|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حامل الصليـــــب... القمص بيشوى كامل نفس بلا صليب ... كعروس بلا عريس ( أبونا بيشوى كامل ) + يقول أحد المرشدين الروحيين (( ان الله دائما يعمل بالعلامات )) والعلامة فى قصة ابونا بيشوى اعطاها الله لنا بطريقة مذهلة .. فقد كانت الكنيسة فى الاسكندرية قد اشترت قطعة أرض بجوار محطة الترام فى منطقة سبورتنج لإقامة كنيسة عليها باسم امير الشهداء وذلك سنة 1957 ولكن المبنى المرغوب فيه ظل لمدة سنوات مجرد سقيفة .... ثم وصل قداسة البابا كيرلس السادس إلى الكرسي المرقسي واعتاد ان يذهب إلى الاسكندرية من وقت لآخر وذات مرة كان جالسا يتحدث إلى كاهن ذو حساسية روحية عميقة وهو القمص مينا اسكندر عن هذة الكنيسة المزمع بنائها فقال البابا بشفافيته التى عرف بها ( لن نستطيع بناء الكنيسة الا بعد رسامة كاهن خاص بها ) وما كاد ينتهى من قوله هذا حتى دخل الخادم سامى كامل مستصحبا فصله لمدارس التربية الكنسية لينالوا بركة قداسة البابا ... وبمجرد دخوله قال ابونا مينا على الفور ( هذا هو الشاب الذى يصلح لأن يرعى شعب كنيسة مارجرجس ) وبعد حوار قصير وضع قداسة البابا الجليل الصليب على رأس سامى كامل وهو يقول ( انها علامة معطاة من الله أن تصبح كاهنا ... وسأرسمك الأحد المقبل ) !! فأخذ الشاب نفسا طويلا واستجمع شجاعته وقال ( ولكننى لست متزوجا ) فقال البابا كيرلس ( إن الروح القدس الذى الهمنى إلى اتخاذ هذا القرار هو يختار لك العروس التى تصلح لك فى خدمتك ) .... + وهكذا حدث ان الروح القدس أرشد سامى كامل إلى ان يطلب يد أنجيل باسيلى – وهى شقيقة لبعض من ابنائه الخدام فى التربية الكنسية .. وتمت الشعائر المقدسة للإكليل المبارك مساء الثلاثاء 24 نوفمبر كما تمت شعائر الرسامة صباح الاربعاء 2 ديسمبر .... وقد ثبت بالاختبار ان أنجيل هى ( المعين النظير ) الأمثل للكاهن بيشوى كما تنبأ قداسة البابا كيرلس ..... * نشأته وخدمته الاولى : ولد فى يوم 6 ديسمبر سنة 1931 فى بلدة دمنهور من ابوين تقيين من المنوفيـة وقد أسمياه (ٍ سامى ) وقد تناغم الاسم تماما مع اسم والده ( كامل ) ثم حينما اراد الرب ان يختاره للكهنوت نال اسم ( بيشوى ) ومعناه سامى وكل من عرف وتعامل مع ابونا بيشوى ادرك إلى مدى تطابقت شخصيته مع اسمه حيث كانت مزيجا من السمو والكمال ... * وتدرج سامى فى الدراسة حتى نال بكالوريوس العلوم بتفوق فى سنة 1951 ... وحين كان عمره 17 عاما بدأ الخدمة فى التربية الكنسية بكنيسة العذراء بمحرم بك ... وقد عينته الحكومة مدرسا للعلوم فى مدرسة الرمل الثانوية فى عام 1952 ورغم عمله وخدمته استكمل دراساته العليا حتى حصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة الاسكندرية سنة 1954 ولم يكتفى بذلك بل انه دخل الكلية الاكليريكية وتخرج منها سنة 1956 بتفوق ... وفى السنة نفسها انُتخب امينا عاما لجماعة خدام الكنيسة .... * ثم حدثت زيارة البابا كيرلس للأسكندرية يوم الاربعاء 18 نوفمبر 1959 وفؤجى سامى ان البابا سيرسمه كاهنا بعد اربعة ايام فقط ..... وحينما ذهب إلى بيت زميليه فى الخدمة فايز وجورج باسيلى ليطلب من والدهما يد أختهما انجيل فرحا به فرحا عظيما ووصفاه لوالدهما بأنه ذو نقاء ملائكى .. واقيمت شعائر رسامته المباركة يوم الاحد 2 ديسمبر بدلا من يوم الاحد 29 نوفمبر لأن المذبح الذى كان سيرسم عليه لم يكن قد تم تجهيزه بعد .... ثم ذهب إلى دير السيدة العذراء ( السريان ) لقضاء فترة الأربعين يوما التى تلى رسامة الأباء الكهنة .... وغنى عن القول والتعريف ان نقول أن ابانا بيشوى وزوجته قد تعاهدا على البقاء بتوليين + وحين نال الكرامة الكهنوتية تقبلها برقة واتضاع ... فكان تعريفه للكاهن أنه شهيد يمنح حياته لخدمة شعبه .. يعرق ويتعب ، يجاهد ويتألم ، ويسير مع كل واحد الميل الثانى برضا وطاعة ... وبهذة المزايا وجد كل من تعامل معه أنه تلميذ مخلص وفى للمسيح ، وأنه راعٍ يأخذ من الله ليعطى الناس ... وحين اراد عدو الخير استثارة بعض ذوى النفوس الضعيفة ضد ما يقوم به ابونا بيشوى كانت العناية الإلهية تقف بجواره بطريقة مذهلة واذكر هنا مثلين من امثلة لا تحصى لتلك العين الحافظة التى قيل عنها ( عينى عليك من اول السنة إلى أخرها ) تثنية 11 : 21 .... والموضوع له باقية ... المراجع : كتاب القمص بيشوى كامل رجل الله / القمص لوقا سيداروس كتاب قصة القمص بيشوى كامل ( اشعاع مغناطيسى ) / د. ايريس حبيب المصرى كتاب وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها / القمص أنطونيوس الأنطونى سلسلة مطبوعات صوت الراعى / اصدار كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس باسبورتنج |
13 - 09 - 2012, 07:16 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ابونا بيشوى كامل
- اثناء صلاة العشية فى احد الايام دخل رجل يحمل شمعة كبيرة الحجم إلى الكنيسة وبينما كان ابانا يبخر وسط الشعب تقدم إليه هذا الرجل وأخبره بأنه يريد ان يوقد ابينا الشمعة له .. فقال له القديس ان يضعها مع الشموع الموضوعة قرب الباب وحينما ينتهى من الصلاة سيوقدها له .. فوضعها الرجل وخرج بسرعة من الكنيسة ..... وبعد قليل دخل شرطى الى الكنيسة وسأل عن الشمعة الكبيرة التى جاء بها احد الاشخاص منذ قليل فأشار إليها ابونا فى بساطة فقال الشرطى انها غمد على هيئة شمعة محشوا بالمتفجرات ... اما كيف عرفوا ذلك فهو الدليل على رعاية الأب السماوى لأبناءه .. لأنه حينما خرج الرجل الذى احضر الشمعة من الكنيسة دهمته على الفور سيارة مسرعة فسقط على الأرض فاقدا للوعى حمل إلى اقرب مستشفى ... وفى هذيانه اثناء غيبوبته اعترف بالأذى الذى كان ينتويه لأبونا بيشوى ......
2 - والمثل الثانى نقف امامه بكل انبهار لنعرف إلى مدى وصلت محبة الفادى لخادمه القديس ..... كان احد الاشخاص غير المسيحيين قد أمن بالرب على يدى ابينا القمص بيشوى كامل وقد ملأت النعمة قلبه لدرجة أنه رغب فى الرهبنة فأخذه ابانا إلى احد اديرة برية شيهيت ... وبعد عدة اسابيع وهو يسير بسيارته فى منطقة بعيدة عن الطريق العام .. إذا بشيخ رث الثياب يستوقفه ويطلب منه ان يوصله إلى مكان معين فأركبه ابونا السيارة بابتسامته وبساطته المعهودة وقبل ان يصل إلى النقطة المطلوبة قال الشيخ ( أنزلنى هنا فالمكان قريب وانا أخرجتك عن طريقك ) ولكن ابونا صمم على الاستمرار فى السير وفتح الشيخ السيارة لينزل وهى سائرة فأوقفها ابونا بسرعة ومد يده ليمسك بيد الشيخ فإذ بها مثقوبة بالمسمار !!!!!!!!!! وإذا بهذا الشيخ يختفى على الفور .... وفى اليوم التالى جاءه شقيقا الرجل الذى أمن وترهبن وأخبراه بأنهما تربصا له فى الطريق ليقتلاه ولكنهما لم يستطيعا لأنهما وجدا شخصا بجواره يسطع بالنور ومنظره كله هيبة .... !!!!!!!! المراجع : كتاب القمص بيشوى كامل رجل الله / القمص لوقا سيداروس كتاب قصة القمص بيشوى كامل ( اشعاع مغناطيسى ) / د. ايريس حبيب المصرى كتاب وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها / القمص أنطونيوس الأنطونى سلسلة مطبوعات صوت الراعى / اصدار كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس باسبورتنج |
||||
13 - 09 - 2012, 07:16 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ابونا بيشوى كامل
** على ان الانسان كثيرا ما يمتلئ قلبه رهبة امام بعض الاحداث التى يعجز تماما عن ادراكها ... ومن هذة الاحداث ما جرى لأبينا بيشوي ... فهذا الرجل العائش بكل جوارحه لخدمة الكنيسة وشعبها ... هذا الرجل العائش حياة ملائكية على الأرض .. وفى تبتل نسكى ومحبة عارمة ... أصيب بالسرطان ... وأعجب العجب انه استمر فى خدمته وفى جهاده بلا هوادة إلى أن اعجزه الالم عن الاستمرار .. وهنا نقف مرة أخرى لنردد تلك الأية التى عبر بها رسول الأمم عما يجيش بالنفس البشرية فى مثل هذة الظروف فى مناجاتها مع خالقها لتقول (ما أبعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء ) .... لأننا كثيرا فى مثل هذة الحالات نرفع أعيننا نحو السماء ونقول (( ليه يا رب ؟ )) .... ولكن لن نستطيع ابدا ان نفهم مقاصد الأب السماوى فى معاملته معنا ويتردد صوته له المجد قائلا ( هذا المرض ليس للموت ... بل لأجل مجد الله ) يوحنا 11 : 4 ....
