منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 12 - 2016, 06:25 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,795

إيماننا الحي - إعادة فحص

المعنى العام لكلمة ولفظة الإيمان في الكتاب المقدس الجزء الثاني

إيماننا الحي - إعادة فحص

إيماننا الحي - إعادة فحص

مفهوم الإيمان الصحيح وكيف نعيشه
المعنى الأول للإيمان في الكتاب المقدس
+ الثقة - בָטָח - Πιστεύω +



تابع أولاً تمهيد عام + معنى الكلمة في الكتاب المقدس (الجزء الثاني)
+ المعنى العام (لكلمة ولفظة) الإيمان في الكتاب المقدس
تتنوع المفردات العبرية الخاصة بكلمة الإيمان، وهي تعكس صورة الوضع الحقيقي للمؤمن بالله الحي، وللكلمة أصلين غالبين يأتيان بمعنى الأمن والرسوخ والثقة التامة:
+ الكلمة الأولى [אמן אָמֵן] 'âman، وهي توحي بالرسوخ والصلابة والاستقرار إذ تحمل معنى الوقوف بحزم على أساس ثقة راسخة، ومن جهة تحليل الكلمة فهي تحمل عدة معاني كثيرة منها:
** يُفيد أو يُغذي ويُدعم (دعم وتعزيز الأمانة؛ الأصالة أو طبق الأصل؛ أعمدة الباب أي التي تحمل الباب وتدعمه)
** الدفع والشركة (من جهة التحقق والتوثيق، التأكيد والدوام، أي التحقق من ديمومة الشركة واستمرارها، موثق فعال، جدير بالثقة، جاد أو الجدية)
** من المؤكد، صدَّق (عن يقين واضح لذلك يتمسك بـ)
** وهذا المستوى من الإيمان نجده في سفر التكوين: فآمن بالرب فحسبه له براً. (تكوين 15: 6)
+ الكلمة الثانية [בּטח בָּטַח] bâṭach وهي توحي بالضمان وتدفع للجراءة وتؤكد على الحياة بأمان بسبب الثقة الشديدة الراسخة التي تولد الطمأنينة والراحة التامة.
** وهذا المستوى نجده في المزامير التي ترجمت دعوة الرب هكذا: أَنَّكَ أَنْتَ جَذَبْتَنِي مِنَ الْبَطْنِ. جَعَلْتَنِي مُطْمَئِنّاً عَلَى ثَدْيَيْ أُمِّي؛ إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذَلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ؛ الرَّبُّ عِزِّي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي فَانْتَصَرْتُ. وَيَبْتَهِجُ قَلْبِي وَبِأُغْنِيَتِي أَحْمَدُهُ؛ تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. (مزمور 22: 9؛ 27: 3؛ 28: 7؛ متى 11: 28)

