رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفاعل مستحق أجرته عاش داود النبي على هذا الأمل, ما هو هذا الأمل؟ إنه في حصاد الصوف أو في جز الغنم سوف يأخذ أجرته. والكتاب المقدس يقول "الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ..." (لو10: 7)، ويقول أيضًا: "لاَ تَكُمَّ ثَوْرًا دَارِسًا، وَالْفَاعِلُ مُسْتَحِقٌّ أجْرَتَهُ" (1تي5: 18). لا تكم ثورًا دارسًا بمعنى عندما تستخدم ثورًا وتشغله في دراسة القمح لا تغلق فمه, هذه هي وصية الكتاب المقدس, لأنه أثناء دراسة القمح إذا اشتهى أن يأكل قليلاً مما يدرسه لا تمنعه من هذا، لا تكم الثور وهو يدرس. وطبعا هذه الوصية قيلت أساسًا من أجل البشر وليس من أجل الثيران حتى أن بولس الرسول نفسه قال: "فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ مُوسَى: لاَ تَكُمَّ ثَوْرًا دَارِسًا. أَلَعَلَّ اللهَ تُهِمُّهُ الثِّيرَانُ؟ أَمْ يَقُولُ مُطْلَقًا مِنْ أَجْلِنَا؟ إِنَّهُ مِنْ أَجْلِنَا مَكْتُوبٌ. لأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْحَرَّاثِ أَنْ يَحْرُثَ عَلَى رَجَاءٍ وَلِلدَّارِسِ عَلَى الرَّجَاءِ أَنْ يَكُونَ شَرِيكًا فِي رَجَائِهِ" (1كو9: 9، 10). كان من الواجب على الإنسان الذي يتحلى بالوفاء والعرفان بالجميل أن يقول له: يا داود أنت غير محتاج أن تحرس غنم ولا تتعب نفسك, فنحن ننعم بالحرية والكرامة بفضل موقفك المجيد, لا ننسى لك كل هذا الجهاد. فإن كان بدون تعب ولا شغل فنحن من واجبنا أن نقلع أعيننا ونعطيك أو كما يقول الكتاب: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الأَشْيَاءِ الْمُقَدَّسَةِ مِنَ الْهَيْكَلِ يَأْكُلُونَ؟ الَّذِينَ يُلاَزِمُونَ الْمَذْبَحَ يُشَارِكُونَ الْمَذْبَحَ. هَكَذَا أَيْضًا أَمَرَ الرَّبُّ: أَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالإِنْجِيلِ مِنَ الإِنْجِيلِ يَعِيشُونَ" (1كو9: 13، 14)، فكم بالحرى من يحارب أو يدافع عن كرامة الأمة كلها، أليس من حقه أن يعيش؟ لكن مع هذا داود النبي عمل مثل بولس الرسول عندما قال "فِضَّةَ أَوْ ذَهَبَ أَوْ لِبَاسَ أَحَدٍ لَمْ أَشْتَهِ. أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ الْيَدَانِ" (أع20: 33، 34)، وقال أيضا "فَمَا هُوَ أَجْرِي؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِي فِي الإِنْجِيلِ" (1كو9: 18)،لكن لم يتخذ بولس في هذا الموقف القاعدة العامة لكنه أخذ وضعًا خاصًا معيّنًا, يحيد فيه عن باقي الكارزين وباقي الخدام, وهو أنه لا يأكل من الكرازة بالإنجيل ولكن يأكل من تعب يديه.. وهكذا كان داود. والآن نستطيع أن نعيش الأحداث بوضوح. كما حدثت تمامًا، هكذا نقرأ في الكتاب: "فَسَمِعَ دَاوُدُ فِي الْبَرِّيَّةِ أَنَّ نَابَالَ يَجُزُّ غَنَمَهُ. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ عَشَرَةَ غِلْمَانٍ وَقَالَ دَاوُدُ لِلْغِلْمَانِ: اصْعَدُوا إِلَى الْكَرْمَلِ وَادْخُلُوا إِلَى نَابَالَ وَاسْأَلُوا بِاسْمِي عَنْ سَلاَمَتِهِ. وَقُولُوا هَكَذَا: حَيِيتَ وَأَنْتَ سَالِمٌ وَبَيْتُكَ سَالِمٌ وَكُلُّ مَالِكَ سَالِمٌ. وَالآنَ قَدْ سَمِعْتُ أَنَّ عِنْدَكَ جَزَّازِينَ. حِينَ كَانَ رُعَاتُكَ مَعَنَا لَمْ نُؤْذِهِمْ وَلَمْ يُفْقَدْ لَهُمْ شَيْءٌ كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا فِي الْكَرْمَلِ. اِسْأَلْ غِلْمَانَكَ فَيُخْبِرُوكَ. فَلْيَجِدِ الْغِلْمَانُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ لأَنَّنَا قَدْ جِئْنَا فِي يَوْمٍ طَيِّبٍ. فَأَعْطِ مَا وَجَدَتْهُ يَدُكَ لِعَبِيدِكَ وَلاِبْنِكَ دَاوُدَ" (1صم25: 4-8). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فلو أنني لا أستحق أن تسمع لي أكون أيضًا غير مستحق |
يعقوب يطلب أجرته |
من هو الفاعل؟ |
يصدمنا الفاعل |
كَلُوب الفاعل |