وفى هذة التجربة الصعبة جدا ظهر مجد الله جليا من خلال صفيه وقديسه أبونا بيشوى الذى احتمل صليب مرضه بكل شكر بل اسماه اسما لم تألفه آذاننا من قبل على مثل هذة الامراض .... لأنه كما انتصر الهه على الموت ونقلنا إلى الفردوس انتصر ابونا بيشوى كامل على مرضه وأسماه ((((((( مرض الفــــردوس ))))))) *عندما ظهرت اعراض المرض على ابينا بيشوى نصحه طبيبه المعالج بالذهاب إلى لندن .... فسافر إلى هناك تصحبه زوجته تاسونى انجيل وابونا لوقا سيداروس شريكه فى الخدمة بكنيسة مارجرجس ... وجدير بالذكر أنه سافر للعلاج على نفقة الدولة تكريما من الحكومة له ... ثم وضع تحت الفحص والأشعة والتحاليل ... وخلال هذة الايام كان يزوره المرضى العرب بالمستشفى .... وكانت فى الحجرة المجاورة لحجرته سيدة عراقية سمعت عنه وطلبت من تاسونى انجيل ان تأتى لها بكوب ماء صلى عليه ابونا ... وقد استجابت تاسونى لطلبها .... والله العجيب فى قديسيه شاء ان تشفى تلك السيدة من مرضها فى اليوم ذاته الذى شربت فيه الماء المبارك بصلوات ابونا بيشوى .... + ثم اجريت عملية لازالة الورم فى 14 يناير من عام 1977 ولما تعافى بعد العملية عاود الأطباء فحوصهم وتحاليلهم واشعاتهم فوجدوا ورما فى احدى مصارينه فقرروا وجوب اجراء عملية اخرى وفى الليلة السابقة لأجراء العملية سأل ابونا الجراح ( هل انت متأكد من وجود هذا المرض ) فضحك الطبيب وقال ( ان كل صور الاشعة تثبته وفوق ذلك انا اخصائى ولى سنين طويلة فى هذا المجال ) وصمت رجل الله ..... وفى الصباح التالى حينما جاءوا ليأخذوه إلى غرفة العمليات أصر على تبقى صورة السيدة العذراء تحت مخدته .... وعند تخديره قبل اجراء العملية اصيبوا بذهول إذ لم يجدوا أى ورم على الاطلاق .... ولكنهم لعدم تصديقهم قرروا اجراء العملية وحينما فتحوا بطنه رأوا بعيونهم ولمسوا بايديهم عدم وجود اى ورم .... فمجدوا الله وايقنوا بحدوث اعجوبة .... وهكذا كان ابونا بيشوى ، حتى فى مرضه ، متسلقا للقمم يتسلق من قمة إلى قمة ويسير صاعدا نحو آفاق بعيدة جاذبا نحوه الآخرين .... فهو ... حين كان فى إغماءة التخدير ، كان يترنم بالقداس الإلهى حتى انه قد صلاه كاملا من اوله لأخره بنفس النغمة والتوازن عينه الذى كان يصلى بهما وهو فى كامل وعيه امام المذبح ... فمجد المحيطون به الأب السماوى الذى ملأ كيان خادمه حتى أعمق أعماقه * وبعد عدة ايام من الميعاد الذى كان مقررا لأجراء العملية لأبونا بيشــــوى أعلن كل اطباء المستشفى الذى يعالج فيه أن اعجوبـــــــــــة قد حدثت وتحققت فيه لأن جسده قد أصبح خاليا تماما من المرض الخبيث فعاد إلى شعبه الفرح المتهلل ..... * وفى خبث عنيد عاوده المرض بعد سنتين من المهادنة .. وتحت ضغوط احباءه عاد إلى لندن ولكن يا للفجيعة فقد أكتشف الاطباء هذه المرة ان المرض قد غزا الكلى وعالجوه بأحدث الادوية ونصحوه بأن يعود إلى وطنه لأن هذا العلاج يمكن استعماله فى اى مكان وهكذا عاد ابونا إلى شعبه الذى كان هذه المرة محزون كسير القلب .... * ومن المعروف للجميع أن الالام التى يسببها السرطان عنيفة مبرحة ولكن ابونا بيشوى عاش الصليب من البداية ..... عاش صليب الالام كما عاش صليب الفرح ... بل وأكد الناحيتين بلا هوادة ... الألم الذى ينظر إليه الناس بكثافة متغايرة تبعا لمقدار قربهم من فاديهم المصلوب .. والفرح بالصليب لكونه الوسيلة الوحيدة لخلاصنا وفدائنا ... فرأى الناس فيه صورة لبولس الرسول الذى قدم كشف آلامه كوثيقة دامغة على رسوليته .. فقد حول الالم إلى عشرة مع الله والمرض إلى كرازة .... المراجع : كتاب القمص بيشوى كامل رجل الله / القمص لوقا سيداروس كتاب قصة القمص بيشوى كامل ( اشعاع مغناطيسى ) / د. ايريس حبيب المصرى كتاب وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها / القمص أنطونيوس الأنطونى سلسلة مطبوعات صوت الراعى / اصدار كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس باسبورتنج |
||||
13 - 09 - 2012, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ابونا بيشوى كامل
*+* وفى عيد الصليب الموافق ليوم 19 مارس 1979 كان يحيط به عدد من أحباءه فالتفت إليهم وسألهم ( اى عيد نعيده اليوم ؟ ) وقبل أن يجيب أحدهم قال هو ( انه عيد الصليـــــب ) فقال له احد الأطباء : ارجوك يا أبانا لا تجهد نفسك بالكلام .... أجابه رجل الله : لماذا نخاف ؟ إن عيد الصليب هو عيد القوة ... عيد الحرية ... وانا متلهف على التحدث كتيرا عن الصليب ... إن رسالتنا هى أن نظهر قوة الصليب أمام كل إنسان .... وهكذا أخذ يتحدث عن سلطان الصليب الذى كان لعنة فى القديم فحوله الرب إلى بركة لجميع الناس ... واصغوا إليه فى انبهار واعجاب فقد رأوا فيه حقيقة القول الإلهى ( الجسد ضعيـف أما الـروح فنشيــط ) متى 26 : 41 ... لأنه من خلال الصليب كان جسد أبينا بيشوى يضعف يوما بعد يوم بينما روحه كان يتجدد كالنسر شبابها .... *+* وفى اليوم الثالث لعيد الصليب الموافق لـ 12 برمهات الموافق ليوم 21 مارس .. وهو اليوم الذى تعيد فيه الكنيسة بتذكار رئيس الملائكة ميخائيل كما تعيد فيه باعلان بتولية البابا ديمتريوس الكرام ... وهو ايضا اليوم الذى تعيد فيه الدولة عيد الأسرة .... فى ذلك اليوم الملئ بهذة الذكريات التى تنطبق مع واقع حياة ابونا بيشوى ... ( فهو كان ملاكا ... بتولا ... أبا للجميع ) ... وبينما الوقت يقترب من بزوغ الفجر نظر ابونا إلى سقف غرفته وسأل ( ايه الفتحة اللى فوق دى ؟ ) فسأله ابن اخيه ( فين يا ابونا ؟ ) فأجاب القديس إنها السماء ..... وهكذا انفتحت السماء ورن صوت الفادى الحبيب فى أذنى عبده ( نعما ايها العبد الصالح والأميـــن ... أدخل إلى فرح سيدك ) .... ليكلل القديس جهاده الصالح ويسلم صليبه الذى حمله وتحمله بشكر بين يدي فاديه الذي قبله منه فرحا + ووضع الجسد الطاهر امام هيكل كنيسته التى بناها ورواها بدموعه وعرقه ودماؤه ... كان مرتديا ثيابه الكهنوتية البيضاء وممسكا بيده صليبا خشبيا ... وبعبارة أدق كان مرتديا ثياب السمائيين الغالبين كما وصفهم يوحنا الرائى ... واستمرت جموع الشعب تمر من امام نعشه المفتوح لنوال بركته ووداعه طيلة يوم الأربعاء وحتى الساعة الثالثة من ظهر الخميس إلى أن دخل قداسة البابا شنودة الثالث ( أطال الرب حياته ) ليرأس صلاة التجنيز ومعه عدد من الأباء الاساقفة وجميع كهنة الاسكندرية وعدد وفير من كهنة كافة المدن المصرية .. كذلك جاء رؤساء الطوائف المختلفة ... ومندوب عن رئيس الجمهورية ومندوب عن رئيس الوزراء . أما الناس فقد ملأوا الكنيسة والقاعة التى تحتها ومداخل الكنيسة وما حولها والشوارع المحيطة بها لمسافة ليست بقليلة .. بل لقد وقف عدد منهم على حدود شريط الترام وملأوا النوافذ والشرفات القريبة .... وبعد صلاة التجنيز حُمل جسده الطاهر ووضع فى مقصورة خاصة تحت المذبح الشمالى لكنيسة مارجرجس بسبورتنج .. وقد أصبحت هذة المقصورة مزارا يزوره المئات من الناس باستمرار .... ** اثناء جنازة ابونا بيشوى دار هذا الحوار بين اثنين من الضباط المكلفين بالحراسة ساعة الجنازة وكان هذين الضابطين غير مسيحيين .... قال اولهما : كنت متوقعا أن أجد عددا يفوق هذا العدد بكثير ، واظن ان المسيحيين لم يوفوا هذا الرجل حقه من التكريم ... فسأله الثانى فى دهشة واضحة : إلى هذا الحد ؟ إنى لم احضر فى حياتى جنازة مليئة بهذا الاخلاص والعرفان !! ولم أر ابدا قلوبا كسيرة ولا دموعا سخينة مثلما رأيت اليوم ... الم يكن الرجل مجرد كاهن ؟ ... قال الأول : لو انك كنت على صلة بالرجل لأتفقت معى .. لأنى اقول لك انك لو طلبت إليه ان ينحنى ويحل سيور حذائك لقبل ذلك من غير تذمر .. بل سيفعله بفرح وسرور .. تصور انه بذل نفسه إلى هذا الحد لكل انسان ... ولهذا السبب اقول انهم لم يعطوه حقه من التكريم ........ * واثناء الصلاة وقف رجل أخر غير مسيحى ايضا صاحب محل صغير بالقرب من الكنيسة يبكى بكاءً مراً فسأله احد الواقفين بجواره لماذا يبكى إلى هذا الحد فأجابه : حين كانت ابنتي مخطوبة ولم يكن عندي ما اصرفه على جهازها تولى ابونا بيشوى تجهيزها بكل ما تحتاج إليه..... + أقواله عن الصليب + هى كثيرة جدا جدا وقد كُتب الكثير منها فى موضوعات كثيرة من قبل ... فلذلك فسأكتفى ببعض منها هنا : + ربى يسوع ... أعنى أن احمل صليبي بقوة و شجاعة و حب للحق و تمثلا بك و بفرح و سعادة للشهادة لك في عالم مخــادع..... + ربى يسوع.. جبيني المملوء بالأفكار هو الذي يستحق إكليل الشوك، فأربط فكري بأشواكك المقدسة، و أعطني فكر المسيح .... + ربى يسوع... هبني فهما و إدراكا لقوة صليبك، و أشعرني عندما أكون في شدة العالم و ضد مبادئ العالم أنى لست مهزوما بل منتصرا بقوة صليبك .... + إلهي.. عرفت جيدا معنى قولك لي أن أحمل صليبي كل يوم كما حملت صليبك أنت.. صليبي هو جهادي ضد الخطية، و صليبك هو خطيتي التي فشلت أنا في مقاومتهــــــــا ....... + + + صلاته تكون معنــــــــــــــــــــــــــا أميــــــــن المراجع : كتاب القمص بيشوى كامل رجل الله / القمص لوقا سيداروس كتاب قصة القمص بيشوى كامل ( اشعاع مغناطيسى ) / د. ايريس حبيب المصرى كتاب وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها / القمص أنطونيوس الأنطونى سلسلة مطبوعات صوت الراعى / اصدار كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس باسبورتنج |
||||
13 - 09 - 2012, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ابونا بيشوى كامل
*** أبونا بيشوى .... *** سنوات مضت , منذ يوم انطلاقك الى فردوس المسيح , يومها خلعت هذا الجسد الضعيف الذى كانت روحك القوية تستتر فيه , ومهما بلغ الجسد من النقاء والقداسة لكنه لم يزل بالنسبة لعالم الروح كثيفا , طالما نحن فى الجسد فنحن متغربون عن الرب , ننظر كما فى مرأه , كما فى لغز كما يقول معلمنا القديس بولس الرسول ... وها أنت قبل انحلال الجسد بدقائق , رأيت السماء كطاقة مفتوحة , وكأن غلالة الجسد وهى تتمزق , سمحت لبصيرتك الثاقبة ان تنظر من خلالها بأكثر وضوح ... لقد عشت ايام غربتك فى الايمان , ناظرا الى مالا يرى , متأكدا بشدة اليقين من رجاء دعوتك ومجد ميراث المسيح ... اما فى ساعة الرحيل فقد تحول الايمان الى العيان والرجاء صار منظورا , ورؤية القلب تحولت الى رؤية العين .. وما كنت تنظره كما فى مرأه , صرت تنظره وجها لوجه بأستعلان .. وصارت كلمتك الاخيرة " خلاص انفتحت طاقة فى السماء " , صارت هى عظة فى اخر قداس , وكأنك ياأبى وبدون مبالغة صرت كارزا حتى اخر نسمة وجاءت شهادتك هذه كختم للشهادة وصدق الايمان , وكمال الجهاد الروحى , كمثل شهادة اسطفانوس رئيس الشمامسة الذى رأى السموات مفتوحة , واضاء وجهه كوجه ملاك ... يومها لم يكن سريرك فراشا للموت بل كان مذبحا للحياة .. انت المحب للصليب , والمتعلق بالمصلوب كان يلذ لك فى سنين خدمتك الكهنوتية ان تصلى القداس , تقدم الذبيحة على المذبح بكل مشاعرك النبيلة .. تتحد بالذبيح وتنسكب على ذبيحة ايمان اولادك ... كانت نفسك بكل خلجاتها تصلى وتقول " اقدم لك ياسيدى مشورة حريتى " كنت تصليها كمن يقدم مشورة حريته وارادته وذبيحة ذاته محبة فى الذى صلب على الصليب من اجله , لذلك وانت تقول هذه العبارة بالذات كنت تقف على اطراف اصابعك, تقولها بكل قوة وبكل خلجات روحك المحبة للمسيح .. وحتى وانت على فراش المرض لم تكف عن تقديم ذبيحة التسبيح فى بذل للذات ... وفى يوم الرحيل .. اجتمعت كل المشاعر المقدسة التى صليت بها جميع القداسات , لتتركز فى هذه اللحظة الرهيبة ... كل الصلوات والامها , والتضرعات ... كل التأملات العالية والعميقة معا ... كل بذل الخدمة وسعيها .. كل فرح الروح والتعزية .. كل أعمال الاتضاع والمسكنة .. كل أعمال الرحمة والحنو .. كل مانعرفه ومالا نعرفه عنك . بكل هذه تقدمت لتخدم اخر قداس وانت بعد فى الجسد ... السرير صار لك مثل مذبح حيث اسلمت نفسك وجسدك بيد الرب .. تقديم الذات لم يعد بعد مشاعر عبادة فحسب بل صار تقديم جسدك ايضا كقربان محبة فى المسيح وللمسيح ... بخور هذا القداس , كان محصلة بخور السنين كلها تنسمه المسيح كرائحة رضى .. احترقت حبات البخور فوق جمر الحب الالهى الى التمام ... شموع هذا القداس , كانت حصيلة النور والفرح والحب الذى اضأت به نفوس اولادك .. اجتمعت الانوار كلها الى شمعة واحدة ... احترقت الشمعة الى اخرها فى تلك اللحظات .. ذابت , اكملت فعل الذوبان الذى كرزت به طيلة الحياة ذابت وانارت , ولم تنطفئ , ولن تنطفئ ... شورية القداس دائما هى العذراء حاملة جمر النار .. رفيقة نفسك الطاهرة , وشفيعتك التى احببتها بالحق .. لما لم تقو يديك على حمل المجمرة ورفع البخور بها .. وقفت المجمرة الحقيقية بجوارك , كما وقفت عند صليب ابنها .. استقام البخور منها شفاعة ومؤازرة كما كنت تصلى دائما " وعند مفارقة نفسى من جسدى احضرى عندى ... " يومها البستك الكنيسة ثياب التقديس , تماما كما فى قداس احتفالى فى اجمل الاعياد , وهذه سوف لا تخلعها ابدا .. فأنت منذ تلك اللحظات , انقطع للزمن ان يكون له سلطان عليك .. واتحدت نفسك بالآبدى , الخروف القائم كأنه مذبوح , لتكهن له وتخدمه الى ابد الآبدين ... فأن كانت غاية المسيحية وسرها عميق هو فى الاتحاد بالمسيح والثبات فيه فى سر الافخارستيا فقد بلغت نفسك فى تلك اللحظة الاخيرة , كمال الايمان وغاية الجهاد وقمة الاتحاد بالمسيح , كما فى اروع قداس الهى يتم على الارض كلها ... ابى الحبيب ... نقدم اليوم باقة من الورود الجميلة فى ذكراك الجميلة ... اتمنى ان تمتد صلواتك لتشمل الكنيسة كلها لتنعم بأزمنة ازدهار الايمان وانتشار الملكوت بشفاعة ام النور القديسة مريم وكل مصاف القديسين وصلوات ابينا الطاهر البابا شنودة الثالث .. امين . |
||||
