رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يتغاضي الكتاب المقدس عن ادانة ممارسة العبودية؟ الجواب: من الغالب ما ننظر الي موضوع العبودية وكأنها شيء تاريخي. ولكن الحقيقة المؤلمة أنه يوجد اليوم في عالمنا هذا أكثر من 12.3 مليون شخصاً واقعين تحت وطء العبودية ويتضمن ذلك من هم مستعبدون للعمل بلا مقابل، والذين يرغمون للعمل في الحلقات الجنسية، والعبيد الموروثون، بل هناك العديد من الأنواع من العبودية اليوم. وكمؤمنون تابعون للسيد المسيح علينا تزعم عبء تحرير هؤلاء الذين لا حول لهم في مثل هذه الأمور. فلماذا لا يتناول الكتاب المقدس هذه القضية بتعمق أكثر؟ فقد نري أن الكتاب المقدس غير واضح في تناول بعض القضايا الأجتماعية. ولكن بالرغم من أن الكتاب المقدس لا يتناول هذد القضية بتوسع، فأننا نري أنه يتناول العلاقة بين السادة والعبيد في (تثنية 12:15-15، أفسس 9:6 وكولوسي 1:4). وقد يترجم هذا البعض بالقول أن الكتاب المقدس يتغاضي عن ادانة هذه الممارسة. ولكن الحقيقة أن العبودية في العصور الأولي أتخذت شكلاً مختلفاً عما هو يمارس في العصور الحديثة في مختلف أنحاء العالم. فلم يكن هناك عبودية لجنس معين أو جنسية أو لون البشرة. ونري أن في كثير من الأحيان ان العبودية كانت تعبيراً عن المستوي الأجتماعي. فقد كان الناس يقومون ببيع أنفسهم ان كانوا غير قادرين علي دفع دين ما أو غير قادرين علي التوفير لعائلاتهم. وفي العهد الجديد نري أن بعض العبيد كانوا أطباء، محامون، أو حتي دبلوماسيون. فنجد أن هناك من أختاروا ذلك الأسلوب من الحياة كطريقة لتوفير احتياجاتهم المادية. ولكن في العصور الحديثة، نري أن من أمثال أسباب العبودية هو لون البشرة، ونري أن كثيراً من أصحاب البشرة السوداء وقعوا تحت وطء العبودية بسبب لون بشرتهم اذ أنهم كانوا يعتبرون "أقل قيمة" من الأنسان الأبيض. وبالطبع ذلك يتعارض تماماً مع تعاليم الكتاب المقدس. ونري أنه عندما كانوا اليهود تحت وطء العبودية في بلاد مصر، كان ذلك بسبب جنسيتهم (خروج 13:14) وليس بأختيار منهم. ولكن الله قام بتحريرهم وأرسال لعنات عديدة علي مصر (خروج 7-11). فنري في هذه الحالة بوضوح أن العبودية ليست شيئاً مرض لله. ونقطة هامة جداً هنا، هي أن الله يرغب في خلاصنا كبشر بغض النظر عن حالتنا الأجتماعية. فكل واحد من البشر مهم جداً في نظر الله. وكثيراً ما يتناول الكتاب المقدس هذه القضايا بتغيير قلوب الناس بدلاً من محاولة تغيير القوانيين الأجتماعية. فأن أختبر شخص ما حب ونعمة ورحمة الله المقدمة في الخلاص – فأن الله سيغير قلبه ونفسه بما في ذلك طريقة تفكيره ومعاملته للآخرين. فالشخص الذي أختبر حرية الخلاص المقدمة في المسيح يسوع سيبكت الله ضميره وسيدرك أن الأستعباد شيء خاطيء وليس من الله. فالشخص الذي أختبر النعمة، سيمنح هذه النعمة للآخرين. وهذه هي طريقة الكتاب المقدس لأنهاء ممارسة العبودية. |
|