أما المفردات اليونانية فهي أكثر تنوع من العبرية، وذلك لأن اليونانية لم تكن في الواقع عملية – من جهة خبرة معرفة الله الحي – لتجعل للإيمان مكاناً قوياً، حيث أنها كانت تختص بالأفكار الفلسفية وحوارات الفلاسفة وترتكز على قدرات الإنسان العقلية، ولا ترتكز على مفهوم الإيمان العملي كما كان عند شعب إسرائيل على مستوى أنهم رأوا الله الحي وسمعوا منه شخصياً بواسطة الأنبياء وأحياناً برؤية بعض الخوارق التي يصعب حدوثها طبيعياً كما هو معروف في تلك الأزمنة، وحينما بدأت الترجمة السبعينية لنقل المعاني العبرية للسان اليوناني، فقد أخذت تُدقق في اختيار الألفاظ لتوضيح المعنى المقصود كما هوَّ، ووضع المصطلحات التي تليق بالمعنى الأساسي كما قصده الله على صفحات العهد القديم حسب خبرة الآباء القديسين الذين عاشوا به، لأن الإيمان عندهم نتيجة خبرة شخصية غير منقولة، والخبرة عندهم لم تكن عن طريق المعلومات اعتماداً على فكر ومنطق وحوار أو نتيجة جدل مُثار بين الناس، بل تستند على لقاء خاص وشخصي مع الله بسماع بشارة خبر عن طريق كلمته ومعرفة دعوته ووعده، ومن هذا اللقاء الواقعي والعملي في حياتهم بدأوا يتمسكوا بوعده ويتكلموا معه في الصلاة وينطقوا ويتكلموا حسب إرسالية الله لهم، وحتى على مستوى العهد الجديد كانت نفس ذات الخبرة موجوده وحاضره، لأن الرسل لو لم يكونوا رأوا وعاينوا ولمسوا وشاهدوا وآمنوا بأنفسهم، ما كانوا تقدموا لعرش الرحمة وتكلموا مع الله بإيمان راسخ لينالوا منه نعمة لأجل العون في حينه، ولا كانوا بالتالي خبروا ببشارة الإنجيل لأجل وعد الحياة الأبدية، لذلك يقول الكتاب المقدس:
آمنت (האמנתי επίστευσα trusted believed) لذلك تكلمت (مع الرب) أو بناء على هذا الإيمان تكلمت I believed, and therefore will I speak (مزمور 116: 10)؛ فنحن نؤمن بالخبر أولاً فنرى مجد الله الحي: قال لها يسوع ألم أقل لكِ أن آمنتِ ترين مجد الله (يوحنا 11: 40)، وبعد ذلك نشهد ونتكلم ونُخبَّر عنه، أي نشهد بالخبر السار ليكون كرازة حية مقدمة وعد الله للجميع:
+ كل من يدعو باسم الرب يخلص. فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به!، وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به!، وكيف يسمعون بلا كارز!، وكيف يكرزون أن لم يُرسلوا!، كما هو مكتوب: ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات. لكن ليس الجميع قد أطاعوا (υπήκουσαν والكلمة في تحليل معناها السمع بانتباه to listen attentively – داخلي – المترجم لطاعة = آمنوا، بمعنى التفاعل مع سماع خبر البشارة فامتزج بالإيمان فولِّد طاعة) الإنجيل لأن أشعياء يقول: يا رب من صدق (وثق وآمن بـ) خبرنا (أو من سمع بآذان قلبه منتبهاً فتفاعل مع الخبر بالإيمان فوثق في الخبر وأطاع أي مثل من سمع قرع على الباب فقام وفتح واستقبل الشخص الواقف على الباب)؛ إذاً الإيمان πίστις بالخبر ἀκοή [خبر بالصوت يُسمع بالأُذن - hearing (the act, the sense or the thing heard)]، والخبر بكلمة الله. (رومية 10: 13 – 17)
وفي تلك الحالة فأن الإيمان يتحول لعمل محبة واضح ويظهر في ترك كل شيء من القلب، وحسبان كل الأشياء خسارة ونفاية من أجل معرفة مسيح القيامة والحياة، أي طرح الكنز الفاني الذي تعلَّق به القلب، ويتعلَّق القلب ويمسك بالرب وحده (الكنز الغالي الحقيقي) فتتبعه النفس: لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً (متى 6: 21)، ثم بعد ذلك أو من خلال هذا تأتي الشهادة الحقيقية له بسلوك المحبة الواضح في حفظ الوصية، ومن ثمَّ يأتي الخبر – من واقع خبرة حقيقية – ليتم دعوة الكل لنفس ذات الشركة عينها بالإيمان الحي العامل بالمحبة: لأنه في المسيح يسوع لا (ولا هنا للجزم) الختان ينفع شيئاً ولا الغُرلة (لا هذا ولا ذاك ينفع إطلاقاً)، بل (القيمة في) الإيمان πίστις العامل (أي الفعال – نافذ المفعول) (action, operate) بالمحبة. (غلاطية 5: 6)
+ الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فأن الحياة أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونُخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به (فتسمعوا بالإيمان وتطيعوا الدعوة فتفتحوا قلوبكم فيأتي ويسكن فيكم) لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. (1يوحنا 1: 1 – 3)

