كان القديس جرمانوس يسمي والدة الإله: نسمة حياة المسيحيين: مبرهناً ذلك بقوله (في خطبته على والدة الإله): أنه كما أن الجسد لا يمكنه أن يحميى من غير التنفس فهكذا النفس لا يمكنها أن تحميى من دون أن تلتجئ الى مريم، التي بوساطتها نحن بالحقيقة نكتسب النعمة الإلهية حياة النفس وننحفظ بها. فقد أتفق يوماً ما أن الطوباوي ألانوس قد حصل في تجربةٍ لفعل الخطيئة، ومن كونه تغاضى عن أن يلتجئ الى والدة الإله مستغيثاً بمعونتها، فكاد عما قليلٍ أن يتكردس متهوراً في هوة الأثم، الا أن هذه السيدة قد ظهرت له، ولكي تجعله في المستقبل أكثر حرصاً، قد لطمته على خده قائلةً له: أنك لو كنت أستدعيتني لمعونتك حالاً، لما كنت حصلت في هذا الخطر المبين.*