رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالاتضاع يتقبل المؤمن نعمة الله واهبة الاستنارة: "لأنك أنت تنير سراجي، إلهي يضيء ظلمتي" [28]. يفيض قلب المرتل بالشكر والثقة معترفًا أن الله يضيء سراجه، بمعنى أن الله يهبه الحياة الحقة، إذ لا انفصال بين الاستنارة والحياة، فعندما تعرض داود في أواخر أيامه للقتل أشار عليه رجاله ألا يعود يخرج إلى الحرب حتى لا ينطفئ سراج إسرائيل (2 صم 22: 17). أدرك المرتل أنه ليس إلا سراجًا لا يستطيع أن يضيء بذاته إنما يحتاج إلى زيت النعمة الإلهية، يحتاج إلى السيد المسيح "نور العالم" أن يعلن ذاته فيه نورًا يبدد كل ظلمة قاتلة، منعمًا عليه بحيوية جديدة. وكأنه مع كل ظلمة آلام يصرخ إلى مخلصه لتفسح له الآلام الطريق لبهجة متجددة وتذوُّق جديد لحياة الاتحاد مع الله تحثه على ممارسة أعمال صالحة أكثر . * "لأنك أنت تنير سراجي". ضياؤنا لا يصدر عن أنفسنا، بل أنت يا رب الذي تنير سراجي. "إلهي يضيء ظلمتي". إننا في ظلمة الخطية؛ ولكن آه يا رب، أنت تضيء ظلمتي. القديس أغسطينوس * مصباحًا واحدًا أنظر، وبنوره أستضيء، والآن أنا في ذهول، أبتهج روحيًا، إذ في داخلي ينبوع الحياة، ذاك الذي هو غاية العالم غير المحسوس. * إحمل نير ربك بقلبك، وعجب عظمته في عقلك دائمًا، فتسكب فيك نور ربك الوهج الذي يضيء قلبك. القديس يوحنا سابا "الشيخ الروحاني" * أيها النور الحقيقي، الذي تمتع به طوبيا عند تعليمه ابنه، مع أنه كان أعمى! أيها النور، الذي جعل اسحق - فاقد البصر - يعلن لابنه عن مستقبله! أيها النور غير المنظور، يا من ترى أعماق القلب البشري! أنت هو النور، الذي أنا عقل يعقوب، فكشف لأولاده عن الأمور المختلفة...! أنت هو الكلمة القائل: "ليكن نور"، فكان نور. قل هذه العبارة الآن أيضًا، حتى تستنير عيناي بالنور الحقيقي، وأميّزه عن غيره من النور... نعم، خارج ضياءك، تهرب الحقيقة مني، ويقترب الخطأ إليّ. يملأني الزهو، وتهرب الحقيقة مني! القديس أغسطينوس إذ يضيء الرب النفس - أرض المعركة الروحية - لا يقوى عدو الخير بكونه مصدر الظلمة الداخلية أن يقف أمامه |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | الوصية واهبة القوة |
مزمور 119 |الوصية واهبة الحياة |
هذه هي نعمة الاستنارة (المعمودية) |
مزمور 34- الله واهب الاستنارة |
بالاتضاع نغلب الشيطان ونحفظ من السقوط |