ذكر المسيح ستة أعمال فعلها الأبرار وأظهروا بها رحمتهم واستعدادهم ببذل أموالهم وأوقاتهم وقواهم وراحتهم في سبيل إخوة المسيح لأجل المسيح، ولم يذكر دفن الموتى. فهذا هو واجب طبيعي وبديهي على كل إنسان وفي جميع الشُّعوب والدَّيَّانات والحَضارات. ونظرًا إلى أهميَّة هذا الواجب الإيمانيّ أصبح عملاً من أعمال الرَّحمة، إذ يكمن في الإيمان في كرامة الشَّخص حتى لو كان ميتًا. ولا عجب إذا أدخلت الكنيسة في قانون الإيمان نفسه ذكر دفن السيد المسيح وجعلته جزءًا لا تجزأ من نواة الكرازة الرسولية الأساسية: "سَلَّمتُ إِلَيكم قبلَ كُلِّ شيَءٍ ما تَسَلَّمتُه أَنا أَيضًا، وهو أَنَّ المسيحَ ماتَ مِن أَجْلِ خَطايانا كما وَرَدَ في الكُتُب، وأَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب" (2 قورنتس 15: 3-4).