13 - 09 - 2012, 07:19 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ابونا بيشوى كامل
*** ابونا بيشوى والقداسات *** قداسات الصيام الكبير: بعد أن تمت سيامة الاستاذ سامى كامل كاهنا على كنيسة مارجرجس باسبورتنج باسم القس بيشوى كامل وبعد أن قضى فترة ال 40 يوما فى دير السريان رجع لاستلام كنيسته يوم 10/1/1960 ووقتها قابله البابا كيرلس السادس ونصحه قائلا : "الصيام الكبير قرب .. ابقى اعمل قداس متأخر كل يوم" ولم تكن قداسات الصيام المعروفة لنا الان والتى نتمتع فيها بالصيام الانقطاعى تقام فى مدينة الاسكندرية كما هى الان بل كان قداس متأخر واحد كل يوم اربعاء فى الكنيسة المرقسية. لذلك تعجب ابونا بيشوى فى بادىء الامر من هذه النصيحة وقال فى نفسه : "هو أنا ها اعمل قداسات بعد الظهر واللا ها افتقد الشعب اللى محتاج خدمة؟" ولكن لأجل طاعة البطريرك قرر أن ينفذ هذا الامر. وقرب بداية الصيام حدثت مشكلة كبيرة بين زوجين تدخل فيها ابونا بيشوى لمدة اسبوع وفشلت كل محاولات الصلح واصبح انفصالهما وشيكا فكتب ابونا بيشوى اسميهما فى ورقة ووضعها على المذبح فى أول قداس صيام متأخر. وبعد انتهاء القداس ذهب لهذه الاسرة فوجد انهما تصالحا وذابت كل الخلافات بينهما ففرح ابونا بيشوى وقال فى نفسه : "طيب لما الموضوع سهل كده يبقى أنا على اصلى قداسات كثيرة وربنا عليه يحل لى المشاكل ويفتقد بدلا منى" وفيما بعد اصبحت هذه القداسات فى كل كنائس الاسكندرية. |
||||
13 - 09 - 2012, 07:20 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ابونا بيشوى كامل
*** اقوال ابونا بيشوى عن الصليب ***
الصليب هو حياتى فلا حياة إلا من خلال الصليب . + سيظل يسوع فاتحاً ذراع+ ليس الصليب مكاناً للعدل الإلهى فقط ولكن مكاناً للحب حتى الموت . + ليس الصليب مكاناً ساكناً علق عليه يسوع فى أحد الأيام . بل هو قاعدة حركة قلب الرب نحو البشرية كلها. + كان الصليب فى مظهره الخارجى تعبيراً عن ظلم العالم ، أما من الداخل فالصليب كله سرور وحب وتسليم للآب لأجل خلاص العالم . + الصليب هو مكان تطابق النفس مع الله " مع المسيح صلبت ". + الصليب هو المنارة التى أوقد عليها المسيح نور العالم ،الذى من قبله صرنا نوراً للعالم . + إن الذى يسير مع يسوع حتى الصليب يستحق أن يأخذ العذراء أماً له . + الهرب من الصليب يعادل الهروب من المجد الإلهى . + الصليب مدرسة .. فالهروب منها ضياع للمستقبل . + الصليب هو الطريق الوحيد إلى القيامة .. فالهروب منها هو الدخول للموت الأبدى . + من فقد صليبه فقد مسيحيته . + من فقد صليبه افتقد طريقه لله . + من فقد صليبه صارت حياته باردة فاترة لا تعامل بينه وبين الله . + إن التأمل المتواصل فى صليب ربنا يكسب النفس حرية وسلاماً وقوة وغفراناً . + الصليب فى طبيعته أقوى درجات الحب وأعمقها . + بقدر ما يزداد تأملنا فى الصليب بقدر ما تتعمق شركتنا ومعرفتنا للرب يسوع . + إن كنت تطلب الحرية من الخطية فتدرب على التأمل المستمر فى المسيح المربوط لأجلك . +الصليب هو طريق الحرية من قيود العالم وشهوة الجسد. + الصليب لا يجب أن ننظر إليه نظره عابرة ، بل أن نتملى ونشبع منه . + إن تدرب الانسان على تذوق الحلاوة فى كلمة الله والصليب سيجعل النفس تتأفف من كل لذة جسدية . + نفس بلا صليب كعروس بلا عريس . + إن سقوط يسوع تحت نير الصليب= قيامى وحريتى من عبودية الخطية . + الصليب هو وسيلة التحرر من الذات وصلبها . + ليس الصليب مجرد لون من التأمل الروحى الجميل ، ولكنه أيضاً احتمالاً للألم من أجل الوقوف ضد العالم . + بدون ألم ليس هناك إكليل . + إن كل نفس شاركتك يا يسوع آلام صليبك .. أبهجت قلبها بقوة قيامتك . + الذى لم يذق طعم المسامير لن يصل إلى يسوع المسيح على الصليب . + أثر المسامير شهادة أبدية على محبة الرب لنا وعلامة أبدية لنزول الدم والغفران. + الذى عرف طريق جنبك الالهى المطعون ووضع فمه على الجرح وشرب لا يعطش إلى الأبد . + إن مكان الحربة هو المكان الذى تضع فيه النفوس العطشانة أفواهها لتشرب من الحمل المذبوح وترتوى من ماء الحياة . + الصليب هو سلاحنا أثناء الحرب الروحية . + إن كل جهاد ضد الخطية من أجل الحفاظ على حريتى هو حمل الصليب . + إن كل رضى وتسليم بمرض أو ألم بشكر وفرح ورضى هو حمل الصليب . + إن كل تذمر فى حياتى يعنى رفضى للصليب وبعدى عن خلاص نفسى . + كل فضيلة نصل فى الجهاد فيها حتى الموت تصبح لنا بمثابة استشهاد . + التسليم لارادة الله يعنـى احتمـال الألم والمرض بدون تذمر متأكداً أن المرض ليس له سلطان علىّ أكثر من تسمير رجلى ويدى .. ولكن روحى ستظل قوية وحية بالمسيح . + إن خدمة الطيب ( الصليب ) هى عمل النفوس التى فطمت عواطفها ومشاعرها عن حب العالم وشهواته وربطتها بحب الله . + العين المصلوبة عين مختونة محفوظة لله .. حيث تتدرب فى المخدع على القداسة والطهارة وتخزين الصور الشهية للصليب فى قاع العين ليستخدمها الفكر ويتمتع بها إلى أن ينام بسلام فى بحر من هذه المناظر الشهية . + عين المسيح هى عين النفس التى تحررت بالصليب من الفكر الطائش .. هى عين بسيطة ثمرة لقوة الصليب فى حياتها هى .. العين المثبتة دائماً فى كل ما هو لله.. ترى الله فى كل شئ وفى كل خليقته .. ترى الله فى قلب المرأة الخاطئة ، فى قلب العشار .. فى قلب اللص . سيكون الله محور حركتها لأنها عين مكرسة مختومة بمسحة الميرون المقدس . + الصليب سلاح النفس الطاهرة . + الذين يحملون الصليب يحملون الملك على عرشه . فالصليب هو الطريق لملكية الرب على القلب . وفى ذات الوقت الوسيلة الوحيدة لفصل أولاد الله المملوكين له عن أهل العالم . الصليب علامة ابن الانسان وعلامة أبناء الله . + الصليب هو قوة الله للخلاص .. به نغلب الشيطان والموت والجحيم والعالم والجسد . + الصليب شهادة على ضعف العالم . + ليس الصليب هو المصيبة والتجربة التى تحل بالانسان ، بل هى الاختبار اليومى للشركة مع يسوع المصلوب .. هو سلاح غلبتنا للعالم وترنيمة الانتصار على أهواء الجسد والذات . + الأذرع المفتوحة هى سر الانتصار . فرفع اليد بمثال الصليب قوة جبارة فى انتصارات الخدمة . + الهدف الذى يحرك الكاهن والخادم للخدمة هو حبه للمصلوب . + إن النفوس التى ذاقت الوقوف المتواتر بجوار الصليب ، التى أحست بآلام الرب وأناته من أجل البشرية المتألمة .. هى النفوس التى ستصرخ وتقول هأنذا فارسلنى . انسان بلا شركة صليب كمنارة بلا مصباح يه باستمرار لأنه يريد نفسى التى مات عنها لكى يحتضنها |
||||
13 - 09 - 2012, 07:20 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ابونا بيشوى كامل
