منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 10 - 2021, 01:06 AM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

للقمص أثناسيوس فهمي جورج
آلام الرسل


* دفع الآباء الرسل ضريبة المناداة بإنجيل الخلاص. وقد صارت جلداتهم وعذاباتهم وإهانتهم وموتهم هي جميعها فرحهم وشهادتهم لآلام المسيح، أما أضدادهم فماتوا مشهودًا ضدهم من إله الحق.

* ألقوا عليهم الأيادي ووضعوهم في حبس العوام، إلا أنهم حولوه إلى كنيسة ومنسك، قيدوا أياديهم إلا أن كلمتهم لا تقيد، حبسوهم فأفرج عنهم ملاك الرب وفتح أبواب سجنهم، وخرجوا لينيروا ظلمة ليل العالم، وليكلموا الأموات بالذنوب بجميع كلام الحياة. وقد تركوا الأبواب مغلقة وسلاسل أياديهم الحديدية ومقاطر أرجلهم الفولاذية هناك، بينما هم واقفين في الهيكل يعلمون الشعب ويملئون أورشليم بتعاليمهم الإلهية، فما عسى أن يصير هذا؟؟

* قوة الله هي التي عملت في كرازتهم وهي التي استخدمت منهم الصياد وصانع الخيام والعشار والأمي والعامي، وجعلت الوسائل التي يظن أنها تحاصرهم هي نفسها علامة نصرتهم، فبينما يلقوهم في السجون وتتشدد من حولهم وعليهم الحراسات، تنهزم أمامهم قوات الجحيم.


* فلا توجد قوة تستطيع أن تقف أمام عمل الله الذي أنقذهم من الأغلال الأبواب والأقفال، لا ظلمة ولا قيود ولا فولاذ ولا حدود ولا حديد ولا حواجز ولا مغاليق ولا مسافات إذ منطقتهم الملائكة ورأوا مسبقًا مجد العرس المعد، وجازوا المحرس الأول والثاني واجتازوا الأبواب الحديدية التي انفتحت لهم من ذاتهم بيد من بيده سلطان أن يفتح ولا أحد يغلق، كي يكرزوا بملكوته الذي لا يتزعزع.

* ومن الرسل الاثني عشر الأطهار مَنْ سُجِن ومنهم مَنْ نُفِيَ أو ضُرِب أو جُلِد، ومنهم مَنْ صُلِب ورُجِم ومنهم مَنْ قُطِعَت رأسه. فاصطبغوا بالصيغة التي اصطبغ بها الرب وشربوا من كأسه كخدام لعهده الجديد، وبهذا الألم صاروا عظماء في بناء الله النامي المركب المرتفع في المسيح الحيّ مخلص جميع الناس.


* حاربوا وحوشًا وقدموا نفوسهم ذبائح محرقة معترفين لله الاعتراف الحسن بحياتهم وأقوالهم وآلامهم، وهي النعم التي لم تعطى إلا لهم كرسل لله سيدينون العالم معه، بعد أن سفكوا دماءهم ذكصولوجية حب لشخص الرب مصطبغة بشهادة الأعمال والأقوال والحياة وبالدم والألم والتنكيس والعذاب والاغتراب والتشتت والميتات التي مجدوا بها الله ولم يحبوا حياتهم حتى الموت.

* لقد حفظت لكم يد الله الساهرة صفحات أعمالكم الرسولية في سفر الحياة في المدنية التي لها الأساسات من أفراح ومسرات حيث لا حزن ولا كآبة ولا تنهد، أما الذين أساءوا لكم وللكنيسة فقد ماتوا وأكلهم الدود، وبقيت كلمة الله حية في وسط السنين، وقد عبرتم حاملين لهم من ضيق إلى قوة بصبر وشهادة عزيزة، أمام كل المناقضين والمقاومين والمجدفين.

* فتح لكم الرب أبواب الأبدية فتعزيتم بمرآها أكثر من عن كل مجد العالم الزائل، وقدرتم أن تثبتوا ضد مكائد إبليس، وبقدرة القادر وحده استطعتم أن تتمكنوا من القلع والغرس وغلبة الألم وصنعتم برًا وأطفأتم قوة النار وصرتم أشداء لأن المسيح ملككم الأبدي يسد كل فم يتحدى ويجازى بغضبه الأثمة.


* طوباكم لأن الرب اختاركم بعد أيام وليالي من الصلاة للآب (لو 6:12) ودعاكم كي تبقوا معه، حسبما قال له المجد (لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم) (يو 5: 16). لذا شهدتم باقتدار لتعليم معلمكم الذي كل من سمع له بهت من أجل الحكمة التي كانت تخرج من في. قائلين (ما رأينا مثل هنا قط) (مر 2: 12)، (قد رأينا اليوم عجائب) (لو 5: 26).


* طوباكم لان الرب كَرَّسَكُم وعلمكم تعليمًا خاصًا وفر لكم ما يصعب عليكم فهمه، وقد أدار معكم الحوارات واختصكم بالمعاينة لكل ما صنع. وقد طوبكم بعد أن رفع عيونكم نحوه، معتبرًا أنكم المساكين بالروح وبأنكم الجياع والعطاش إلى البر ورثة الملكوت، طوباكم لأن الرب زكاكم وأرسلكم عن أجل تلمذه الخليقة الجديدة، وغسل أرجلكم لتقديسكم وليعدكم كي تكون كرازتكم على هذا النمط، وهو علم بما سيكون. هذا وقد سلمكم سر العشاء الرباني ثم ظهر لكم بعد قيامته وعاينتم صعوده. واقفين تتطلعون إلى السماء عندما ارتفع عنكم.


