رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَلا يَجوزُ لي أَن أَتصرَّفَ بِمالي كما أَشاء؟ أَم عَينُكَ حَسودٌ لأَنِّي كريم؟ )) "عَينُكَ حَسودٌ" في الأصل اليوناني πονηρός (ومعناها شريرة) فتشير إلى الحَسَد الذي يؤدي إلى التذمر، وكثيرًا ما ينسب الكتاب المقدس الحَسَد إلى العين، كما ورد في الشريعة " واحذَرْ أَن يَخطُرَ في قَلبِكَ هذا الفِكْرُ التَّافِه، فتَقول: قد قَرَبّتِ السَّنةُ السَّابِعة، سَنةُ الإِبْراء، فتَسوءَ عَينُكَ إلى أَخيكَ الفَقيرِ ولا تُعطِيَه شَيئًا، فيصرُخُ إلى الرَبّ علَيكَ وتَكونُ علَيكَ خَطيئَة "(تثنية الاشتراع 15: 9)، وكما ورد أيضا في الأمثال "لا تَأكُلْ خُبزَ حَسودِ العَين ولا تَشتَهِ طَيِّباتِه" ( أمثال 23: 6). فقد أخذ هذا الإنسان الحسود ماله بحسب ما اتَّفق به رَبّ البيت معه، لكن ما أحزنه أن ينال إخوته مثله. لم يقم حزنه على حرمانه من شيء، وإنَّما من أجل الخير الذي ناله الغير. انه يرى "الظلم" الواقع عليه، بسبب الشُّعور الخفيّ بالرضى عن الذات، لأنّه قد عمل لساعات أطول، وبالتالي فإنّه أفضل من غيره، لكنَّه لا يرى طيبة صاحب العَمَل بسبب عينه الحسود؛ فلنسمع إذاً قول رسول المسيح، بولس: "لا نُعجَبْ بِأَنْفُسِنا ولا يَتحَدَّ ولا يَحسُدْ بَعضُنا بَعضًا"(غلاطية 5: 26). |
|