*** فلفظة الإيمان الأصلية تأتي في العبرية [bâṭach – בּטַח] ويقابلها هذه الكلمات في اللغة اليونانية:
Θαρ̀ρ́έω – παρ̀ρ́ησὶα – πεὶθω – ύπὸστασις
وفي الترجمة اللاتينية المعروفة بالڤولجاتا: Confide – sperare – spes
أما الأصل [אמן – אָמֵן] 'âman فيقابله في اللغة اليونانية: πιστός – πστεύω
وعلى الأخص هذه الكلمة التي سنشرحها بدقة فيما بعد: άλήθεια = آليثيا
وفي الڤولجاتا: Veritas – fides – credere
أما كلمة الإيمان نفسها ككلمة مباشرة: Faith تأتي في العبرية
אמוּן (ay-moon) – אמוּנה (em-oo-nah)
وهي تعني: حق – حقيقة – جدير بالثقة – محل ثقة
أمن وأمان – بالصدق أو بالحق – يعتمد على – أو يتكل على
Trusty - Trustworthiness – truth
Firmness – security – truly – rely
وتُترجم لليونانية: Ἐλπίς – ελπω = Confidence
وتعني: ثقة، إيمان، سرّ، مسألة شخصية
Πίστις = The truthfulness of God
Reliance upon Christ for salvation
Constancy in such profession
Belief – Believe – Fidelity

