رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انتظارًا انتظرت الرب، فمال إليَّ وسمع صراخي ( مز 40: 1 ) الانتظار أكثر صعوبة من السير. إنه يحتاج إلى الصبر، والصبر فضيلة نادرة. ومما يعزينا أن نعلم أن الله يبني حواجز حول شعبه، هذا إذا نظرنا إليها كأنها وسائل وقاية. ولكن متى استمر الحاجز حول المؤمن وعلا حتى أصبح من الصعب عليه أن ينظر من فوقه، فكثيرًا ما يتساءل المؤمن ويقول: ”لماذا حجزني الله داخل هذه الدائرة الضيقة، لماذا لا يسمح لي بالخروج إلى مجال أوسع ـ روحيًا أو زمنيًا؟“. لمثل هذا المؤمن نقول: إن لله غرضًا صالحًا في كل ما يسمح به من حجز ومنع. يقول داود: «مِن قِبَل الرب تتثبت خطوات الإنسان» ( مز 37: 23 ). لقد كتب جورج مولر على هامش كتابه المقدس بجوار هذه الآية الأخيرة، العبارة الآتية: ”وكذلك سكناته“. وإنه لخطأ عظيم أن يحاول المؤمن تكسير الحواجز التي يُقيمها الله. وأمر حيوي في اتباع المؤمن للرب ألاّ يتعدى بإرادته الدائرة أو الحالة التي وضعه الله فيها، إلى أن يُخرجه هو منها في الوقت المناسب وبالكيفية التي يستحسنها. وعندما نتعلم أن ننتظر إرشاد الرب في جميع الأمور، نختبر القوة التي تمكِّن من السير الثابت المتواصل مع الله. إن الكثيرين منا تعوزهم هذه القوة، ولكن الله على استعداد أن يمنح القوة اللازمة لتتميم مشيئته في كل شيء. وفي الانتظار والتمسك الشديد بإرشاد الله سر القوة، وأية خطوة تنحرف عن طريق الطاعة يكون فيها صرف الوقت والمجهود عبثًا. وهل تكون الحياة لشخص اضطر أن يقف بينما يرى كل شيء حوله يتحرك، نوعًا من الفشل؟ كلا. إن في انتظار الرب بالهدوء كل الخير للمؤمن «بالرجوع والسكون تخلصُون. بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم» ( إش 30: 15 ). ولا شك أن سكون المؤمن أصعب عليه كثيرًا من حركته وسط تيار الحياة حوله، ذلك لأن السكون يتطلب شجاعة وقوة أعظم. وما أجمل أن يُرى المؤمن هادئًا، واثقًا في إلهه، منتظرًا أمره العلوي بالحركة في وقتها الصحيح. في هذا سرور قلب الله وفائدتنا أيضًا. ليتنا بنعمته نحرص على أن تكون حركاتنا وسكناتنا حسب إرادته فتتم في حياتنا أفكاره وأغراضه المقدسة الصالحة. |
|