*** بعض معجزات لابونا بيشوى ***
1-كان ابونا بيشوى يتعرض للكثير من المضايقات لتعطيل خدمته الناجحة. و كانت له علاقات وطيدة جدا و محبة قوية متبادلة ببعض الاخوة المسلمين و كان يعتبر الجميع اولاده، و لكن قلة من المتعصبين كانت تحاول افساد هذه المحبة و كان اللـه يبطل هذه المحاولات كما ابطل مشورة اخيتوفل. فمثلا فى احد اجتماعات هؤلاء الحاقدين احلوا دم ابونا (اى جعل قتله حلال) و كان الاجتماع بمكان قريب من منزل احدى الاخوات المسلمات و كانت تعرف ابونا فلما سمعت ذلك دخلت و ضربت الذى كان يتكلم و هاجمته و بعد ذلك ذهبت للشرطة لتخبرهم بذلك! و فى مرة اخرى ذهبت مجموعة منهم الى مسكن ابونا و دقوا جرس احدى الجارات و سألوا عن مكان شقة ابونا و لم تنتبه الجارة الى انهم يريدون بأبونا شرا فقالت لهم "هو دلوقتى نازل" و بالفعل كان ابونا نازلا فقالت لهم "هو ده ابونا اللى انتم عايزينه" و كررت الكلام فوجدتهم متسمرين فى مكانهم بلا حركة او كلمة أما ابونا فعبر من وسطهم و مضى! و مرة اخرى كان ابونا راجعا الى منزله بسيارته الصغيرة (الفولكس) فوجد نفسه محاصرا بثلاث عربات مرسيدس كبيرة تحاول سد الطريق عليه لكى يقف و كان ذلك فى شارع منزله الضيق و لكن بطريقة لا يعرف ابونا نفسه كيف تمت ، مر ابونا من وسطهم بسرعة بسيارته و جاز بعيدا عنهم. و كثير من التهديدات بالخطابات أو بالتليفون كان يتلقاها ابونا لكى لا ينزل من منزله و لكنه كان يردد بشجاعة كلمة "نحميا" عندما هددوه لكى لا يكمل بناء السور قائلا " ارجل مثلى يهرب؟". و كان ابونا يفرح بالاضطهاد و يعتبره اكليل من السماء و على قدر حبه للألم كان الرب ينقذه من يد اعدائه لدرجة أن اسمه فى سجل المخابرات كان "رجل من العالم الآخر" لأنهم كانوا يندهشون من كل المحاولات التى كانت تدبر لقتله و كان يمر منها دون اى اذى كأن حوله هالة عجيبة من السحر "على حد قولهم" و رغم جهود رجال المباحث فى الدفاع عنه و لكن هذه المحاولات تعتبر ضئيلة جدا بجانب عناية اللـه به و دفاعه عنه. 2-اشتكى ابونا بيشوى و لفترة طويلة من ألم فى عضلات الرقبة من الخلف مع صعوبة فى حركة الرقبة. و احتار الاطباء و اجمعوا على انها شكوى عارضة. و فى يوم بعد أن خرج الاطباء من بيت ابونا مؤكدين انه لا خوف من هذه الاعراض ابتسم ابونا بيشوى لتاسونى انجيل و قال لها "أنا عارف انا عندى ايه" فردت عليه زوجته "ايه يا ابونا؟" قال "أنا عندى سرطان" فصرخت زوجته "لأ يا ابونا ما تقولش كده" فأجاب "طيب ها تشوفى" و عمل ابونا بيشوى تحاليل و فحوصات كثيرة ابتداء من شهر اغسطس 197الف تسعمائة6 ستة و سبعون و حتى شهر يناير و بعد اجتماع الاطباء انفسهم قرروا انه سرطان بين الفقرات العنقية. و لم تكن مفاجأة لأبونا بيشوى الذى كان يتمنى هذا المرض و كان يسميه "مرض الفردوس" و قد كانت الالام صعبة جدا فكان احيانا ينام نصف جالس و احيانا اخرى لا يستطيع الحركة أو النزول. 3-اثناء مرض ابونا بيشوى جاء أحد الاشخاص و طلب منه أن يذهب لأحد اقرباءه و كان مريضا بمرض خطير فى مستشفى خارج الاسكندرية و يصلى له فقال له ابونا أنا مستعد و لكن لا استطيع أن اقود السيارة مسافة طويلة فعرض هذا الشخص على ابونا أن يوصله هو بسيارته الخاصة. و فعلا سافر ابونا و دخل حجرة المريض و اغمض عينيه رافعا رأسه للسماء و صلى صلاة من اجل شفائه و بعدما انتهى من الصلاة عاد الى الاسكندرية. و بعد ذلك بحوالى اسبوع جاء الى ابونا احد الاشخاص غير المسيحيين يشكره على شفائه من مرض السرطان بالمخ بسبب بركة صلواته لكن ابونا لم يتذكره و لم يعرفه لأنه لم يراه من قبل. فذكره الشخص بأنه كان فى المستشفى البعيد فى نفس الحجرة التى صلى ابونا فيها و حكى له انه اثناء الصلاة تسلل ووضع رأسه تحت يدى ابونا لأنه احس بقوة خفية فى شخص ابونا و عندما انتهت الصلاة رجع هذا الشخص الى سريره بسرعة. و بعد أن تمت عليه بعض الفحوصات فى المستشفى فوجىء الاطباء انه سليم تماما و لا يوجد فى رأسه اى اثر للسرطان. |
||||
13 - 09 - 2012, 07:20 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ابونا بيشوى كامل
*** ابونا بيشوى كامل والاطفال ***
أبونا / بيشوي كامل والأطفال - دخل أبونا / بيشوي ذات يوم إلى النادي الخاص بالكنيسة فوجد ولد من أولاد التربية الكنسية حزين ، فسأله أبونا " مالك يا حبيبي ؟ جرى أيه ؟؟ " فاجابه الطفل " فلان شتمني " ، فأخذه أبونا / بيشوي في حضنه وهو يقول له " يا بختك !! زي المسيح بالضبط ". ____________ - في أحد الأيام زار أبونا / بيشوي أحدى العائلات وتحدث مع أحد أطفالها - والذي أصبح فيما بعد كاهنا - فدار بينهم الحديث التالي : أبونا : هل أنت شقي ؟ الطفل : لا أنا لا أعمل شقاوة أبونا : هل تعاكس أخواتك ؟ الطفل : لا أبونا : الا تضربهم ؟ الطفل : لا أبونا : أنت شاطر خالص ، لأني وأنا طفل لما كنت في سنك كنت شقي وأعاكس أخوتي وأضايقهم وأضربهم. الطفل : وأنا كمان بأضربهم ______________ - يروي خادم أنه كان يجلس ذات يوم بجوار أبونا / بيشوي في سيارته ، وفي إحدى الشوارع الجانبية كان يهدي من سرعة السيارة جدا فلمحه طفل صغير - غير مسيحي - لم يتجاوز العاشرة من عمره فنظر إلى أبونا / بيشوي وقال له " كل دي ذقن يا قسيس !! " فابتسم أبونا / بيشوي وأجاب الطفل " يا شيخ !!! أمال لو شفت ذقن أبونا / متى هتقول أيه !! " _______________ - في أحدى المرات جاء طفل في ابتدائي إلى أبونا / بيشوي وهو حزين ومتأثر جدا يشكو له لأن زميله في المدرسة قال له في شهر رمضان وساعة الافطار لا يوجد ناس ماشية في الشارع ، فأنتم المسيحيين ليس لكم وجود في البلد ، فهدأ أبونا / بيشوي من روعه وسأله " وأنت رديت عليه وقلت له أيه ؟ " فأجابه الطفل " لم أقل شيئا ولكن أتضايقت جدا " فقال له أبونا / بيشوي " لو قالك الكلام ده تاني قوله أصل أحنا لينا بيوت مش قاعدين في الشوارع ". بركة صلوات أبونا القمص / بيشوي كامل تكون معنا ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد ... أمين |
||||
13 - 09 - 2012, 07:21 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن ابونا بيشوى كامل
*** نقاط من حياة ومعجزات القديس ابونا بيشوى كامل ***
بعد أن تمت سيامة الاستاذ سامى كامل كاهنا على كنيسة مارجرجس باسبورتنج باسم القس بيشوى كامل و بعد أن قضى فترة ال 40 يوما فى دير السريان رجع لاستلام كنيسته فى اليوم العاشر من يناير عام 1960الف تسعمائة و ستون، وقتها قابله البابا كيرلس السادس و نصحه قائلا "الصيام الكبير قرب .. ابقى اعمل قداس متأخر كل يوم" و لم تكن قداسات الصيام المعروفة لنا الان و التى نتمتع فيها بالصيام الانقطاعى تقام فى مدينة الاسكندرية كما هى الان بل كان قداس متأخر واحد كل يوم اربعاء فى الكنيسة المرقسية. لذلك تعجب ابونا بيشوى فى بادىء الامر من هذه النصيحة و قال فى نفسه "هو أنا ها اعمل قداسات بعد الظهر و اللا ها افتقد الشعب اللى محتاج خدمة؟" و لكن لأجل طاعة البطريرك قرر أن ينفذ هذا الامر. و قرب بداية الصيام حدثت مشكلة كبيرة بين زوجين تدخل فيها ابونا بيشوى لمدة اسبوع و فشلت كل محاولات الصلح و اصبح انفصالهما وشيكا فكتب ابونا بيشوى اسميهما