منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 08 - 2012, 07:35 PM
الصورة الرمزية شيرى2
 
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  شيرى2 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

في تعليم المبتدئين، نؤمن بإله واحد 2

أن مبدأ الاعتراف الحسن الذي ينبغي أن نحفظه جميعاً في السرّ باعتناء فائق، لأنه قانون حياتنا الجديدة التي تتناسب مع سيرتنا في السماويات بدايته كالآتي: [ نؤمن بإله واحد، الله الآب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، ما يُرى وما لا يُرى ]، وسوف نشرح قانون حياتنا الجديدة المُسمى في الكنيسة [ قانون الإيمان ]، لأنه يحسن لنا جميعاً أن نعرف معنى كل جمله فيه ومصطلح، ويجب علينا أولاً أن نبدأ بأساس اعترافنا الرئيسي، لأننا نصل إلى البرّ حينما نؤمن بالقلب فعلاً، ونصل للحياة وقوتها حين نعترف بالفم [ لأن القلب يؤمن به للبرّ والفم يعترف به للخلاص ] (رومية 10: 10)، وهذا هو بدأ تعليم الإيمان يقي.


فبما أن التقوى أي مخافة الله تكمن في اعتراف إيماني بأشياء غير منظورة لعين الجسد، وغير مدركه إدراك تام بالعقل والتفكير الإنساني الطبيعي، إذن هي تحتاج إلى إيمان حقيقي واعي حي، يجعل العقل ينفتح بالرؤيا على الأسرار الإلهية الفائقة، لكي نرى ما لا يُرى. فالمنظور الذي يتناسب مع رؤية أعيننا البشرية نراه بسهولة، أما اللامنظور، والفائق الإدراك والمعرفة فلا نقدر أن نراه إلا بالإيمان: [ وأما الإيمان فهو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى ] (عبرانيين 11: 1).


فالإيمان يجعل النفس ترى وتعرف الأمور الغير منظورة ولا المُدركة، فنحن نستطيع أن نرى الأشياء المنظورة بالجسد، بشرط أن تكون (العين) صحيحة وكفوء للنظر الصحيح ولا يمنعها مرض أو أي قصور أو عيب من أي نوع، لكي ترى بدقة، ولكن أن حدث لها ضرر بأي شكل من الأشكال، يصبح كل ما حولها مشوش، ولا تستطيع أن تُميزه، ويتوقف مدى تشويشها على قدر ما أصابها من ضرر، أما أن أُصيبت بالعمى الكلي فأنها لا تستطيع أن ترى الأشياء المنظورة مع أن في حقيقة هذه الأشياء أنها منظورة ويستطيع أي إنسان ان يراها بسهولة وبدون عناء أو مشقة.
وهكذا بالمثل نقول عن الأسرار الإلهية الغير منظورة والمجد الفائق الإدراك التي يعرفنا إياها التعليم بحسب التقوى، فنحن كلنا نراها بدقة إذا كان إيماننا صحيحاً، ولكنها تُصبح غير منظورة أو مشوشة للذين اعتل إيمانهم، أو الذين بلا إيمان حي صادق وحقيقي في الأصل والأساس.


فالإيمان الحي يرفعنا للغير منظور، ويجعلنا نرى الله الحي ونقترب منه ونفهم ما صنعه في الخليقة: [ بالإيمان نفهم أن العالمين اتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر ] (عبرانيين 11: 3)، وليس ذلك فقط بل الإيمان يعرفنا الله وطبيعته الفائقة وصلاحه وكل شيء عنه (حسب ما نُعطى من نعمة وعلى قدر ما يزداد إيماننا يوماً بعد يوم)، لأن الإيمان رؤية تأتي بإعلان إلهي يفتح الذهن والقلب معاً ويُقدس العقل ويلهمه بل يجعله [ العقل الناظر الله ].


فيا إخوتي أعلموا أنه كلما كان الإيمان بعيداً عن قلب الإنسان يعظم الضلال ويزداد تعثر النفس، وقد تتورط في التجديف، أو في صنع تمثال من الأفكار عن الله تضعها في مُخيلتها وتعبد هذا الإله المجهول التي صنعت، وأي مساس به من جهة نقد الآخرين ممكن أن تقتله وتتعدى عليه بأي طريقة ما، لأنه مس تمثالها الخاص المصنوع من أفكارها الشخصية، لذلك الله ليس هو إله الكتب ولا الأفكار ولا المعتقدات، بل هو الإله الذي يُعلن عن ذاته بإلهام روحه الخاص في العقل والقلب والضمير ليمس عمق أعماق الإنسان حتى يقبل سرّ الإيمان فتنفتح بصيرته ويرى ما لا يُرى، فيجد أن كل ما عرفه عن الله كان شيء آخر تماماً يختلف عن ما رآه بانفتاح القلب والعقل ليبصر الله الحي يقي الذي كشف له عن ذاته، بل ويستمر يكشف طالما الإيمان ينمو دائماً...


