رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ اللهِ فَلَنْ تَقْدِرُوا أَنْ تَنْقُضُوه
الاثنين الثالث من زمن العنصرة فَقَامَ في الـمَجْلِسِ فَرِّيسِيٌّ اسْمُهُ جَمْلِيئِيل، عَالِمٌ بِالتَّوْرَاة، مُحْتَرَمٌ لَدَى الشَّعْبِ كُلِّهِ، وأَمَرَ بِإِخْرَاجِ أُولـئِكَ الرِّجَالِ وَقْتًا قَلِيلاً، ثُمَّ قَالَ لَهُم: “أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّون، إِحْذَرُوا لأَنفُسِكُم مِمَّا أَنْتُم مُزْمِعُونَ أَنْ تَفعَلُوهُ بِهـؤُلاءِ الرِّجَال! لأَنَّهُ قَبْلَ هـذِهِ الأَيَّامِ قَامَ ثُودَاسُ وادَّعَى أَنَّهُ شَخْصٌ عَظِيم، فانْحازَ إِلَيْهِ نَحْوُ أَرْبَعِمِئَةِ رَجُل؛ وقُتِل، فَتَفَرَّقَ جَميِعُ الَّذِينَ انْقَادُوا لَهُ، ولَمْ يَبْقَ لَهُم أَثَر! وبَعْدَ ثُودَاس، قَامَ يَهُوذَا الـجَلِيليُّ في أَيَّامِ الاِكْتِتَاب، وجَرَّ شَعْبًا وَرَاءَهُ؛ وهـذَا أَيْضًا هَلِكَ، وجَمِيعُ الَّذِينَ انْقَادُوا لَهُ تَشَتَّتُوا. والآنَ أَقُولُ لَكُم: إِبْتَعِدُوا عَنْ هـؤُلاءِ الرِّجَالِ وَاتْرُكُوهُم. فَإِنْ كَانَ هـذَا الرَّأْيُ أَو هـذَا العَمَلُ مِنَ النَّاس، فَسَوفَ يُنْقَض. أَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ اللهِ فَلَنْ تَقْدِرُوا أَنْ تَنْقُضُوه، لِئَلاَّ تَجِدُوا أَنفُسَكُم في حَرْبٍ مَعَ الله!”. فَاقْتَنَعُوا بِرَأْيِهِ. واسْتَدْعَوا الرُّسُل، فَجَلَدُوهُم، وأَمَرُوهُم أَلاَّ يَتَكَلَّمُوا بِاسْمِ يَسُوع، ثُمَّ أَطْلَقُوهُم. أَمَّا هُم فَذَهَبُوا مِنْ أَمَامِ أَعْضَاءِ الـمَجْلِسِ فَرِحِين، لأَنَّهُم وُجِدُوا أَهْلاً لأَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِ يَسُوع. وكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ في الـهَيْكَلِ وفي البُيُوت، لا يَنْفَكُّونَ يُعَلِّمُونَ ويُبَشِّرُونَ بِالـمَسِيحِ يَسُوع. قراءات النّهار: أعمال الرسل ٥: ٣٤-٤٢ / يوحنا ١٦: ٥-١١ التأمّل: لقد واجهت الكنيسة، منذ نشأتها، صعوباتٍ كبيرة واضطهادات كثيرة ولكنّ التاريخ برهن صدق ما قاله جَمْلِيئِيل وهو: “إِبْتَعِدُوا عَنْ هـؤُلاءِ الرِّجَالِ وَاتْرُكُوهُم. فَإِنْ كَانَ هـذَا الرَّأْيُ أَو هـذَا العَمَلُ مِنَ النَّاس، فَسَوفَ يُنْقَض. أَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ اللهِ فَلَنْ تَقْدِرُوا أَنْ تَنْقُضُوه، لِئَلاَّ تَجِدُوا أَنفُسَكُم في حَرْبٍ مَعَ الله!”. لقد استمرّت الكنيسة في الشهادة لقيامة الربّ وسط كلّ العواصف والتشكيك وحتّى من أبنائها أحياناً لأنّ مصدر رسالتها مشيئة الربّ ومصداقيّتها تكمن في مطابقتها لإرادته ولتعاليمه طبعاً وهو ما علينا جميعاً، كمسيحيّين، أن نقوم به دوماً! |
|