بمعنى:
صدق الله، أو وضع ثقته المطلقة وصدق الله؛ الاتكال أو الاعتماد على المسيح (وحده فقط) للخلاص، كما لها معانٍ متعددة منها: ثبات – وفاء – إخلاص – ولاء – استقرار – يؤمن – يصدق – ثقة تامة – وفاء بالوعد أو العهد.
وتأتي عموماً في اللغة العربية مُترجمة من أصولها اللغوية بمعنى: التصديق التام؛ والأَمْنُ (ضد الخوف)؛ وتأتي بمعنى ائتمنه على شيء، أو على وديعة خاصة؛ وتأتي بمعنى حفظ الود والقيام بالعهود على أتم وجه.
*** وطبعاً كل هذه الكلمات والمعاني والألفاظ لها آيات مختصة بها سنتعرض لها بالتفصيل الشديد (مع التوسع في المعنى وتوضيح نطق الكلمات) حينما نشرح كل لفظ على حده من معاني الإيمان الأساسية في الكتاب المقدس.
عموماً نستطيع أن نقول بتركيز أن كلمة الإيمان في أصلها العبري تعني:
الثقة والرجاء معاً، وهما الصفتان اللتان أخذ بهما القديس بولس الرسول قائلاً: الإيمان (πίστις) هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى (عبرانيين 11: 1)، وفي العهد الجديد عموماً، تُأخذ كلمة الإيمان بمعنى: التصديق بيقين والاعتقاد والثقة.
ونجد أن الألفاظ اليونانية المتعلقة بالإيمان، تتعلق بالدرجة الأولى بمجال معرفة الله، وهي تعتبر المعاني الغالبة بوضوح، ودراسة المفردات اللغوية بالنسبة للإيمان بشكلٍ عام، توحي من أول الأمر بأن للإيمان – حسب الكتاب المقدس – له قطبين:
(1) الثقة التي تتجه نحو شخص "أمين" أمانة مطلقة، وتُلزم الإنسان بالأمانة تجاهه بكل طاقاته، أي يتجه نحوه من أعماق قلبه، بكل نفسه وفكره ومشاعره وقدرته، أي بكل كيانه وملكات نفسه.
(2) ومن جهة أُخرى، مسعى الذهن المستنير التي تتيح له كلمة أو بعض العلامات والإعلانات، بلوغ حقائق لا يُعاينها من الخارج، أي لا تكون عياناً يراها بعيون جسده من الخارج، أو حتى باستنتاج عقله أو بكثرة معارفه وأبحاثه الدقيقة والصحيحة، بل يراها برؤية عقله المستنير بنور فوقاني إلهي فائق: لأن عندك ينبوع الحياة، بنورك نرى نوراً؛ وأما الإيمان فهو الثقة ... الإيقان بأمور لا تُرى (عياناً). (مزمور 36: 9؛ عبرانيين 11: 1)
وأيضاً قوة الإيمان ترتكز على ركيزتين:
+ الأولى هي: حُرية الفكر والضمير من أي تأثير أو خوف أو استعباد، أي حرية مجد أولاد الله بالنعمة المنسكبة من الله الآب بواسطة الابن في الروح القدس، وهي نعمة تحريــر النفس: فأن حرركم ἐλευθερόω (يفك قيد – يعفي من العبودية أو يحرر من الالتزام الخاص بالعبودية) الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً (حر طليق Freeborn). (يوحنا 8: 36)
+ والثانية هي: اليقظة الروحية والانتباه الخاص تجاه خِداع الذات التي تتدخل لمصلحتها فتفسد الانحياز إلى الحق، وهذا ما يُسمى روح الإفراز والتمييز فيما هو من الإيمان وما هو من الذات، لأن لو لم يفصل الإنسان بدقة بما هو من الإيمان الحي (الذي هو عطية الله) والحياة الروحية المستقيمة في النعمة ونور إشراقها على القلب، فمن الطبيعي أن يتوه ويضل عن الحق، وحتى لو وجد الحق وعرفه يقيناً في عقله، فأنه يحيد عنه وينحاز للباطل لمصلحة ذاته ومصلحة الأشخاص، حتى أنه على استعداد تام ان يُغير معاني ويحور ألفاظ الإنجيل وقوانين الآباء والكنيسة لكي يرائي الناس أو يفتخر بذاته، أو يحصل على مناصب وكراسي أو لكي يتملق الآخرين، أو يدعم كبرياء ذاته ويخطف رعية المسيح لحساب ذاته الخاص ويقودها نحو أفكاره واعتقاداته، ومن هنا تفسد الضمائر وتزوغ عن الحق، حتى في النهاية تُقنن الباطل وتُفسد الحق ولا تشهد له، بل تقاومه بشدة وعنف إلى اتهامه بأنه هو الهرطقة والضلال عينه، حتى يصدق الناس الكذب ويحدث عندهم حَوَّل في أعين قلوبهم وتظلم أذهانهم حتى أنهم يشتركوا في الباطل ويدافعوا عنه ضد الحق المُعلن من الله، فتكون الخطية أعظم وتظهر خاطئة جداً (رومية 7: 13)، ويضل الناس عن الإيمان الحي ليحيوا في إيمان ميت بلا معنى أو فعل يرفعهم للمجد الإلهي الحي.
* عموماً أصل الكلمة في العبرية – في العهد القديم – يميل إلى العامل الأدبي الأخلاقي دون العقلي كهبة تُمنح من الله للإنسان، وذلك للثبوت في المواقف مع الله، لأن في طبيعة الحال يستحيل على الإنسان أن يقف ثابتاً أمام المتناقضات التي يراها في حياته الشخصية، أو يستطيع أن يثق في الله ثقة حقيقية (بيقين وامان تام) حينما يجد الضيقات أو الأمور المعاكسة، فلا بُدَّ من عطية إيمان خاص تأتي من الله للإنسان.