فى ورقة و وضعها على المذبح فى أول قداس صيام متأخر. و بعد انتهاء القداس ذهب لهذه الاسرة فوجد انهما تصالحا و ذابت كل الخلافات بينهما ففرح ابونا بيشوى و قال فى نفسه "طيب لما الموضوع سهل كده يبقى أنا على اصلى قداسات كثيرة و ربنا عليه يحل لى المشاكل و يفتقد بدلا منى" و فيما بعد اصبحت هذه القداسات فى كل كنائس الاسكندرية. اشتهر فى خدمة الجنازات و جند معه عدة شباب فكان حينما يسمع بوفاة شخص ما يجمع الخدام و يذهبون الى منزل المتوفى و يقومون بتكفينه و بالصلاة و كان أبونا يملأ المكان بالصلوات و التسابيح و الوعظات و كان يقول أن هذه فرصة لإصطياد النفوس و ارجاعها الى الحظيرة. كان يحب خدمة مرضى السرطان و اطلق على هذا المرض "مرض الفردوس" نظرا لأن من يصاب به يعلم أنه لم يعد يتبقى له الا القليل من الوقت. و كان ابونا ينتهز هذا الوقت القليل فى زيارات يومية لهؤلاء المرضى للصلاة معهم و وعظهم و تحضيرهم للقاء الرب . و اشتهى ابونا ذلك المرض و طلبه من الرب، و استجاب له الرب. ففى يوم شعر بألم فى رقبته و التف حوله الاطباء و لم يعرفوا فى البداية سبب تلك الالام و فى يوم قال ابونا بيشوى لزوجته (انجيل) "أنا عارف أنا عندى ايه" فقالت له "ايه يا ابونا؟ " فقال لها "السرطان" فصرخت "لا تقول هذا يا ابونا" فقال لها " ها تشوفى". بعدها بيومين اظهرت التحاليل اصابة ابونا بهذا المرض و كان الأطباء حزانى و لم يجدوا الشجاعة الكافية لإخبار ابونا بحقيقة المرض. لكن ابونا قال لهم و هو مبتسم "لماذا لا تريدون أن تقولوا لى؟ أنا اعلم انى مصاب بالسرطان، أنا مبسوط لأنى هكذا سأصل للسماء بسرعة". و كان دائما يقول أن الألام التى يسببها هذا المرض لا تقاس بالآلام التى شعر بها رب المجد على الصليب. و لما كان شعره يتساقط بسبب العلاج الذى كان يأخذه كان يقول "إن شعرة واحدة لا تسقط بدون إذن ابينا الذى فى السموات". اشتهر أيضا بخدمة الخروف الضال فحينما كان يسمع أن شخصا انكر الايمان كان يمرض بالسرير يومين أو ثلاثة و ترتفع درجة حرارته الى أربعون درجة . كان شديد الغيرة على الخرفان الضالة و كان يسعى بكل جهده لإرجاعها. ذات يوم سمع عن فتاة ذهبت ستذهب مع شخص غير مسيحى لتنكر ايمانها لتتزوج ذلك الشخص. فذهب اليها سريعا و وجدها تركب سيارة ذلك الشخص للذهاب لإتمام ذلك الأمر فوقف ابونا فى الشارع يحادث الفناة لإثناءها عما تنوى فأدار الشاب الذى معها السيارة بغرض أن يكف ابونا عن الحديث لكن ابونا لم يكف و أمسك بباب السيارة حيث تجلس الفتاة و هو يكلمها و يترجاها لئلا تترك المسيح، و اسرع الشاب بالسيارة و ابونا بيشوى معلق بها بكلتا يديه و السيارة تجرجره و هو مستمر فى كلامه فتأثرت الفتاة و بكت و طلبت من الشاب أن يوقف السيارة و نزلت مع ابونا بيشوى الذى فرح بها و اخذها لأسرتها و استمر يزورها و يفتقدها الى أن عادت كلية للحظيرة. حتى فى وقت مرضه الشديد حينما لم يكن يقوى على ترك السرير سمع عن فتاة تنوى ترك المسيح لتتزوج شابا غير مسيحيا، فكان يطلبها لتأت منزله كل يوم و كان يجلسها بجوار سريره و يحكى لها بالساعات عن محبة يسوع لنا و كان يصلى معها و نجح فى اقناعها لتترك تلك الفكرة, و بعد نياحته ، حاول معها الشاب لإرجاعها اليه و بدأت تنسى وعدها لأبونا بيشوى و بدأت تخرج معه و بدأت تفكر قى ترك حظيرتها مرة اخرى. و فى يوم و هى نائمة رأت نفسها تمشى بجوار ذلك الشاب و هى تمسك بذراعه فوجدت ابونا بيشوى امامها يقول لها غاضبا "أنا قلت لك لا تحدثى هذا الشاب نهائيا" فإستيقظت بسرعة و هى تقول " يا ابونا بيشوى يا حبيبى لم تتركنى حتى و انت متنيح اوعدك ألا اعود لذلك الطريق مرة اخرى" و ذهبت بسرعة للإعتراف و حكت الحلم لأب اعترافها. و منذ ذلك اليوم كانت تبحث عن الفتيات اللواتى كن يفكرن فى ترك المسيح و تطلب شفاعة ابونا بيشوى و تذهب لهم لإقناعهم بالرجوع و كانت تنجح فى ذلك. فى يوم ذهب شخص غير مسيحى لأبونا بيشوى يطلب منه أن يصير مسيحيا فأخذه ابونا الى الدير و عمده و تركه فى الدير ليصلى ثم عاد الى منزله. و ذات يوم ذهب لزيارته و فى الطريق اشار له شخص عجوز ليركب معه فتوقف ابونا و اركبه و غير مساره ليوصله ثم بعد قليل قال له اشكرك لقد غيرت طريقك لتوصلنى يكفى هذا انزلنى هنا" فأصر ابونا بيشوى على توصيله ففتح هذا الشخص الباب لينزل فخاف ابونا أن يقع فأمسكه من ذراعه و هنا رأى ثقب فى يده و اختفى الشخص فى الحال. و فى اليوم التالى ذهب اخوة الشخص الذى صار مسيحيا لأبونا بيشوى و قالوا له لقد كنا ننتظرك فى الطريق امس لنقتلك لكن رأينا معك شخصا عجوزا فخفنا و لم نفعل شيئا. كان ابونا بيشوى فى طريق ذهابه للكنيسة كان يمر على بائع فاكهة و كان هذا البائع يكره المسيحيين و بالطبع يكره ابونا و كان يبصق عليه فكان ابونا يستمر فى طريقه و لا يقول له شيئا. و كان هذا الامر يتكرر كل يوم و ذات يوم لم يكن البائع موجودا و كان ابنه الشاب واقفا بدلا منه. فسأله ابونا عن والده فقال له انه فى المستشفى يعمل عملية . و فى المساء أخذ ابونا بيشوى معه كيس من الفاكهة و ذهب لزيارة الرجل فى المستشفى. و اندهش الرجل جدا و قال له كل يوم و أنا ابصق عليك و اليوم تأتى لزيارتى ؟" ثم بعد أن شفى كان يطلب من ابونا بيشوى ان يزورهم فى منزلهم و كان ابونا يذهب اليه و كان يسأله عن الديانة المسيحية و ابونا يجيبه و انتهى الأمر بأن اصبح مسيحيا هو و ابنه و ذهبا الى الدير. حكى راهب أنه أخذ فى الروح فى يوم ، و ذهب الى البرية الجوانية، و وجد نفسه مع مجموعة من السواح ثم حضر قس و اقام لهم قداسا و ناولهم و كان هذا القس هو ابونا بيشوى كامل. حدثت هذه القصة عام الف تسعمائة و ستون فى السنة الاولى لسيامة ابونا بيشوى و كانت كنيسة مارجرجس فى ذلك الحين تحت الانشاء و كانت مكتبة البيع عبارة عن كشك خشبى صغير بجوار سور الكنيسة و تسلل البعض الى الكنيسة ذات مساء و دخلوا المكتبة و فتحوا الادراج و ووضعوا كل ما تحويه من نقود و حلى صغيرة و سلاسل فى صرة و هربوا بها. و فى اليوم التالى اكتشف الخدام السرقة فهرعوا الى ابونا بيشوى و اخبروه بما حدث و طلبوا أن يبلغوا الشرطة فرد عليهم ابونا بثقة "اتركونى فسوف ابلغ أنا بوليس النجدة" و كان يقصد بذلك مارجرجس شفيع الكنيسة. و بدأ ابونا يصلى القداس و طلب من اللـه بصلوات الشهيد مارجرجس أن يتدخل فى هذا الموضوع و بعد القداس مباشرة جاء شرطى يريد احدا من المسئولين بالكنيسة ليتعرف على المسروقات فى قسم البوليس . أما حقيقة ما حدث فهو أن اللصوص بعدما اخذوا المسروقات ذهبوا بها الى احد الكازينوهات و جلسوا يقتسمونها فيما بينهم فلاحظ أحد المخبرين السريين ذلك فقبض عليهم و اعترفوا بكل شىء. و قال ابونا بيشوى للخدام بثقة " مش قلت لكم حأبلغ مارجرجس بوليس النجدة..!" لم يمر على ابونا بيشوى ليلة عيد و تناول فيه العشاء مع زوجته بمفردهما. فمن أول عيد بعد رسامته كانت