رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَتَتَعَهَّدَهُ كُلَّ صَبَاحٍ، وَكُلَّ لَحْظَةٍ تَمْتَحِنُهُ! [18] * بماذا تغنى داود مشابهًا هذه العبارة؟ "يا رب من هو الإنسان حتى تعرفه؟ أو ابن الإنسان حتى تهتم به؟" (مز 144: 3-4) لماذا قال داود هذا عن البشر، وما هو تفكيره عندما شرح ما جاء بعد ذلك: "الإنسان مثل الباطل، تعبر أيامه كظل". لماذا بكل الحق، يمجد الله هذا الإنسان الضعيف، ويعيره اهتمامًا لحال الشر الحاضر؟ يسأل الأبرار الله بسبب جهلهم... ذلك لأنه "صانع الخيرات ومحب للإنسان" (حك 7: 12)، يفتقد الذي خلقه مرارًا ويعطيه اهتمامًا عظيمًا. لهذا يضيف أيضًا داود: "يا رب طأطأ سماواتك وانزل" (مز 144: 5؛ 18: 9). بهذا يظهر اهتمام الله الشديد بالبشر، فإنه إذ يطأطأ السماوات ينزل بنفسه إلينا "الكلمة صار جسدًا" (يو 1: 14)، فإنه شاركنا حالنا، يقوي ويحصن ضعفنا. أما أيوب فيُظهر بإسهاب مدى الخير الذي يلحق بالإنسان الذي يذكره الله. الأب هيسيخيوس الأورشليمي لكن لنلاحظ أن الله بعد أن يفتقد الإنسان في الفجر يمتحنه فجأة، فإنه باقترابه يرفع قلوبنا إلى الأعالي الفاضلة، وإذ ينسحب يسمح له أن يُهاجم بالتجربة. بعد نوال عطايا الفضائل، فإنها إن لم تتحرك النفس بهجوم التجربة تنتفخ، وتظن أن ما نالته هو من عندها... هكذا إيليا أُفتقد عند الفجر، ففتح أبواب السماء بكلمة، لكن حالًا جُرب، فهرب إلى البرية كمن بلا عون، خوفًا من سيدة وحيدة (1 مل 19: 3). وهكذا بولس إذ رُفِعَ إلي السماء الثالثة، واخترق أسرار الفردوس نال تأملًا. ومع هذا إذ عاد إلى نفسه كان يصارع ضد هجمات الجسد، وخضع لناموس آخر في أعضائه، فكان حزينًا بسبب تمرده متطلعًا إلى أن ناموس الروح صار مهددًا (2 كو 12: 2 إلخ). البابا غريغوريوس (الكبير) |
|