* أما في اليونانية – في العهد الجديد – فتميل الكلمة بالأكثر إلى عامل المعرفة للتقرب إلى الله عن طريق الحق المُعلن في شخص المسيح يسوع الذي هو: الطريق والحق والحياة، ولذلك قال الرب يسوع: وهذه هي الحيــاة الأبديــة أن يعرفوك (γινώσκω ghin-oce'-ko) (معرفة إدراك داخلي واعي بفهم منفتح على الأسرار المعلنة) أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح (الحق) الذي أرسلته؛ لأن الناموس بموسى أُعطي أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا؛ لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا (γνώναι - γινώσκω) أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا لِأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ. (يوحنا 17: 3؛ 1: 17؛ متى 13: 11)
لذلك نجد أن كلمة يؤمن في العهد الجديد وبالأخص في إنجيل يوحنا تُفيد التصديق، تصديق الحق، لأن الحق هنا مُشخص، وهو شخص صادق مطلق في الصدق لأنه هو بذاته الحق نفسه لذلك حينما يقول: يا امرأة "صدقيني"، فهو ينطقها بكونه هو الحق ذاته فهو يتكلم بيقن الحق المُطلق: قال لها يسوع يا امرأة صدقيني أنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب (يوحنا 4: 21)؛ ولكن الصفة الغالبة للإيمان في العهد الجديد هي الثقة الشخصية القائمة على تصديق شخص الحق ذاته: أنتم تؤمنون بالله (الآب، أبي الخاص من جهة الطبيعة، وإيمانكم به يجعلكم أهلاً لتصدقوني وتؤمني بي على قدر المساواة معهُ) فآمنوا بي (اربطوا ثقتكم ورجاءكم في شخصي أنا) (يوحنا 14: 1)، فالإيمان باللغة الآرامية يعني الثبوت Firmness، لأن قاعدة الثبوت الجوهرية في الأدب العبري هو صلابة الثبوت الراسخ في الحق الذي يؤدي للاستقرار، أي في شخص الله الحي، فالذي يؤمن بالله إيمان حي حقيقي صادق وأصيل، هو الذي يثبت في الله أو يشترك في ثبوته كما في الصخر المستقرّ، لأن الله معروف في الفكر العبري وحسب اختبار الآباء (ابراهيم – اسحق – يعقوب.... الخ) هو صخر الدهور (أشعياء 26: 4)، أي هو الثابت على مر الدهور كلها، لذلك قال الرب يسوع: اثبتـــوا (μένω menō) فيَّ وأنـــا فيكم (وهي تأتي بمعنى يسكن ويعيش – الاستقرار في البيت – أقامه دائمة – الاستمرار في التواجد)، كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته أن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضاً أن لم تثبتـــوا فيَّ؛ كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا، اثبتـــوا في محبتي (you should abide). (يوحنا 15: 4، 9)
ونجد ان الرسول نفسه استلهم من واقع خبرة الحياة مع الله، نفس ذات المعنى الذي وضحه الرب، لذلك نجده يقول:
+ اسهروا، اثبتوا في الإيمان، كونوا رجالاً، تقووا. (1كورنثوس 16: 13)
+ فاثبتــــوا إذاً في الحريــــة التي قد حررنــــا المسيح بها، ولا ترتبكـــوا أيضاً بنيـــــر عبوديـــة. (غلاطية 5: 1)
+ فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق ولابسين درع البرّ. (أفسس 6: 14)
+ إذاً يا إخوتي الأحبـاء والمشتاق إليهم، يا سروري وإكليلي اثبتـــوا هكذا في الرب أيها الأحباء (فيلبي 4: 1)
+ فاثبتـــوا إذاً أيهـــا الإخـــوة وتمسكـــوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء كان بالكلام أم برسالتنا (2تسالونيكي 2: 15)
+ والآن أيهـــا الأولاد اثبتــــوا فيـــه حتى إذا أُظهر يكـــون لنا ثقـــة ولا نخجل منه في مجيئـــه (1يوحنا 2: 28)
+++ عموماً المعاني الرئيسية لكلمة الإيمان والتي سنشرحها بالتدقيق واستفاضة هي كالآتي:
*** الثقـــــة – الأمانـــــة – آميـــــن – الحـــــق ***
ويلزمنا أن نؤكد، قبلما نخوض في الموضوع ونشرح ونتعمق في هذه الألفاظ على الآتي:
+ أن الإيمان ليس هوَّ شعوراً أو إحساساً أو عاطفة انفعالية تعتمد على العواطف والأحاسيس.
+ وليس هوَّ دعوة مبهمة عمياء نحو أشياء غامضة كأنه قفزة في الظلام أو المجهول.
+ وليس هوَّ إرغام النفس للشعور بوجود الله والأشياء غير المنظورة بالقوة وقناعة الفكر غصباً.