هناك ارملة و معها طفلان توفى زوجها من فترة قصيرة و كانت تمر بحالة اكتئاب و حزن شديدين و قررت الا تحضر قداس العيد فى الكنيسة و يمر عيد الميلاد دون اى فرح. فلما علم ابونا بيشوى بذلك افتقدها و عزاها و شجعها على حضور القداس و قال لها بروح الدعابة "زوجتى انجيل ما بتعرفش تطبخ كويس، هنتعشى عندك بعد القداس" و فعلا ذهبا اليها بعد أن حضرت هى قداس العيد و ادخل الفرح فى قلبها هى و اولادها. و بعد ذلك كان ابونا بيشوى يبحث فى كل ليلة عيد عن اسرة حزينة أو شخص مغترب أو اسرة فقيرة ليستقبلهم فى منزله أو يذهب اليهم. و كان يقيم حفل عشاء كبير فى الكنيسة لكل الشباب المغترب سواء فتيان أو فتيات يتعشى و يتسامر معهم ليشعر الجميع بأبوة المسيح و بفرحة العيد. و بعد ذلك يقوم بتوصيل الفتيات الى بيوتهن و يذهب مع زوجته الى منزلهما فى ساعات الصباح الاولى . حتى عندما سافر ليخدم فى الخارج كان يدعو الشباب فى شقته الصغيرة هناك ليتناولوا العشاء معه بعد قداس العيد حتى ان مديرة المنزل (فى امريكا كل عمارة لها مديرة) قررت أن تترك المنزل و تستقيل من كثرة عدد الشباب الذى كان يستضيفه ابونا فى ليلة العيد و ما ينتج عن ذلك من ازعاج. تحكى تاسونى انجيل و تقول (قبل نياحة ابونا بفترة قصيرة و هو فى مرضه الاخير اخذنى معه لزيارة مريض بالقلب و كان يسكن فى عمارة ارتفاعها أربعة عشر دور و أنا لم اكن اعلم اين يسكن و كان الاسانسير معطلا. و عندما دخنا العمارة وجدت ابونا يتجه الى السلم مباشرة فسألته "هو الاسانسير عطلان و لا ايه يا ابونا؟ هما فى الدور الكام؟ فتوقف ابونا و قال لى "بصى بقى يا انجيل انا عايزك تعدى لى السلالم لحد ما نطلع." و بدون مناقشة قلت له حاضرو بدأنا نصعد و كان ابونا مبسوط جدا انى سهيانة فى العد و كل شوية يقول لى اوعى تغلطى فأرد لأ يا ابونا أنا واخدة بالى كويس. و فضلت اعد لحد ما وصلنا اخر دور فلما خبطنا و فتحوا الباب الناس فوجئوا و قالوا "كده يا ابونا تعبت نفسك و جيت مرة تانية ما انت كنت هنا الصبح و انت تعبان، وكمان تعبت المدام معاك" فقال لهم "لأ ما انا شغلتها فى عد السلالم" ففهمت لماذا شغلنى بعد السلالم حتى لا اصعد معه و أنا متذمرة لكى يستطيع أن يتمم خدمته بكل فرح بدون اى تعطيل). كان ابونا بيشوى يتعرض للكثير من المضايقات لتعطيل خدمته الناجحة. و كانت له علاقات وطيدة جدا و محبة قوية متبادلة ببعض الاخوة المسلمين و كان يعتبر الجميع اولاده، و لكن قلة من المتعصبين كانت تحاول افساد هذه المحبة و كان اللـه يبطل هذه المحاولات كما ابطل مشورة اخيتوفل. فمثلا فى احد اجتماعات هؤلاء الحاقدين احلوا دم ابونا (اى جعل قتله حلال) و كان الاجتماع بمكان قريب من منزل احدى الاخوات المسلمات و كانت تعرف ابونا فلما سمعت ذلك دخلت و ضربت الذى كان يتكلم و هاجمته و بعد ذلك ذهبت للشرطة لتخبرهم بذلك! و فى مرة اخرى ذهبت مجموعة منهم الى مسكن ابونا و دقوا جرس احدى الجارات و سألوا عن مكان شقة ابونا و لم تنتبه الجارة الى انهم يريدون بأبونا شرا فقالت لهم "هو دلوقتى نازل" و بالفعل كان ابونا نازلا فقالت لهم "هو ده ابونا اللى انتم عايزينه" و كررت الكلام فوجدتهم متسمرين فى مكانهم بلا حركة او كلمة أما ابونا فعبر من وسطهم و مضى! و مرة اخرى كان ابونا راجعا الى منزله بسيارته الصغيرة (الفولكس) فوجد نفسه محاصرا بثلاث عربات مرسيدس كبيرة تحاول سد الطريق عليه لكى يقف و كان ذلك فى شارع منزله الضيق و لكن بطريقة لا يعرف ابونا نفسه كيف تمت ، مر ابونا من وسطهم بسرعة بسيارته و جاز بعيدا عنهم. و كثير من التهديدات بالخطابات أو بالتليفون كان يتلقاها ابونا لكى لا ينزل من منزله و لكنه كان يردد بشجاعة كلمة "نحميا" عندما هددوه لكى لا يكمل بناء السور قائلا " ارجل مثلى يهرب؟". و كان ابونا يفرح بالاضطهاد و يعتبره اكليل من السماء و على قدر حبه للألم كان الرب ينقذه من يد اعدائه لدرجة أن اسمه فى سجل المخابرات كان "رجل من العالم الآخر" لأنهم كانوا يندهشون من كل المحاولات التى كانت تدبر لقتله و كان يمر منها دون اى اذى كأن حوله هالة عجيبة من السحر "على حد قولهم" و رغم جهود رجال المباحث فى الدفاع عنه و لكن هذه المحاولات تعتبر ضئيلة جدا بجانب عناية اللـه به و دفاعه عنه. اشتكى ابونا بيشوى و لفترة طويلة من ألم فى عضلات الرقبة من الخلف مع صعوبة فى حركة الرقبة. و احتار الاطباء و اجمعوا على انها شكوى عارضة. و فى يوم بعد أن خرج الاطباء من بيت ابونا مؤكدين انه لا خوف من هذه الاعراض ابتسم ابونا بيشوى لتاسونى انجيل و قال لها "أنا عارف انا عندى ايه" فردت عليه زوجته "ايه يا ابونا؟" قال "أنا عندى سرطان" فصرخت زوجته "لأ يا ابونا ما تقولش كده" فأجاب "طيب ها تشوفى" و عمل ابونا بيشوى تحاليل و فحوصات كثيرة ابتداء من شهر اغسطس 197الف تسعمائة6 ستة و سبعون و حتى شهر يناير و بعد اجتماع الاطباء انفسهم قرروا انه سرطان بين الفقرات العنقية. و لم تكن مفاجأة لأبونا بيشوى الذى كان يتمنى هذا المرض و كان يسميه "مرض الفردوس" و قد كانت الالام صعبة جدا فكان احيانا ينام نصف جالس و احيانا اخرى لا يستطيع الحركة أو النزول. اثناء مرض ابونا بيشوى جاء أحد الاشخاص و طلب منه أن يذهب لأحد اقرباءه و كان مريضا بمرض خطير فى مستشفى خارج الاسكندرية و يصلى له فقال له ابونا أنا مستعد و لكن لا استطيع أن اقود السيارة مسافة طويلة فعرض هذا الشخص على ابونا أن يوصله هو بسيارته الخاصة. و فعلا سافر ابونا و دخل حجرة المريض و اغمض عينيه رافعا رأسه للسماء و صلى صلاة من اجل شفائه و بعدما انتهى من الصلاة عاد الى الاسكندرية. و بعد ذلك بحوالى اسبوع جاء الى ابونا احد الاشخاص غير المسيحيين يشكره على شفائه من مرض السرطان بالمخ بسبب بركة صلواته لكن ابونا لم يتذكره و لم يعرفه لأنه لم يراه من قبل. فذكره الشخص بأنه كان فى المستشفى البعيد فى نفس الحجرة التى صلى ابونا فيها و حكى له انه اثناء الصلاة تسلل ووضع رأسه تحت يدى ابونا لأنه احس بقوة خفية فى شخص ابونا و عندما انتهت الصلاة رجع هذا الشخص الى سريره بسرعة. و بعد أن تمت عليه بعض الفحوصات فى المستشفى فوجىء الاطباء انه سليم تماما و لا يوجد فى رأسه اى اثر للسرطان. ذهب ابونا بيشوى فى يوم ما فى أمر هام فى وجه السرعة لإنقاذ نفس مسيحية على وشك الضياع و كان يقود سيارته بسرعة كبيرة حتى وصل إلى إحدى التقاطعات ليجد امامه طفلا صغيرا فى حوالى السادسة من عمره يقف فى منتصف الشراع و يشير لأبينا بالوقوف فإضطر ابونا تهدئة سرعته خوفا على الطفل حتى توقف فعلا عند تقاطع الشارع ليفاجأ بسيارة اخرى فى الشارع المتقاطع مندفعة بسرعة كبيرة تعبر الشارع فى نفس اللحظة ! يا للعجب لولا إرسال الرب لهذا الطفل لوقعت حادثة خطيرة و ما كان من ابونا بيشوى الا أنه ابتسم للطفل و ضرب له تعظيم سلام و قال له مداعبا يا شاويش! ذهب ابونا بيشوى مع ابونا تادرس يعقوب لزيارة سيدة انجبت حديثا لتهنأتها على المولود الجديد و كانت تقطن فى الدور الخامس و اصرت السيدة على أن تذبح لهما وزة ليتعشيا بها فقال ابونا بيشوى بروح ابوى سأخذ نصيبى جاف اى غير مطبوخ فقالت له السيدة بفرح الوزة كلها لك لن تنزل من هنا بدونها, لم يتردد ابونا فى قبولها فبعد الصلاة حمل الاوزة فى يده و خبأها فى كم الثوب المتسع و كان يمسك بمنقارها حتى لا تعطى صوتا و منزل بسرعة عجيبة على درجات السلم و إذ بلغ الشارع اتجه نحو اليمين قائلا لأبونا تادرس تعالى معى و سارا مسافة قصيرة ثم انطلق ابونا يجرى على السلم حتى بلغ الطابق السادس و هناك على السطوح فوجد اطفالا يبكون فسألهم ابونا بيشوى لماذا تبكون اجابه احدهم اننا جائعون نطلب من والدتنا أن نأكل و هى تطلب منا أن نصلى ، كيف نصلى و نحن جائعون؟ قال ابونا لا تخافوا ربنا ارسل لكم طعاما. ثم قال ابونا بيشوى لأبونا تادرس "اجلس مع الاطفال و ارو لهم قصصا و أنا اعد لهم الطعام مع والدتهم"ثم امسك ابونا بيشوى السكين و ذبح الاوزة ليساعد الام فى اعداد الطعام لأولادها الجائعين. إستمر ابونا بيشوى و حتى بعد نياحته يعمل و بقوة اكبر لإرجاع الخروف الضال. كان هناك شخص يعيش لملذاته. حاول معه الكثيرون و لكن فشلوا، و فى يوم من الأيام قال له خادم "اؤكد لك انك لو جئت معنا لزيارة كنيسة ابونا بيشوى و أخذ بركة مزاره ستتغير . فأجابه و" أنا قبلت التحدى سأذهب معك لأثبت لك انه لا أحد ممكن أن يغيرنى". و ذهب مع الرحلة فى سيارة اتوبيس، و فى الطريق نعس السائق، و انحرفت السيارة و صدمت صخرة كبيرة على حافة هاوية كبيرة . و نزل الركاب من نافذة فى آخر الأتوبيس. كان هناك ونش يسير وراءهم و رأى سائقه الحادث فتوقف لمساعدتهم، و ربطوا الاتوبيس فى الونش لسحبه و لكن لم يتمكنوا. فإقترح مشرف الرحلة أن ينادوا كلهم أبونا بيشوى فنادوا كلهم بصوت عالى يا ابونا بيشوى (ثلاث مرات) فتحرك الاتوبيس بسهولة، و وصلوا الكنيسة و هناك ابتدأ الشخص (الذى تحدى الخادم) يبكى بقوة فطلب الخادم من افراد الرحلة أن يتركوه بمفرده فى مزار ابونا بيشوى، فظل بمفرده مدة ثم خرج أن يقابل كاهن ليعترف و تغيرت حياته و اصبح خادما بشفاعة ابونا بيشوى. كانت هناك سيدة تقطن فى الاسكندرية و اولادها يدرسون بالقاهرة، و كانت معتادة يوم ظهور نتيجة اولادها أن تحضر القداس مع ابونا بيشوى و تنتظره فى الهيكل بعد أن ينهى القداس لتعرف منه نتيجة اولادها و كان يخبرها بنجاحهم ثم تتوجه للسنترال و تتصل بهم و تجد أنهم بالفعل نجحوا. و بعد نياحة ابونا بيشوى ذهبت السيدة يوم النتيجة لحضور القداس و بعد انتهائه وقفت فى نفس المكان الذى كانت تنتظر فيه ابونا بيشوى وقت حياته على الارض فتذكرته و بكت فسمعت صوت ابونا بيشوى فإلتفتت فرأته بملابسه البيضاء (ملابس القداس) و قال لها أن اولادها نجحوا ثم اختفى، فذهبت الى السنترال بسرعة و هى فرحة، و وجدت نفس النتيجة. حينما كان أبونا بيشوي كامل يخدم في كنيسة مارمرقس بلوس أنجلوس .... كان هناك شابا يحضر القداس ولكنه يسرع إلى الخروج فور انتهاء الصلوات بعد أن يضع في يد أبونا بيشوي كامل مظروفا به 20 دولارا ... وتكرر هذا الأمرعدة مرات ... فعقد أبونا بيشوي العزم على معرفة أمر هذا الشاب ... ففي يوم أحد عقب القداس الالهي حاول الشاب أن ينصرف كعادته ، فأسرع أبونا بيشوي نحو باب الكنيسة وسلم عليه ، وطلب منه أن ينتظره ... فلما أنصرف الجميع جاء أبونا بيشوي إليه يسأله عن أمره ...فأجابه الشاب وهو يبكي " الا تتذكرني يا أبانا !! أنا ( ف . س ) الذي سولت إلي نفسي أن أسرق عشرين جنيها من صندوق العطاء منذ سنوات في كنيسة مار جرجس اسبورتنج ... وقد رأيتني يا أبي وأنا أنفذ جريمتي ... وكل ما عملته حينذاك معي أن طلبت مني أن أعيد ما سلبته إلى الصندوق لأن هذا مال الرب والكنيسة محتاجة إليه للبناء... وطلبت مني أن أصلي طالبا المغفرة والإنصراف في صمت .... ولكني حينما هممت بمغادرة الكنيسة خجلا من انكشاف جريمتي فؤجت بك يا أبي واقفا على الباب تسلم وعلى وجهك ابتسامة حانية ... ثم وضعت في يدي عشرة جنيهات ... لحظتها لم أدري بنفسي أمام هذا الحب العظيم ، وعزمت على تغيير حياتي كلية ... فبعد أن كنت طالبا فاشلا في دراستي ... وكنت أنصب على القساوسة ومنهم أنت يا أبانا للحصول على مال بحجة أنني محتاج إليها في الدراسة ... هزمني حبك وصرت انسانا جديدا ونجحت في حياتي ... إلى أتيحت لي فرصة الهجرة إلى أمريكا ، وتصادف أن دخلت الكنيسة هنا فوجدتك يا أبي فتذكرت على الفور موقفك المحب معي ..." فما كان من أبونا بيشوي الا أن أحتضن الشاب في حنان بالغ وقال له " أنسى يا أبني اللي فات ..فأنت أبني سواء كنت في إسكندرية أو لوس أنجلوس " بركة صلوات أبونا القمص بيشوي كامل تكون معنا ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد ... أمين - كان ابونا بيشوى يعطى نصيحة لكل اولاده أن يصلوا دائما و كان يقول لهم "حينما نواجه أية مشكلة نصلى، و مع المسيح لا يوجد شىء صعب أو مستحيل". و كان يقول لهم "لا تقلقوا كل المشاكل ستحل مع الرب، و كان يترك المشاكل على المذبح فى القداس و دائما كانت تحل . - كان دائما يقول "نحن أولاد اللـه، أولاد الملك، كل هذا الميراث، ماذا تريدون اكثر من ذلك؟ - بعد اربعة عشر عاما من الخدمة كتب ابونا بيشوى فى مذكراته : "ويل لى من اجل النفوس التى كان من الممكن أن اربحها و لم افعل" ! الجنية المبروم هذه قصة نكتبها كما حكاها صاحبها بدون أي إضافات . و هو شخص بسيط غير مسيحي كان يعمل بوابا لعمارة سكنية كان يتردد عليها أبونا بيشوي كامل كثيرا. " كثيرا ما أتي أبونا بيشوي إلي هنا لزيارة أسرة كان يتردد عليها كثيرا... . و في كل مرة يأتي فيها إلي هنا كان يهتم بالسؤال عن زوجتي و أولادي ..... و يطمئن أن احتياجاتهم متوفرة ...... . و في أثناء هذا الحديث كان يخرج من جيبه جنيها (الذي كان مبلغا محترما وقتئذ) و يظل يبرم فيه من باب العمارة حتى الدور الثالث حيث تسكن هذه العائلة . فبمجرد أن نصل لباب الشقة و أرن له الجرس... كان يدس لي الجنيه في كم جلابيتي و يأمرني بالانصراف بسرعة قبل أن يراني أحد.... حقيقة لم أر شخصا مثله. فأنا بحكم عملي كثيرا ما يعطيني الناس من احساناتهم., و لكن معظمهم يعطيني النقود بحركات بهلوانية ملفتة. بهدف الظهور أمام الناس .... أما أبونا بيشوي فكان رقيقا جدا .... الله يرحمك يا أبونا بيشوي...... تستاهل حب الناس مش كثير عليك اللي حصل يوم جنازتك. إسكندرية كلها وقفت علي رجل و الناس بالآلاف . و مصر كلها حزنت علي فراقك . بركة صلوات أبينا القديس أبونا بيشوي كامل و العدرا مريم تكون مع جميعنا آمين تنيح أبونا بيشوى كامل فى الحادى و العشرون من شهر مارس عام الف تسعمائة تسعة و سبعون و كان عمره ثمانية و أربعون عاما. بركة صلواته فلتكن معنا جميعا ، آمين. |
||||
|