لذلك حينما يكون الإيمان حاضراً، فهو يمنح المعرفة يقية، فبالإيمان نتيقن برؤية داخلية واضحة أنه يوجد إله واحد، وانه خالق الكون، وأنه خلق كل شيء من العدم. بالإيمان نفهم أن الذين ماتوا وغابوا عن أنظارنا بالجسد، سيعودون إلى الحياة والبقاء بإرادة خالقهم الذي زرع فيهم الخلود. بالإيمان عرفنا وحدانية الله يقية، وعرفنا الحياة حسب الجوهر، وجوهر الله هو جوهر واحد لا ينقسم، والجوهر الواحد هو العقيدة الخاصة بالتوحيد التي أتت وظهرت منذ العهد القديم في صيغة قانون إيماني مُعلن: [ أسمع يا إسرائيل الرب إلهنا ربٌ واحد ] (تثنية 6: 4)، وبعدها [ تحب الرب إلهك من كل قلبك ... وقريبك كنفسك ] (تثنية 6: 5)، وهذا يكشف لنا بالإيمان الرائي، أن التوحيد هنا هو توحيد الخالق والفادي والمُخلِّص الذي نتجه إليه [ إله واحد ]، نقدم له محبتنا وطاعتنا وخضوعنا، لذلك كان التعليم النبوي في العهد القديم أن تُحب الرب إلهك وتحب قريبك معاً، وذلك لأننا لا نستطيع أن نُقسم المحبة، فهي محبة واحدة لله وللقريب ولكل إنسان نعرفه، أما إذا انقسمت المحبة وقعنا في ضلال وشرك الوثنية، لأن البُغضة والكراهية تُعلِّم الإنسان التقسيم والانفصال، والخوف يزرع العُزلة، والعُزلة تُعلِّم الإنسان توحيداً يتفق مع فكره المُنحل أو المُنقسم؛ لأن التوحيد الذي لا يزرع المحبة ولا يُعلِّم الإنسان الصفح والغفران هو توحيد كوَّنه الإنسان في عقله بواسطة رفض الآخرين بما فيهم الإله يقي نفسه، وهو توحيد أنتهى إليه الفرد الواحد، وقد كوَّن لنفسه صورة من كيانه الإنساني المنفصل عن الآخرين والله نفسه وأصبح لا علاقة له بالإله يقي.


لذلك يا إخوتي انتبهوا جيداً لأني أكتب بأسرار، سيُعثر فيها غير المؤمنين، أو الذين يرفضون الإيمان بسبب انحصارهم في ذاتهم وحبهم للعزلة والانفصالية، لأن لهم أعين ولا يبصرون، ولهم آذان ولا يسمعون، لأنهم لم ينفتحوا بعد على الغير منظور لأن ليس لهم الإيمان الحي الذي يرى ما لا يُرى، لذلك الكلام المكتوب هنا سيكون لهم في اتجاه وكلامهم واعتقادهم وفكرهم في اتجاه آخر تماماً، لأن عندهم حوَّل في أعينهم التي تعودت على المنظور والانحصار في الجسديات والماديات المنظورة والتي تخص كل ما للأرض وحدها ومصيرها للفناء...


عموماً يا إخوتي أحباء الله المدعوين في سرّ الإيمان لرؤية مجيده فائقة، للدخول في محضر القدير، يجب علينا أن نؤكد أن لا يكون التوحيد بالنسبة لأي واحد فينا هو صورة لكياننا الخاص، كياننا الساقط والذي تعود على الانفصال والاستقلال وأن كل واحد هو نفسه يبحث عن ذاته والتسلط على الآخرين، وإلا يُصبح التوحيد الجامد الذي نؤكد عليه مهرباً نهرب فيه إلى حياة أخلاقية تُدعم العُزلة وتقوي فيه الأنانية، فيُصبح مجرد صورة لكيان ناقص، يُعبَّر عن الواحد الصحيح حسب الرقم الحسابي (الواحد 1 - أي وضع الله قبالة رقم = 1 عددياً) بلا شركة، ويؤكد على عزلة لا تعرف المحبة. ومن يؤمن بإله واحد ولا يعرف المحبة في كمالها هو في الواقع ينكر الإله الواحد يقي وقد رفض الأصنام وأفكار الناس المشوشة وأقام لنفسه صنماً جديداً في ذهنه وفكره غير منظور.


أحذروا من أن تصدقوا من يدخل للمسيحية لأنه عرف أنها هي وبدأ يحارب الآخرين بفلسفة الفكر بدون محبة تظهر في أقواله وأعماله ورده على الآخرين، لأن هذا يُعبِّر على أنه صنع تمثالاً من الأفكار التي شكلها مقدس وكريم، مثلما صنع شعب إسرائيل العجل من الذهب الغالي ولكنه كان في النهاية وثن رغم من أنه من مادة عظيمة القيمة، لذلك فأنه لم يعرف بعد، بل ولم يؤمن بعد بالإله الواحد يقي، لأن الإيمان يُحدد سلوك الإنسان، والسلوك هو الذي يُعبر عن صدق الإيمان وحقيقته، لأن الإيمان غير منظور ولكنه يُرى في أعمال الإنسان وتحركاته ونطقه وكل أفكاره وكل أركان حياته ...
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نؤمن بإله واحد مثلث الأقانيم
نؤمن بإله واحد البابا شنودة
نؤمن في المسيحية بإله واحد
نؤمن بإله واحد
في تعليم المبتدئين، نؤمن بإله واحد


الساعة الآن 08:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024