الذي نتحرر فيه من الوحل والضوضاء في الخارج، ولا تتشتت ملكاتنا الحاكمة (عقولنا) بصورٍ وهميةٍ وشاردة، وتؤدي بنا إلى عدم التمييز بين الكتابة الجميلة والقبيحة أو بين الرائحة الجميلة والعفنة. إننا نحتاج إلى أن نلزم السكون (مز 45: 10) لنعرف الله. وعندما تُتاح لنا الفرصة نحكم بالصلاح في اللاهوت كما يقول المزمور: "أنا بالمستقيمات أقضي" (مز 75: 2) . ذَابَتِ الأَرْضُ وَكُلُّ سُكَّانِهَا. أَنَا وَزَنْتُ أَعْمِدَتَهَا. سِلاَهْ [3]. كأن الله يوبخنا على تسرعنا في الحكم على الأشرار، أو في إنقاذنا منهم، فيقول: "لماذا تتعجلون الأمر، فإن الأرض التي تعيشون عليها أنتم والأشرار هي من عملي، فإن نزعت عنها عنايتي أو قوتي ذابت كالشمع. فليس لشيءٍ ما أو ولكائنٍ ما على الأرض أن يحيا أو يستقر بدوني. لا تضطربوا حتى من الذين يقاومونني. ويقاومون كنيستي وشعبي. أنا حامل أعمدة الأرض، وواهبها توازنها، أنا أعرف بدقة وزنها. سيأتي الزمن المحدد لتنحل الأرض وتزول وتتحقق العدالة الإلهية، ويتمتع المظلومون بالمكافأة! يرى القديس أغسطينوسفي الأرض وكل سكانها الإنسان المحب للأرضيات بكل طاقاته، فبمحبته للخطايا والعالم ينحل وتذوب كل طاقاته. يرى الأب أنثيموس الأورشليمي أن الأرض التي ذابت هي أورشليم، وسكانها هم اليهود الذين رفضوا الإيمان بالسيد المسيح، واضطهدوا كنيسته، أما الأعمدة التي أوجدها الله لتزن الأرض فهم جماعة الرسل الأطهار الذين شددهم الله وأيَّدهم وأعطاهم قوة للكرازة بالإنجيل المقدس. يرى أيضًا أن الأرض وكل الساكنين فيها هم المنهمكون في الأرضيات فكثر شحمهم وسمنوا، فيذيب الرب الأرض بالنار ليذيب ذلك الشحم الذميم. * إن كانت الأرض تنحل، ما الذي يحلها سوى الخطايا؟ لذلك دعيت (الخطايا) أيضًا جنوح عن القانون. والجنوح هو أشبه بانزلاق من الثبات في الفضيلة والبرّ وانحدار في ميوعة. فإنه باشتهاء السفليات يخطئ الإنسان، وإذ يتقوى بمحبة العلويات هكذا يسقط ويصير كمن قد ذاب بمحبة السفليات. "أنا قوَّيت أعمدتها" ما هي الأعمدة التي قوَّاها الرب؟ إنه يدعو الرسل أعمدة. لذلك يقول الرسول بولس عن زملائه الرسل: "المعتبرون أنهم أعمدة" (غلا 2: 9). وماذا لهذه الأعمدة إلا أن تتقوى به؟ فإنه في حالة وقوع ما يشبه الزلازل حتى هذه الأعمدة اهتزت؛ عند آلام الرب يئس الرسل. فاهتزت الأعمدة عند آلام الرب، وبالقيامة تقوَّت. القديس أغسطينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | ما هي استجابة المرتل لهذا المعلم الإلهي |
مزمور 55 - استجابة الله |
مزمور 39 - توسل لأجل استجابة الصلاة |
استجابة الله |
استجابة الله لنا |