+ وليس هوَّ احتيالاً على العقل للاقتناع بالخلاص والتبرير والفداء والدخول للحياة الأبدية وشركة القديسين في النور بدون تذوق وخبرة وحياة واقعيه فعلية.
+ وليس هوَّ انفعالاً داخلياً مصطنعاً لإراحة النفس من جهة ما هوَّ غير مُدرك بالحواس.
+ وكذلك ليس هوَّ حائط صد أو مجرد صدمه للشكوك التي تحوم حول المواضيع التي لا يقبلها العقل المادي بسهولة.
+ وليس الإيمان شيئاً شخصياً يحتفظ به الإنسان لنفسه، ويتعذر أن يتشارك الجميع في تفاصيله الدقيقة.
+ وهوَّ أيضاً ليس رأيٍ خاص يتناقش فيه الناس (رأيي ورأيك وفكري وفكرك) ليُثبت كل واحد من هو على صواب أو من يملك الحق وعنده الحقيقة كاملة ويعرف الإيمان الحقيقي وحده
+ وليس هوَّ إقناعاً عقلياً وليد التحليل والقياس والمقارنة، كما انه ليس ثمرة البراهين العلمية.
++ فالإيمان هوَّ (في حقيقته) هوَّ تصديق العقل للحقائق الإيمانية في قبول وطاعة ورضا كامل عن طريق الاستنارة.
++ الإيمان بالله هوَّ قبول معرفته على أساس الحقائق التي أعلنها هوَّ عن ذاته وبنفس كلماته واصطلاحاته.
++ الإيمان هوَّ عملية طاعة – في الأساس – طاعة الله الحي، طاعة ظاهرة في تنفيذ وصاياه، والبُعد عن حياة الشرّ والفساد، والجهاد بالنعمة ضد الخطية وكل ما يبعدني عن الله لأحيا حياة التقوى، والشهادة لعمل الله بأعمال صالحة مقدسة نابعة من الإيمان والطاعة لأنه: لا إيمان بدون طاعة ولا طاعة بدون إيمان، لأن لو حدث انه لا توجد طاعة فطبيعياً لا يوجد إيمان حي حقيقي صادق.
++ ومعرفتنا بالله ستظل ناقصة إلى أن نعرفه كما هوَّ في ذاته (طبعاً بمجيئه الثاني)
++ إذن فالإيمان الحي هوَّ إدراك الله في ذاته وفينا بالروح القدس، والإيمان والثقة في مواعيده هوَّ الإيمان به.
رد مع اقتباس
قديم 24 - 12 - 2016, 07:03 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Rena Jesus Female
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية Rena Jesus

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1424
تـاريخ التسجيـل : Sep 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 73,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rena Jesus غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إيماننا الحي - إعادة فحص

ميرسى ربنا يبارك تعب محبتك
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 12 - 2016, 10:22 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,795

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: إيماننا الحي - إعادة فحص


شكرا على المرور

  رد مع اقتباس
قديم 26 - 12 - 2016, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,251

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إيماننا الحي - إعادة فحص

ميرسي على الموضوع الجميل مارى
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 01 - 2017, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
MenA M.G Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية MenA M.G

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123114
تـاريخ التسجيـل : Aug 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 109,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

MenA M.G غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إيماننا الحي - إعادة فحص

دائماً مُشاركاتَكْ رائْعة
موضوعك مُمَيز
ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2017, 02:34 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,795

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: إيماننا الحي - إعادة فحص


شكرا على المرور

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول، تابع (3) الثقة والصلاة
إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول، (3) الثقة والصلاة
إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول، تابع معنى المخافة،
إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول،ثقة الإيمان الحي ما بين التقوى والخوف الجزء الحادي عشر
إيماننا الحي - إعادة فحص، تابع الثقة والإيمان بالله الجزء السابع


الساعة الآن 04:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024