* طوباكم لأنكم آنية مختارة للكرامة، كل من قبلكم وسمع منكم وجد القبول عند السيد الملك الذي أرسلكم فهيئتم له شعبًا مستعدًا وغلبتم الأمور التي أعاقت كرازتكم وأنتم لستم فقط منتصرين بل أعظم من منتصرين وتلمع فوق رؤوسكم الأكاليل التي منحها لكم موزع الأكاليل الذي لا يغلب.

* طوباكم لأنكم سفراء المسيح وقد صالحتم الشعوب مع الله وبددتم الأوثان، وعملتم لحساب الذي أقامكم لتكرزوا معه، محتملين الآلام والتعبير الاستهزاء والإهانات والنفي والاتهام بالسُّكر والسلافة وكل صنوف الأتعاب. تلك التي سبق الرب وأعلمكم بأنها ستكون من نصيبكم إلى أن تأتي أزمنة رد كل شيء حيث لن تغيب شمسكم وقمركم لا ينقص.

* طوباكم الأعمدة المختارة لأن أفواهكم كانت خزائن ملكية، فكنتم أطباء وزراع وربانية سفن، كنتم أطباء لأنكم شفيتم مرضي وزراع لأنكم بذرتم كلمة التقوى، وربانية لأنكم أسكتم نوات الضلال. ولهذا فقد قال لكم الرب (اذهبوا واشفوا المرضي) (مت 15: 8) كما لو كان يتحدث إلى أطباء، وفي مرة أخرى قال لكم (أرسلكم الآن لتحصدوا ما لم تتعبوا في غرسه) (يو4:38) كما لو كان يتكلم مع زراع. ثم قال لكم (سأجعلكم صيادي الناس) (مت4:19) وكأنه يتحدث إلى ربانية سفن وصيادين للناس، وهو الذي زينكم بكل فهم وكل موهبة وكل معرفة روحية كوعده الصادق.

* طوباكم لأنكم تمثلتم بالمسيح ولم تقدر أي قوات حاضرة أو مستقبلة ولا أي علو أن يفصلكم عن محبته. ففرشتم ثيابكم تحت أقدامه، وأنفقتم تسيرون على خطواته وتتبعونه من ورائه وكما هو السماوي هكذا أنتم سمائيون وأظهرتم بحياتكم الحياة الجديدة. فكسبتم النفوس الكثيفة والغليظة وتسلمتم مفاتيح ملكوت السموات وما تربطونه يكون مربوطًا وما تحلونه يكون محلولًا في السماء، وصارت الكنيسة المؤسسة على المسيح صخر الدهور بكم تحل وتربط وبكم تظهر قدرته لبنى البشر.

* طوباكم لأنكم سعيتم في المسيح واستطعتم كل شيء فيه، صارت قيودكم ظاهرة ووعظكم وفرحكم وافتخاركم وتعزيتكم به وفيه، فلم تخافوا من الذين يقتلون الجسد، سالكين كالحملان مستعدين لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب رجائكم غير خائفين البتة حاسبين أنكم لستم مستأهلين لهذه الخدمة الرسولية، ناظرين إلى الأمور التي لا ترى وإلى ثقل المجد الأبدي.


طوباكم لان حياتكم امتزجت بالأعشاب المرة وقد أخزيتم حكماء وأقوياء وأبطلتم الموجود من أجل أنكم أغنياء في الأيمان. أنكرتم ذواتكم وجعلتم حب المسيح عوض كل شيء حتى عوض أسماءكم وهويتكم فصار هو لكم كنز الكنوز، عشتم معوزين متضايقين متألمين تائهين وصار لكُم اسم الله القدوس حلوًا في حناجركم أكثر من العسل. لهذا نلتم الغبطة والطوبى والعوض الدائم الذي هو أعظم بما لا يقاس من كل شيء، وهو ما يقتضى درجتكم الرسولية.

* طوباكم لأن الرب القائم دعاكم أخوته (قولا لإخوتي) (مت 28: 9)، وأظهر لكم نفسه حيًا وأعان ضعف إيمانكم، ثم ارتفع أمام عيونكم إلى أعلى السموات ليسكن روحة القدوس عليكم في يوم الخمسين، فتزرعوا فلاحته وتنطقوا باسمه إلى أقاصي الأرض وتعبر شهادتكم كالأرجوان نحو الحمل عريسكم الإلهي.

* طوباكم لأنكم عوقبتم في عيون الناس، لكن رجاءكم مملوءًا خلودًا وستتقدمون بجرأة عظيمة في وجوه الذين ضايقوكم لتحصدوا بالابتهاج، عائدين بالفرح حاملين أغماركم بعد أن اصطبغت تيجان رسوليتكم بدم الشهادة وتوجتم كرازتكم المقدسة بزينة شارة الدم الثمين.

* طوباكم لأنكم أساس الكنيسة وستجلسون على كراسيكم تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر، وقد صرتم أساسات أورشليم السمائية المدينة التي لها أساسات، وعلى سورها كتبت أسماؤكم، أسماء الاثني عشر أساسًا الفاخرة (أسماء رسل الخروف الاثني عشر) (رؤ 21: 14).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الاستشهاد سر كنسى للقمص أثناسيوس فهمي جورج
دور الكنيسة في الاستعداد للاستشهاد للقمص أثناسيوس فهمي جورج
معمودية الدم للقمص أثناسيوس فهمي جورج
ترانيم للقمص أثناسيوس فهمى جورج
عطر التجسد الخلاصي للقمص أثناسيوس فهمي جورج


الساعة الآن 02:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024