لم يكتفِ يسوع أن يقول ما يجب عمله، إنما أعطى المثال في عمله. وهكذا أعطانا مثالًا عن الفقر، فلم يكن له حجر يسند إليه رأسه، كما صرّح لتلاميذه "إِنَّ لِلثَّعالِبِ، أَوجِرة، ولِطُيورِ السَّماءِ أَوكارًا، وأَمَّا ابنُ الإِنسان فَلَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه" (متى 8: 20). وأعطانا يسوع مثالا عن الأمانة نحو الرِّسالة، فأدّى به إلى الوقوف في مواجهة اليهود ورؤسائهم، ويطرد مثلاً الباعة من الـهَيكَل، وجلبت هذه الغيرة عليه الموت "الغَيْرَةُ على بَيتِكَ ستَأكُلُني " (يوحنا 2: 17)، كما أعطى يسوع المثال عن المَحَبَّة الأخوية، فغسل هو نفسه أرجل تلاميذه "فإِذا كُنتُ أَنا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قد غَسَلتُ أَقدامَكم، فيَجِبُ علَيكُم أَنتُم أَيضًا أَن يَغسِلَ بَعضُكم أَقدامَ بَعْض. فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضًا ما صَنَعتُ إِلَيكم" (يوحنا 13: 14-15).